المصدر: النهار
الكاتب: رضوان عقيل
الثلاثاء 28 تشرين الأول 2025 07:25:19
يحضر مدير المخابرات المصرية العامة اللواء حسن رشاد الى بيروت اليوم تزامناً مع مجيء الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس للقاء المسؤولين السياسيين والأمنيين مع ارتفاع معدل الاستهدافات والتهديدات الإسرائيلية ضد "حزب الله" في الجنوب والبقاع وانتظار ما سيخلص من اتفاق غزة الذي تم بتدخل مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
يحلّ رشاد في لبنان للمرة الأولى وهو "مفتاح سر مصر" عند الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يكلفه بالملفات الصعبة التي تخص الأمن القومي للدولة وآخرها متابعة ملف غزة وتشعباته المعقدة. ولم يتوضح بعد إن كان حضوره بصفة موقعه الأمني أم إن كان مكلفاً من رئيسه، علماً بأنه في لبنان لا تُحترم قاعدة "توازي الصيغ والأشكال" في التعاطي الديبلوماسي مع الزائرين. وزار رشاد تل أبيب في الأسبوع الفائت والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ومن المتوقع بحسب مصدر متابع أن ينقل "رسالة إسرائيلية" بـ"نكهة عربية" هذه المرة لا بواسطة البريد الأميركي الى الرؤساء جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام، وهو لم يلتق بهم سابقاً. ويرجح المصدر أن ينقل من تل أبيب طبيعة ما تخطط له حيال لبنان و"حزب الله" أولاً، مع إمكان السير بحصول تفاوض غير مباشر بين لبنان وإسرائيل في المرحلة الأولى لحل جملة من القضايا العالقة بين الطرفين. ومن المتوقع أن ينقل رسالة مهمة على شكل أجواء أو معلومات وإلا كان اكتُفي بتكليف الملحق الأمني في السفارة المصرية بهذه المهمة وإرسالها الى الجهات الأمنية المعنيّة.
ويتوقف لبنان عند تنصّل إسرائيل منذ الدقيقة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني 2024 ولا يبدو أنها تعير القرار 1701 الاهتمام المطلوب ولا تكترث للجنة "الميكانزيم" في اجتماعاتها في الناقورة حيث لا تنفك عن استهداف أي هدف عسكري يطاول "حزب الله" وقدراته العسكرية.
وفي انتظار ما سيحمله رشاد صاحب التجربة في عالم المخابرات المصرية فهو سبق أن التقى قبل أسابيع في القاهرة المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي وناقش الطرفان مجموعة من الملفات الأمنية المشتركة بين البلدين زائد تشريح ما يحصل في سوريا بعد تسلم الرئيس أحمد الشرع مقاليد السلطة في دمشق مع ملاحظة أن الأخير رتب علاقات دولته مع مختلف العواصم الغربية وصولاً إلى واشنطن وموسكو لكن الحذر ما زال يتحكم بها مع السلطات في القاهرة، ولا سيما أنه لا يمكنها بفعل عوامل عدة لا تقتصر على الجغرافيا مواكبة ملف غزة وإسرائيل الأمر الذي يفرض على العقل الأمني المصري التدقيق في التربتين اللبنانية والسورية. ولا شك في أن القاهرة تضع لبنان في موقع الاهتمام وليس القيام بدور نظراً الى حجم إمكانياتها وهي عضو في "المجموعة الخماسية" ولها وزنها وإن كانت لا تستطيع موازاة تأثير فرنسا والسعودية وقطر أو أداء الدور الاستراتيجي الذي تمارسه واشنطن في لبنان، ورغم ذلك تبقى لها كلمتها في بيروت وإن كان من الصعب عليها استعادة أمجاد أيام سفيرها عبد الحميد غالب في الخمسينيات وأواخر الستينيات.
موسى: لا نحمل رسائل تهديد وتحذير انما رسالة تحوط
بعد زيارته رئيس الحكومة نواف سلام، صرح السفير المصري في لبنان علاء موسى بالاتي: ما حدث من نجاحات مصرية في ما يخص الوصول الى إتفاق وقف إطلاق النار في غزة طبعا بالاشتراك مع شركائنا في الإقليم وفي العالم سنستغله أيضا في محاولة حلحلة الملف اللبناني، لأن ما يجب التأكيد عليه أن ما يتعرض له لبنان من اعتداء، لا يجب ان يستمر، لأنه يمكن أن يؤدي الى اشياء أسوأ، وبالتالي ما نحمله من رسائل الى لبنان هو ضرورة التحوط مما يحدث. نحن لا نحمل لا رسائل تهديد ولا تحذير، انما رسالة تحوط مما يمكن ان يحدث في المستقبل. نحن ننسق مع الدولة اللبنانية بكامل أركانها من أجل محاولة الوصول الى حل بجنبنا المزيد من التصعيد