دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى "غزة منزوعة السلاح"، وفي حين شدد - في خطابه لأعضاء الكونغرس الأميركي مساء امس - على أن "أعداءنا هم أعداؤكم"، طالب بمزيد من السلاح لمواصلة ضرب غزة.

وقال "بعد انتصارنا، بمساعدة شركائنا الإقليميين، فإن غزة منزوعة السلاح وخالية من المتطرفين يمكن أيضا أن تفضي إلى مستقبل من الأمن والازدهار والسلام. تلك هي رؤيتي حيال غزة". وشدد نتنياهو على أن أعداء إسرائيل هم أيضا أعداء الولايات المتحدة، على حد قوله. وأضاف "نحن لا نحمي أنفسنا فقط. نحن نحميكم.. أعداؤنا هم أعداؤكم، معركتنا هي معركتكم، وانتصارنا سيكون انتصاركم". ودعا الولايات المتحدة إلى تسريع وتيرة دعمها العسكري لإسرائيل للمساعدة في وضع حد للحرب في غزة، بعدما كان قد اتهم واشنطن بتعليق مساعدات. وقال نتنياهو "أقدّر بشدة دعم الولايات المتحدة، بما في ذلك في هذه الحرب الحالية. لكن هذه لحظة استثنائية. تسريع المساعدات العسكرية الأميركية يمكن أن يسرع بشكل كبير إنهاء الحرب في غزة وأن يساعد في منع اندلاع حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط". وأبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي ثقته بأن الجهود التي تبذل من أجل الإفراج عن المحتجزين لدى حركة حماس "ستثمر"، اضاف "أنا واثق بأن هذه الجهود يمكن أن تنجح، بعضها يبذل الآن". وأضاف "أود أن أشكر الرئيس جو بايدن على جهوده الدؤوبة نيابة عن الرهائن".

هذا الخطاب لاقى تأييدا قويا في الكونغرس، وقد نجح خلاله نتنياهو في الحصول على دعم "معنوي" قوي من مستمعيه الذين كانوا يقاطعونه بالتصفيق وقوفا، كلما انهى جملة. لكن بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن محطة رئيس الوزراء الاسرائيلي في الكونغرس ليست مفصلية، وقد باتت كذلك بعد ان ارتفعت في الاسابيع الماضية حظوظ الرئيس السابق دونالد ترامب في الوصول الى البيت الابيض في شكل دراماتيكي. هذه المحطة، ارادها ان تؤسس للولاية الرئاسية المقبلة وللتعاون مع مَن سيدخل المكتب البيضوي في الاشهر الآتية.

انطلاقا من هنا، نتنياهو لم يكن حاسماً في مسألة التجاوب مع الصفقة التي تعمل عليها ادارة بايدن حاليا لاسكات المدافع في غزة، بل تطرق عرضا الى الموضوع، كما انه وقف في مسافة وسط بين الديمقراطيين والجمهوريين، مع ميل الى الفريق الثاني، حيث رفع شعارات تعجب ترامب كمواجهة ايران والصراع بين الخير والشر وتوسيع اتفاقيات ابراهام... وعينُه على تقريش ما قاله في الكونغرس، مع اي ادارة ستدير البيت الابيض، على شكلِ اسلحة اضافية وتعاون عسكري وسياسي وثيق اكثر مما هو اليوم. لذا يمكن القول ان المحطتين الاهم في زيارة نتنياهو للولايات المتحدة، هما اللقاءان اللذان سيجمعانه بالمرشحة الديمقراطية كمالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، تختم المصادر.