أقفلت جميع مراكز الامتحانات في لبنان، وانتهت أعمال التصحيح والتدقيق فيها منذ يومين. علماً أن بعض المراكز أنجزت المطلوب وأقفلت منذ يوم الإثنين الفائت. إلا أن أعمال التصحيح ما زالت قائمة في المركز الرئيسي في بيروت لبعض المواد، ولا سيما اللغة الانكليزية.
إشكالية بيروت
التأخير الحاصل في بيروت ليس في أعمال التدقيق ما بعد التصحيح في المناطق. بل ثمة تأخير في التصحيح الأول والثاني للمسابقات التي تقرر تصحيحها في العاصمة. هذا رغم أنه يفترض أن يكون المركز الرئيسي على رأس المراكز وفي طليعتها في إنجاز التصحيح الأول والثاني والثالث للمسابقات التي تقرر تصحيحها فيه. ففي بيروت تنتقل أعمال التصحيح إلى المرحلة النهائية، حيث تجمع الملفات المنجزة من مراكز المناطق، لبدء مرحلة التدقيق الرابع، وربط أرقام الطلاب الحقيقية بتلك الوهمية لإصدار النتيجة النهائية. وبخلاف باقي المناطق انطلقت أعمال التصحيح في بيروت بشكل جيد، ثم عادت وتعثرت، وتصاعدت الشكاوى من عدم وجود مصححين. وكانت النتيجة أن التصحيح الأول والثاني لبعض المواد تأخر في بيروت، وتأخر معها صدور النتيجة النهائية للامتحانات، التي كان يفترض أن تصدر يوم غد الجمعة.
إشكالية المركز الرئيسي في بيروت تكمن بسوء توزيع المسابقات على المراكز. فقد وزعت مسابقات بعض المواد بنسب تراعي توفر عدد المصححين في كل مركز، فيما مواد أخرى تكدست في بيروت. علماً أن مراكز المناطق أنجزت كل أعمال التصحيح والتدقيق، وكان بإمكانها إنجاز المزيد من المسابقات خلال الأيام الثلاثة المنصرمة. والإشكالية الثانية تكمن بحصر تصحيح مسابقات فرعي الانسانيات والعلوم العامة فيه. والهدف من هذا الإجراء ليس "دوزنة" نتائج مادة الرياضيات، التي شكا منها الطلاب في فرع العلوم العامة، بل لرفع عدد المسابقات في العاصمة، وإطالة مدة عمل لجان الامتحانات، وتلقي بدلات إضافية بالدولار، كما تؤكد المصادر. والمقصود ليس إطالة أعمال التصحيح، بل الأعمال الإدارية التي تنفذها اللجان، قبل التصحيح وبعده.
تأخر تصحيح المواد
تقنياً يقوم المصحح الأول بتصحيح المسابقة باللون الأحمر، ثم يصححها المصحح الثاني باللون الأخضر وتنتقل إلى التصحيح الثالث باللون الأسود في المناطق. في مراجعة العلامات في بيروت تؤخذ العلامة الثالثة باللون الأسود. ولا يعاد تصحيح المسابقة مركزياً للمرة الرابعة إلا في حال كانت علامة التصحيح الثالث خارج الهامش المسموح به (25 بالمئة من العلامة).
ومن ضمن أعمال التدقيق في بيروت مراجعة مقرر المادة أو نائبه المسابقات التي نال فيها الطالب علامة صفر أو عشرين على عشرين. ووفق المصادر انتهت أعمال التدقيق بعلامات الصفر والعشرين والتدقيق الرابع لمواد عدة. لكن بطء أعمال التصحيح في بيروت حال دون إنجاز مواد اللغة العربية واللغة الإنكليزية لفرع الآداب والانسانيات (عدد الطلاب في كل لبنان نحو 1500 طالب) ومادة الرياضيات والكيمياء واللغة الإنكليزية لفرع العلوم العامة. وتأخر انتهاء تصحيح مادة اللغة الإنكليزية لباقي الفروع، وبعض المواد الاختيارية للطلاب الذين اختاروا الكيمياء أو الفيزياء أو الجغرافيا (أعداد المسابقات قليلة).
تأخر صدور النتيجة
تأخر أعمال التصحيح يبطّئ عملية الانتقال إلى إقفال مرحلة التدقيق الرابع والانتقال إلى فتح المسابقات واستبدال أرقام الطلاب الوهمية بالأرقام الحقيقية، لإصدار النتيجة. ويبدو أن البعض يتقصد إطالة مدة إصدار النتيجة. فلجان المواد ما زالت تتفاوض على بدلات الأتعاب لرفعها عن السابق. ولم تجر مفاوضات تشمل كل اللجان مرة واحدة، بل تقوم كل لجنة بالتفاوض على حدة. وهذا يؤخّر صدور النتيجة أيضاً.
ووفق مصادر "المدن" بلغت نسبة التصحيح الأول والثاني والثالث والرابع، حتى صباح اليوم الخميس نحو 85 بالمئة، ومن المفترض أن تنتهي أعمال التصحيح والتدقيق الرابع يوم الأحد المقبل، باستثناء مادة اللغة الإنكليزية. فرغم استقطاب المزيد من الأساتذة لتصحيح المسابقات ما زالت أعمال التصحيح بطيئة. والسبب أن أكثر من نصف طلاب لبنان يدرسون المنهج الإنكليزي، في وقت بات عدد أساتذة اللغة الإنكليزية قليل في لبنان. وعليه سيتأخر صدور النتيجة النهائية حتى يوم الثلاثاء المقبل، أو حتى يوم الأربعاء. إلا إذا تقرر بدء عملية ربط الرقم الحقيقي للطلاب بالرقم الوهمي يوم الأحد المقبل، لتسريع الآجراءات، وإصدار النتيجة مساء الإثنين.