المصدر: العربية
الاثنين 4 كانون الاول 2023 16:43:19
خلال الساعات الماضية، انشغلت الأوساط اللبنانية بمعضلة "المخدرات" بعد أن انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لأحد الشباب فقد السيطرة على نفسه نتيجة التعاطي.
مخدّر "كريستال ميث"
في التفاصيل، انتشر المقطع كالنار في الهشيم وأرفق بتوضيح أن الأجهزة الأمنية تحذّر من صنف خطير جديد يتم ترويجه على الشبان في الأسواق اللبنانية عوارضه قاتلة.
ولقي الفيديو تفاعلاً لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين السلطة السياسية بمضاعفة جهودها لمكافحة هذه الآفة التي تضرب المجتمع.
بدوره، أفاد مصدر أمني لـ"العربية.نت"، بأن الأجهزة الأمنية لم تتمكن من تحديد تاريخ الفيديو حتى الآن، جازماً بأن يكون الشخص الظاهر تحت تأثير المخدر "كريستال ميث"، وهو النوع الذي ينتشر بسرعة كبيرة بين الشباب اللبناني، لاسيما بعد انتهاء تفشي كورونا.
وأوضح أن "الكريستال ميث" هو ميثامفيتامين مشتق عن مادة "الأمفيتامين"، هو مخدر منشط يؤثر على العقل، وينتج عنه شعور بالكثير من الطاقة، وفرط اليقظة، والحدة والثقة بالنفس.
كما لفت المصدر إلى أن سبب انتشار هذا النوع تحديداً بسرعة يأتي بسبب كلفته المنخفضة، إذ يساوي الغرام الواحد 10 دولارات، مؤكدا أن نسبة كبيرة من الموقوفين بتهمة التعاطي مدمنين على نوع "الكريستال ميث"، مشددا على أنه معدل مقلق لأن هذا المخدّر يضرب الدماغ مباشرة.
وأشار إلى أن ما يرفع منسوب القلق من انتشاره بشكل أوسع في لبنان يعود إلى أن تركيبته الصناعية تأتي من مواد تدخل للبلد بطريقة شرعية تحت مسمّى "مواد طبية" تُستخدم في صناعة مواد التنظيف، كاشفا أن النسبة الأكبر من الذين يتعاطون مخدّر "كريستال ميث" تنتشر في محافظتي بيروت وجبل لبنان.
"ظاهرة قديمة"
من جهته، أوضح جوزيف حواط، رئيس مؤسسة "جاد" (شبيبة ضدّ المخدرات) لـ"العربية.نت"، ألا جديد في الفيديو الذي انتشر، إذ أن المخدّر "كريستال ميث" أو ما يُعرف بالـ "شابو" في الدول العربية إضافة إلى أنواع أخرى منتشرة منذ سنوات في لبنان، لكن الفارق اليوم أن "كريستال ميث" تنتشر بسرعة في لبنان في السنتين الأخيرتين.
وأوضح حواط أن تعاطي المخدرات تضاعف في لبنان بعد انتهاء تفشي وباء كورونا، حيث رصدت جمعية "جاد" تزايد نسبة المتعاطين من فئة الشباب لأنواع عدة من المخدرات، لاسيما "كريستال ميث".
مآس في لبنان.. أطفال يعملون في ترويج المخدرات
يشار إلى أن الأجهزة الأمنية في لبنان كانت شنت حملات مكثّفة لإقفال مصانع المخدرات وحبوب الكبتاغون وتوقيف المتورطين بها.
وتمكّنت من إحباط عشرات عمليات تهريب الكبتاغون إلى دول عديدة، وذلك عبر الرافق العامة.
في هذا السياق، أشار حواط إلى أن الأجهزة الأمنية اللبنانية أحبطت في الأشهر الثمانية عشرة الأخيرة 72 مليون حبّة كبتاغون كانت معدة للتهريب إلى الخارج.
ومنذ خريف 2019، دخل لبنان في نفق أسوأ أزمة اقتصادية ومالية في تاريخه الحديث، انهارت فيها عملته الوطنية مقابل الدولار ما انعكس سلباً على عمل قطاعات حيوية مثل التعليم والاستشفاء والمصارف.