المصدر: وكالة أخبار اليوم
الأربعاء 10 آذار 2021 16:15:36
عنوانان أساسيان، من بين عناوين كثيرة، يُمكن وضعهما للحَراك الروسي الأخير في الشرق الأوسط، هما سوريا وإيران.
فوليّ العهد السعودي محمد بن سلمان التقى في الرياض المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية، ألكسندر لافرينتيف، واستعرضا الأوضاع المستجدّة على الساحة السورية. فيما دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من الإمارات، إلى وضع خطوات متزامنة لعودة الولايات المتّحدة وإيران إلى الإتّفاق النووي.
"قيصر"
فماذا عن خلط الأوراق في المنطقة، بعد حديث وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، عن أن "قانون قيصر"، يعقّد عودة سوريا إلى محيطها العربي؟
"شراء" الأمن؟
وهل بدأ عصر الإستثمار الروسي في عَدَم حَسْم واشنطن موقفها تجاه طهران، وفي تركيزها على شركائها في المنطقة، وعلى رأسهم وليّ العهد السعودي، على خلفيّة ملف مقتل الصّحافي السعودي جمال خاشقجي، في عزّ المواجهة المُحتَدِمَة مع إيران؟
وماذا عن العرب؟ هل سيتبعون استراتيجية شراء الأمن من إيران عبر روسيا هذه المرّة؟ والى أي مدى ستنجح موسكو في "بَيْعه" لهم؟
اتّفاق؟
وضع مصدر واسع الإطّلاع الحَراك الروسي الأخير ضمن إطار "البدء العملي بدخول مرحلة جديدة في المنطقة، هي مرحلة الإتّفاق الروسي - الإسرائيلي على إيران، بالتنسيق مع الأميركيين".
وشدّد في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" على أن "إيران وروسيا خطّان لا يلتقيان. وهذا سيبدأ بالظّهور قريباً، إذ إن اتّفاقاً إسرائيلياً - روسياً - أميركياً جديداً، يقضي ببَيْع موسكو الأمن لدول الخليج العربي، عبر لَجْم الإنتقام الإيراني عنهم، بسبب تطبيعهم مع تل أبيب".
حقوق الإنسان
ودعا المصدر الى "مراقبة ما يجري من اتّفاقات وتسويات بين الروس والإسرائيليين في الوقت الراهن. فتل أبيب تتّفق مع موسكو على حماية اتّفاقاتها "التطبيعية" مع الإمارات والبحرين، وتبحث معها سُبُل تأمين الأمن لاتّفاقات تطبيع جديدة بينها (إسرائيل) وبين السعودية، وغيرها من دول الخليج العربي أيضاً".
وتابع:"الأميركيون لا يمانعون تأمين الأمن للعرب، من البوابة الروسية. فواشنطن غير جاهزة للتوصّل الى اتّفاق مع إيران في وقت قريب، لا حول اتّفاق نووي جديد، ولا حول أمن منطقة الخليج. ولذلك، تترك الأمور لموسكو حالياً حتى لا تُضطّر (واشنطن) للخضوع الى ابتزاز إيراني بأي شكل من الأشكال. فضلاً عن أن الأميركيين يريدون الإحتفاظ بهوامش واسعة لهم مع حلفائهم العرب حالياً، على صعيد ملفات حقوق الإنسان".
نقل الصّراع
وأكد المصدر أنه "إذا اتّفقت إسرائيل وروسيا على إلغاء عقوبات قانون "قيصر"، بالنّسبة الى سوريا، وبعض العقوبات المفروضة على إيران، فإن الولايات المتّحدة ستجد الإطار المناسِب لفعل ذلك. فهذه أفكار مطروحة بين واشنطن وتل أبيب وموسكو، تسهّل نقل الصّراع في المنطقة الى ما هو أبعَد من الأمن والعسكر والإقتصاد، مستقبلاً".
وقال:"إيران ليست حليفاً لروسيا، ولن تكون، وهذا ليس كلاماً عبثياً. فالنّظام الإيراني يقوم على "خطاب إلهي" في كلّ ما يتعلّق بالسياسات والأمن والعسكر والإقتصاد والمال. أما روسيا، فلا، حتى في مرحلة ما بَعْد تفكُّك الإتحاد السوفياتي. وهذه مُنطَلَقات مُضادّة في أي علاقة مستدامة بين موسكو وطهران في المستقبل".
خطّ وَصْل
وتوسّع المصدر في كلامه:"لنتصوّر أن جندياً إيرانياً، يقف الى جانب جنديّ روسي، خلال يوم عطلة مشترك مثلاً. يُمكن للروسيّ أن يسحب زجاجة "الفودكا" من جيبه، وأن يشرب، وأن يسكر ربّما، بينما لا يمكن للإيراني أن يفعل ذلك، حتى ولو اشتهى أن يشرب".
وختم:"هذا اختلاف تنظيمي أساسي في العقيدة بين الجيشَيْن الروسي والإيراني، يمنع الحديث عن تحالُف بين البلدَيْن، خصوصاً أن النّظام الروسي "كافر" في نظر الإيرانيّين، فيما النّظام الإيراني هو دينيّ في الأساس، يخضع لغَسْل الدّماغ. فضلاً عن أن إسرائيل تتوغّل أكثر فأكثر في حقيقة أنها باتت تشكّل خطّ الوَصْل بين واشنطن وموسكو".