المصدر: النهار
السبت 24 تشرين الأول 2020 15:12:19
أنهى تدخين النرجيلة مع أصدقائه في المقهى، قبل أن يتوجه إلى محل ابن عمته، حيث وجد صديق الأخير هناك، الذي مازحه بإطلاق النار عليه، قبل أن يضغط على الزناد ويصيبه في مقتله... سقط محمد علي جمال سليمان ضحية السلاح المتفلت، لينضم إلى سلسلة طويلة من الاشخاص الذين دفعوا حياتهم بسبب انتشار السلاح في أيدي الناس.
مزاح قاتل
عند الساعة السابعة وعشر دقائق من مساء أمس، ودّع محمد أصدقاءه، وتوجه كما قالت مايا عقل، أحد معارفه، "إلى محل ابن عمته للدراجات النارية في القبة، وعند وصوله بدأ شاب لا معرفة بينهما بممازحته بإطلاق النار عليه، ليسحب بعدها المسدس ويضغط على الزناد فخرجت طلقة منه أصابت محمد في رأسه"، وأضافت: "سقط أرضاً قبل أن يتم نقله إلى المستشفى الحكومي، حيث قاوم الموت لساعتين ليعلن بعدها الاطباء مفارقة الروح جسده".
رحيل قبل تحقيق الحلم
محمد من سوريا سكان ضهر العين، قضى سنوات عمره في لبنان، يعمل كي لا تحتاج والدته وشقيقه (من ذوي الحاجات الخاصة) أحداً، كما ان لديه شقيقة متأهلة، ولفتت مايا إلى أنه "صباح أمس أنهى محمد وزوج عمتي توصيل طلبية بطاطا، مساء. هاتفه قبل الكارثة بنحو نصف ساعة وطلب منه أن يتهيأ كي ينجزا العمل باكراً، الا ان الموت كان اسرع وخطفه من وسطنا"، وأضافت: "كان ابن التاسعة والعشرين ربيعاً يخطط للارتباط في الصيف المقبل، الأمر الذي دفعه للعمل مع ابن عمته في محل الدراجات النارية في القبة مقابل 10 آلاف ليرة، وذلك كعمل ثان الى جانب عمله مع زوج عمتي، وعلى الرغم من كل الجهد الذي كان يبذله الا ان ظروفه الاقتصادية كانت صعبة جداً".
اليوم ووري محمد في الثرى، اما الشاب الذي أطلق النار عليه ففر من المكان، وأشارت مايا إلى أن "حزننا لا يوصف على إنسان كنا نعتبره فرداً من العائلة، ففي اي مناسبة كان يحضر للمساعدة، فهو مقدام وخلوق الى أبعد الحدود".