المصدر: الوكالة المركزية
الكاتب: طوني جبران
الأحد 20 تشرين الأول 2024 11:34:58
توقفت مراجع ديبلوماسية وسياسية بقلق متزايد أمام ما سمته بإجماع لافت حول موجات التصعيد التي بلغت أمس السبت اقصى ما يمكن توقعه من العمليات العسكرية من تلك المسيرة التي وصلت الى مقر نتنياهو في عطلة نهاية الأسبوع في منطقة القيسارية جنوب تل ابيب تزامنا مع عودة القصف العنيف على الضاحية الجنوبية بحجم يمكن اعتباره تعويضا عن ايام الهدوء التي عبرت ومنها باتجاه المناطق البقاعية وصولا الى الحدود اللبنانية – السورية الشمالية – الشرقية. وكل ذلك يجري على وقع المساعي المبذولة من اجل ترتيب وقف لاطلاق النار بعدما تبخرت الآمال بامكان لجم التوتر وخفض التصعيد في لبنان كما في غزة بالرغم من مقتل رئيس المكتب السياسي في حركة "حماس"يحيى السنوار قبل ثلاثة أيام.
وما زاد في الطين بلة، كما قالت هذه المراجع عبر "المركزية" ان العمليات العسكرية "النوعية" قد تلاحقت أمس بطريقة متسارعة. ذلك انها المرة الاولى التي وصلت فيها احدى المسيرات الى المنزل الخاص برئيس الحكومة الاسرائيلية بطريقة لافتة بعدما تجاوزت كل وسائل التحذير والتصدي لها وتوزعت مسيرات أخرى وصواريخ باتجاه حيفا والكرمل ومناطق غليلوت والجليل الغربي وخليج حيفا، وهو ما دفع برد اسرائيلي قاس ترجمته بحوالى 63 غارة جوية نفذت امس على الأراضي اللبنانية وتوزعت بين الضاحية الجنوبية والجنوب بمختلف قطاعاته والبقاع من اقصى البقاع الغربي الى اقصى الشمالي وصولا الى الحدود اللبنانية السورية بعد غارة "قنص" استهدفت صباح امس احد مسؤولي حزب الله في جهاز المخابرات كما ادعت القوات الاسرائيلية دون اي تأكيد او اشارة امنية لبنانية او من قبل الحزب.
على هذه الخلفيات اجمعت هذه المراجع بشقيها العسكري والديبلوماسي على قراءة مفصلة بالوجهين. و لخصتها على المستوى العسكري بالملاحظات الآتية:
- بمعزل عن العملية التي استهدفت مقر نتنياهو وما يمكن ان تحتمله من ملاحظات غامضة فلم يثبت بفعل التعتيم الاعلامي الاسرائيلي اي تفاصيل عن نتائجها، وإن قيل إن نجله يائير قد قتل فيما هو يقطن الولايات المتحدة الأميركية. ولذلك تبين أنها رواية مفبركة ولا أساس لها من الصحة. وفي غياب اي صورة او مشهد قيل ان أحد المواطنين أصيب في المنطقة.
- الى الغارة التي نفذتها "مسيرة قناصة" على اوتوستراد جونية والتي تميزت بالدقة لعدم المس بالسيارت المدنية التي كانت الى جانب المستهدف فيها وصفت العملية بالدقيقة اذ تبين ان ضحيتها كان ملاحقا لفترة سبقت وصوله الى المنطقة الى أن اختيرت النقطة التي قتل فيها. لكن تنفيذ حوالى 63 غارة اسرائيلية على المناطق اللبنانية أمس وصفت بأنها من أكبر العمليات التي شهدتها الحرب التي انطلقت قبل شهر وثلاثة أيام على لبنان، ولم يتوفر لها اي تبرير سوى انها الدفعة الاولى من ردة الفعل على استهداف مقر نتنياهو كما انتهت إليها الاتصالات الديبلوماسية التي رافقت وقائعها طيلة نهار أمس بين بيروت وواشنطن وتل ابيب وباريس بطريقة حصرية رافقت مجرى العمليات في اعقاب الاتصال الذي أجراه الرئيس الأميركي بنتنياهو بعد الكشف عن محاولة اغتياله.
وإلى وضوح المشهد العسكري بوقائعه الموثقة، فقد اكتنفت الترددات السياسية الغموض وتعددت السيناريوهات التي تواكبها ومنها:
- لا يمكن تجاهل التوجه الاسرائيلي بتحميل طهران مباشرة مسؤولية العملية في القيسارية بديلا من "حزب الله"، إذ تبين ان هناك نية بعد ظهر أمس بقلب المشهد من المواجهة المفتوحة في الجنوب مع "حزب الله" والنظرة إلى العملية لتكون محطة إضافية وتمهيدية على خط التحريض الموجه توطئة للضربة الاسرائيلية المنتظرة باتجاه ايران بعد ان حملت المراجع العسكرية المسؤولية الى حزب الله قبل الظهر .
- صرف النظر عن العمليات العسكرية الدموية و المأساوية التي نفذتها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة جراء مجموعة من المجازر التي ارتكبت في أكثر من منطقة ولا سيما في شمال القطاع والتي انجلت نهاية ليل أمس بحديث عن تجاوز عدد الشهداء أكثر من مئة وعشرين واقترب عدد الجرحى بما يتجاوز الـ 350 فلسطينيا.
وبانتظار التداعيات الأخرى المنتظرة فقد سرعت هذه التطورات ما انتهت إليه عملية اغتيال السنوار في غزة وتوسع نطاق القصف في لبنان الحركة الديبلوماسية التي سيترجمها وصول الامين العام للجامعة العربية مساء اليوم الى بيروت في مهمة لمح إليها بيان اصدرته الامانة العامة للجامعة أمس اكدت فيه دعمها للحكومة اللبنانية في موازاة إدانتها التدخل الايراني في لبنان وكانه امرا مفاجئا وغير مسبوق في لبنان وغزة في خطوة تتزامن مع وصول وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن الى تل ابيب بعد غد الثلاثاء في إطار جولة جديدة هي العاشرة الى المنطقة منذ أن اندلعت الحرب قبل عام واسبوعين. في وقت يصل فيه الى بيروت الموفد الرئاسي الأميركي اموس هوكشتاين خلال أيام بانتظار ترتيب مواعيده في بيروت خلال الساعات المقبلة.