يثير انتشار متحوّر جديد من كورونا القلق حول العالم. وكأنّ ما يحصل عالميًّا غير كافٍ أو أنّ ما تعيشه البشريّة بأكملها أخيراً من حروب وانهيارات وأزمات قليل ليُضاف إليها المشاكل الصحيّة. 

"أركتوروس"، المتحوّر الجديد الذي بدأ بالانتشار، دليل جديد على أنّ صفحة كورونا لم ولن تُطوى وان كانت حالة الطوارئ الصحية قد رُفعت عالمياً. ينتشر هذا المتغير في جميع أنحاء العالم، ما تسبب بإعادة تطبيق قوانين الكمامات في الهند مثلاً. كما أنّه آخذ في الارتفاع في أستراليا أيضاً، ويراقبه رؤساء منظمات الصحة في بريطانيا عن كثب. فهل من داعٍ للقلق؟ 

يُشير رئيس لجنة الصحة النيابية السابق الدكتور عاصم عراجي، في حديثٍ لـ"الأنباء" الإلكترونيّة، أنّ منظمة الصحة العالمية تقول إنّها ألغت كلمة جائحة وإنه لم يعد هناك حال طوارئ صحيّة بسبب فيروس كورونا وهي اتخذت قراراً بأنّه لم يعد يعتبر جائحة وبات كغيره من الفيروسات أي كالإنفلونزا مثلاً". 

ولذلك، يقول عراجي، "لا أعتقد أنّ المتحوّرات الجديدة والتي تظهر أخيراً عنيفة، ولم يثبت حتى الآن بأنّها كذلك أو حتى أنّها كتلك المتحوّرات التي كنّا نشهدها في بداية الجائحة"، مؤكّداً أنّ المتحوّرات أمر طبيعي في أي فيروس. ويشرح: "كما يوجد متحوّرات جديدة كلّ سنة من الإنفلونزا، وكذلك اللقاح الخاص به قد لا يكون فعّالاً على المتحوّر الموجود، هذا ما يحصل تماماً في موضوع كورونا. ولذلك بات علينا التعايش مع كورونا كغيره من الفيروسات لأنّه لم يعدّ يُشكّل خطورة كبيرة كما في السابق". 

إذاً، لا داعي للقلق، حتى رغم معاناة القطاع الصحي في لبنان والأزمة التي تُعاني منها المستشفيات فإنّ لا يشيء يدعو للهلع. ولكن خبراء في بريطانيا حذّروا من أن انتشار "أركتوروس" قد يعني عودة سكان العالم لارتداء الكمامات في الأماكن العامة. فهل نعود إلى زمن الكمامة والتباعد؟ 

يُجيب عراجي: "لا أظنّ ذلك وحتى الآن لم يخرج أيّ تصريح من أي جهة رسميّة كمنظمة الصحّة العالمية في هذا الشأن. هذا المتحوّر سريع الانتشار نعم، ولكن معظم الفيروسات سريعة الانتشار كذلك. وفي الطبّ يتمّ التركيز على خطورة المتحوّرات، أمّا خطورة "أركتوروس" فهي ليست مرتفعة".  

رغم أنّنا نسينا، إلا أنّ كورونا مستمرّ ولن ينتهي. ورغم ظهور متغيّرات جديدة، إلا أنّها طبيعيّة وليست خطيرة. ومع ذلك، الحذر يبقى واجباً.