محاولات لتشكيل تكتلات نيابية وازنة تؤثّر في الاستحقاق... كتلة "لبنان الجديد" تدعم افرام ولا تتبنّى ترشيحه

فعّلت جلسة 9 كانون الثاني(يناير) عمل النواب، وخصوصاً غير المنتمين إلى كتل، في محاولة لتشكيل تكتلات جديدة يكون لها دور أكبر ضمن التوازنات الحالية.

وقد برز في اليومين الفائتين تحرك مجموعة جديدة تضم نواب "اللقاء التشاوري" وليد البعريني ومحمد سليمان ومحمد رستم وأحمد الخير وعبد العزيز الصمد وسجيع عطيه، يضاف إليها النواب نبيل بدر وعماد الحوت وعبد الرحمن البزري وبلال الحشيمي المنسحب من لقاء الـ31 المعارض، ومعهم نعمة إفرام وجميل عبود وشربل مسعد.

هذه الكتلة تضم العدد الأكبر من النواب السنّة، بالإضافة إلى نعمة إفرام، باعتبار أن جميل عبود حليفه الأساسي وعضو كتلته. وبحسب ما يسربه عدد من أعضائها، هي تحظى بمباركة عربية، والمقصود المملكة العربية السعودية. ويشيرون إلى أن تجمّعهم أصبح يرجّح اسما على آخر عند تبلور لائحة الأسماء في شكل نهائي.

وبدا لافتاً أنه بعد تحرك الكتلة بيومين، أعلن إفرام ترشحه للرئاسة، فبدا كأن الكتلة الحديثة الولادة كشفت أوراقها، إلّا أن هذا الأمر نفاه النائب محمد سليمان لـ"النهار"، كاشفاً أن إفرام أبلغهم بطريقة مباشرة بعد إعلان ترشحه أن هذا لا يُلزم الكتلة تبنيه.

وإذ شدد سليمان على التحالف مع إفرام لتمتعه بمواصفات المرشح، أكد أن الكتلة لم تعتمد بعد أي اسم وهي في صدد مشاورات واسعة بدأتها مع رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل واستكملتها باللقاء مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وستعقد لقاءات مع عدد من الأفرقاء حتى التوصل إلى اعتماد مرشح واحد تصوّت له، مع التأكيد أنها لن تلجأ إلى التصويت المبهم، بل سيكون الاسم محدّداً".

وأشار الى أن الكتلة ليست جديدة بالمعنى الحرفي للكلمة، "فنحن منذ أكثر من سنة ننسق مواقفنا تحت اسم كتلة "لبنان الجديد"، واعتمدنا التصويت الموحد في الجلسات الانتخابية السابقة، وننسق بالنسبة إلى الجلسات التشريعية والملفات الأساسية التي تخص البلاد".

وعن الحديث عن دعم سني متكامل لجعجع، قال سليمان: "لا مشكلة لدينا مع أي اسم، شرط حصوله على تأييد أوسع عدد من الكتل، وحينها نكون من الداعمين".

ما لم يقله سليمان قاله زميله في الكتلة عبد العزيز الصمد  مشدداً على التكتل  يقوم بمشواراته وفق اسس واضحة وهي انتخاب رئيس يتبنى تنفيذ القرارات الدولية وخصوصاً الـ1701 و الـ1559 و الـ1680  واتفاق وقف اطلاق النار بحزم ومن دون مواربة.

وشدد الصمد على أن التكتل لم يعلن بعد تبنيه أي مرشح، لافتاً الى ان النائب نعمة أفرام طرح ترشيحه عليهم مثل بقية اللبنانيين ولم يتخذ قرار بعد من الدعم اوعدمه.

ونفى الصمد ان يكون التكتل قد أعطى وعداً لرئيس حزب "القوات اللبنانية" بدعمه في حال ترشحه الى الرئاسة، الّا انه كشف على توافق مع جعجع وغيره على المبادئ الاساسية  وعلى رئيس يتبنى تطبيق القرارات الدولية.

وفي السياق، علمت "النهار" أن الكتلة التي حاول تأسيسها نواب "التيار الوطني الحر" الأربعة الخارجين لم تنجح في إكمال مسيرتها نتيجة عدم التمكن من الاتفاق على ملف الرئاسة، فانسحب منها إفرام بعد استشعار حركة رئاسية للنائب إبرهيم كنعان، ومثله فعل النائب ميشال ضاهر الداعم لقائد الجيش نتيجة تضارب المصالح، وبقي أربعة فقط.

في المقابل، وبعد انفراط عقد النواب التغييريين، علمت "النهار" أن حركة يقوم بها النائبان ملحم خلف وبولا يعقوبيان لإعادة جمع ما يمكن جمعه ممن لم يتخندقوا، وقد نجحت الاتصالات في إعادة التواصل مع خمسة أو ستة منهم، ولكن حتى الساعة يبدو أن الاتفاق تعتريه مصاعب وخصوصاً أن بعضهم عاد إلى التمركز القديم قبل الحرب وقبل سقوط النظام السوري، وعاد إلى طروحات عام 2019 التي تخطاها الزمن عبر أسماء لا تحاكي المرحلة، علما أن الخلافات الشخصية بينهم لا تزال تطفو على السطح، بالإضافة إلى تصفية الحسابات، ما يجعل العمل على التوحيد صعباً للغاية.