محاصيلنا الزراعيّة بخطر... والسبب؟

تسيطر أزمة تغيّر المناخ على العالم أجمع، حتى أصبح العالم حالياً أكثر دفئا بمقدار 1.2 درجة مئوية عن فترات ما قبل الثورة الصناعية.فالأدلة بشأن آثار تغير المناخ واضحة كوضوح الشمس، وما لم نتحرك بسرعة لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فلن نتمكن من درء أسوأ عواقب تغير المناخ. وها نحن اليوم نشهد أحد مظاهر تغيّر المناخ في لبنان وهي تأخّر هطول الأمطار.

في مثل هذا الوقت، اعتاد لبنان أن يخزّن نسبة لا يستهان بها من الأمطار، فماذا يحصل اليوم؟

كشف الخبير البيئي والبروفيسور ضومط كامل لـ»الديار» أن كتل هوائية مشبّعة بالرطوبة والغيوم تسيطر على لبنان، تمرّ من الغرب إلى الشرق بسبب الحرارة المرتفعة في طبقات الجو العليا، لتصل إليها الغيوم وتكمل مسارها دون حصول أي هطول للأمطار. فهذه ليست مسألة عادية أو سهلة، كونها ناتجة عن الإحتباس الحراري وتغيّر حركة الكتل الهوائية عالمياً، فيما يشهد العالم أبرز تداعيات أزمة تغير المناخ، أهمها: الجفاف الهائل في أوروبا وفياضانات ضخمة في شمال أفريقيا، أما في شرق المتوسط فبدأت تتجلّى ظاهرة عدم تساقط الأمطار أو تأخر هطولها، كما هي الحال في لبنان. وقريباً، سيشهد الشرق الأوسط بحسب الخبير البيئي فياضانات وسيول جارفة بسبب التغير المناخي وبحسب نوع الكتل الهوائية التي تمرّ في هذه المنطقة.

المحاصيل الزراعية بخطر!

ودقّ كامل ناقوس الخطر حول مصير المحاصيل الزراعية، فاعتاد المزارعون أن تروي الأمطار محاصيلهم في هذا الوقت من السنة، ولكن اليوم تبدّلت الصورة. ويأمل المزارعون هطول الأمطار في أقرب وقت ليبدأوا بزراعاتهم الموسمية، علّهم يعوّضون الخسائر الفادحة التي تكبّدوها من العام 2010 حتى اليوم. هذا وأشار إلى أن الكتل الهوائية المشبّعة بالغيوم تمرّ فوق لبنان دون هطول أمطار من فترة 25 يوماً.

هذا ودعا كامل الجهات المعنية لإدارة ملف المياه في لبنان بشكل حكيم، والحفاظ على مياه الأمطار، والمياه الجوفية، والثلوج، وإيلائها أهمية كبرى للحفاظ على الثروة المائية الضخمة. أما في ما يخصّ تلوث المياه، فنسبته مرتفعة جداً، بدءاً من المياه الجوفية التي باتت تحتوي على نسبة عالية جداً من الملوثات، وصولاً إلى الأنهار التي باتت بمعظمها مكتظّة بالملوّثات الصناعية السامّة والصرف الصحي، عدا عن النفايات المنزلية، ويعتبر نهرا «الليطاني» و»بيروت» أهمّ شاهدين على ذلك.

الحلول للتصدي لأزمة تغير المناخ

الوقود الأحفوري، الفحم والنفط والغاز، هو إلى حد بعيد أكبر مساهم في تغير المناخ العالمي، إذ يمثل أكثر من 75 في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية وحوالي 90 في المائة من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

نظرًا لتواجدها في الغلاف الجوي للأرض، فإن انبعاثات غازات الدفيئة تحبس حرارة الشمس. وهذا يؤدي إلى الاحتباس الحراري وتغير المناخ. فترتفع درجة حرارة العالم حاليا بشكل أسرع من أي وقت مضى في التاريخ المسجل. وبمرور الوقت، تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تَغيُّرات في أنماط الطقس واضطرابات في توازن الطبيعة المعتاد، الأمر الذي يشكل مخاطر عديدة على البشر وجميع

أما للتصدي لهكذا أزمة، علينا اتباع خطوات عدة أهمها: السيطرة على استخدام الطاقة، شراء منتجات مستدامة، زراعة الأشجار، التركيز على استثمارات صديقة للكوكب، وأهمها نشر الوعي وفكرة إنقاذ البيئة من خلال ممارساتنا الحياتية اليومية.

هل يضرب الجفاف لبنان؟

كما سبق وذكرنا، تشهد أوروبا موجة جفاف هي الأسوأ منذ 500 عام، ويتوقّع تعرض 64% من أراضي الاتحاد الأوروبي للجفاف.وبحسب الخبراء، ستستمر الأحوال الجوية الجافة في عدد من المناطق الغربية ومناطق حوض البحر الأبيض المتوسط حتى نوفمبر، ويعتقد خبراء مركز البحوث المشتركة.

أما حول إحتمالية شهادة لبنان موجة جفاف كأوروبا، فنفى بروفيسور «كامل» ذلك، عازياً السبب إلى موقع لبنان وقال: «من المؤكد أن لبنان سيتأثر بالتغير العالمي للمناخ ولكن لن نشهد موجات جفاف قاسية كتلك التي تشهدها أوروبا».