في اليوم الثالث والأربعين للحرب، توجّهت أنظار العالم أجمع إلى مخيّم جباليا في شمال غزة، الذي كان مسرحاً لمجزرتين مروّعتين، حيث أدّى القصف الإسرائيلي على مدرسة "الفاخورة" التابعة للأونروا، الى مقتل أكثر من خمسين، فيما قضى 32 شخصاً من عائلة واحدة في ضربة طالت منزلهم.

وفيما كانت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي تتناقل المشاهد الصادمة لضحايا المجزرتين، على وقع استنكار عربيّ ودوليّ واسع، أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته البريّة لتشمل أحياء جديدة في قطاع غزة.

وهو كان فجر السبت، أمر بإخلاء "مجمّع الشفاء الطبي"، فاضّطر مئات الأطفال والنساء والرجال، بعضهم مرضى وجرحى، الى مغادرته سيراً على الأقدام، من دون مشاركة أي سيارة إسعاف في عملية الإجلاء. الا أنّ مئات الجرحى والأطفال الخدّج لا يزالون داخل المجمّع، الذي يحاصره الجيش الإسرائيلي بالدبابات وناقلات الجنود وغيرها من الآليات العسكرية.

مصير الأسرى مجهول

في الغضون، طرأ تطوّر بارز على ملف الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس منذ 7 تشرين الأوّل، حيث أعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري للحركة، فقدان "الاتصال بعدد من المجموعات المكلّفة حماية الأسرى" مشيرة الى أنّ "مصير الأسرى والآسِرين لا يزال مجهولاً".

وتزامن ذلك، مع بدء وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو، زيارة جديدة الى قطر التي تقود وساطة من أجل إطلاق الرهائن في غزة، فيما واصلت عائلات الأسرى الضغط على رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتيناهو، الذي نفى وجود صفقة تتعلّق بالأسرى، رافضاً وقف اطلاق النار قبل الإفراج عنهم.

مستقبل القطاع

على خطّ متّصل، لا يزال مستقبل اهالي غزة محور اهتمام عربي ودولي، حيث أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، انه توافق مع رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون ديرلاين، على رفض تهجير الفلسطينيين، سواء داخلياً أو باتّجاه سيناء. وهو ما عارضه أيضاً وزير خارجية الاردن ايمن الصفدي الذي رفض كذلك امكانية نشر قوات عربية في غزة بعد الحرب.

في وقت، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن الى "إعادة توحيد غزة والضفة الغربية تحت هيكل حكم واحد على ان تديرهما السلطة الفلسطينية بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية، معارضاً بدوره تهجير المدنيين قسراً من غزة".

جنوب لبنان... يشتعل

من غزة الى لبنان، حيث بقيت البلدات المتاخمة للحدود الجنوبية، في مرمى القصف الإسرائيلي، الذي طال للمرّة الأولى عمق مدينة النبطية، مستهدفاً بصاروخين، معملاً للألومينيوم في بلدة تول، ما أدّى الى احتراقه بالكامل.

هذه الضربة التي أثارت موجة واسعة من التنديد، ترافقت مع ضربات جوّية ومدفعيّة متواصلة طوال يوم السبت، الذي تخلّله اعلان "حزب الله" استهداف عدد من المواقع العسكرية الإسرائيلية، وإسقاط مسيّرة قتالية بصاروخ أرض - جو بعدما اخترقت الأجواء اللبنانية.

ولاحقاً، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنّه ردّ على هجمات "الحزب" بغارات على أهداف عسكرية تابعة له، ما أسفر عن تدمير "منظومةً متقدّمةً لصواريخ أرض- جوّ"، كما قال.