مساعدات بأكثر من 100 مليون يورو لشعب لبنان... ماكرون: الاولوية لتشكيل حكومة ولا تشكوا بنياتنا حول نظام العقوبات

أعلن مكتب الرئيس الفرنسي أن المشاركين في مؤتمر المانحين للبنان استجابوا لنداء إنساني آخر للأمم المتحدة لتقديم 357 مليون دولار خلال 12 شهرا مقبلة وتعهدوا بدعم مالي بقيمة إجمالية قدرها 370 مليون دولار.

تفاصيل مؤتمر الدعم

في الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت، اعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مؤتمر  الدعم الدولي لشعب لبنان ان فرنسا ستساهم في اعادة اعمار المرفأ واعلنت عن مساعدة طارئة وملحة في موضوع نشاطات المرفأ.

ولفت الى تقديم مساعدات طارئة إلى لبنان بأكثر من 100 مليون يورو مجدداً التحية للمنظمات التي تقوم بملء الفراغ الموجود من قبل الدولة.

كما حيّا الجيش الذي لعب دوراً أساسياًُ في هذه المرحلة.

وقال: "التزامنا سيترجم من خلال التعاون مع عدة اطراف وسنقدم 250 مليون دولار مع صندوق النقد الدولي الذي سيمسح للحماية المجتمعية بشفافية كما سيكون هناك مساعدة من البنك الدولي".

واضاف: الازمة التي يعيشها لبنان ليست فقط مصيراً تاماً انما ثمرة فشل جماعي ونتيجة كل الاخطاء التي حصلت ضد المصلحة العامة وكل الطبقة السياسية زادت من تفاقم هذه الازمة حين وضعت مصالحها الشخصية قبل مصالح الشعب اللبناني.

وتابع :" فرنسا تبوأت مسؤوليتها كونها صديق وافعالها بدأت منذ مؤتمر سيدر ولكننا جمدنا مساعداتنا مقابل اصلاحات وحوكمة ولكنها لم تتم هذه الاصلاحات ولم يتم الايفاء بأي التزام ولكن لبنان يستحق افضل من ذلك.

وشدد على ان  لبنان يحتاج ان يعيش اكثر من نتيجة التضامن الدولي انما يحتاج الى تشكيل حكومة مهمة والقيام بتدابير ملحة وتحديد خارطة طريق وهذا سيسمح بدعم لبنان اكثر والمؤتمر اليوم هو مؤتمر لدعم الشعب اللبناني

وحول العقوبات قال: تمكّنا من اتخاذ تدابير صارمة ضد الشخصيات المتورطة بالفساد وخلقنا نظام عقوبات خاص بلبنان ولذلك لا يجب أن يشك الرؤساء اللبنانيون بنياتنا.

الى ذلك جدد ماكرون دعم بلاده للبنان قائلاً: : أُعلن إصرار المجتمع الدولي بأن يبقى الى جانب الشعب اللبناني.

وحول التحقيق قال: : إنّي مؤمن بأن إجراءات التدقيق الجنائي في الحسابات العامة ضرورية وإلزامية، وعاهدت اللبنانيين على المضي بها مهما كانت العراقيل، ونحن بانتظار نتائج هذا التدقيق في حسابات المصرف المركزي، والذي نتمسّك به لتحديد وتوزيع الخسائر والمسؤوليات.

بايدن: مساعدات إنسانية بقيمة 100 مليون دولار

وأكد الرئيس الأميركي جو بادين في مؤتمر دعم لبنان ان الولايات المتحدة تفخر بالمساعدات التي قدمتها للبنان وأعلن عن مساعدات إنسانية بقيمة 100 مليون دولار تضاف الى قرابة 560 مليون دولار قدمتها واشنطن خلال السنوات الماضية مشددا على ان الولايات المتحدة تفخر بالمساعدات التي قدمتها للبنان منذ فترة طويلة.

العاهل الأردني عبد الله الثاني اكد انه لا يمكن لنا الانتظار ورؤية اللبنانيين يقتربون من الهاوية، ويجب ان نقدم المساعدات الإنسانية والصحية والغذائية، ولا يجب ان ننسى ان اللبنانيين يستضيفون ايضاً لاجئين.

نائبة الأمين العام للأمم المتحدة لفتت الى ان لبنان يعيش احدى افظع الازمات على الصعد الاقتصادية والتربوية والبنى التحتية.

أضافت:"اللبنانيون لا يزالون يعانون من عدم تشكيل حكومة، وننتظر من رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي تأليف حكومة بشكل سريع".

عون: لبنان بحاجة الى كل مساعدة ومساندة من المجتمع الدولي

من جهته، قال رئيس الجمهورية ميشال عون في كلمة تلاها في المؤتمر: "سنة مرت على الكارثة التي ضربت قلب بيروت، ولا تزال جرحاً نازفاً في وجدان كل اللبنانيين، ولا يزال السعي الى الحقيقة وإحقاق العدالة الكاملة مطلباً لكل لبناني، وحقاً بديهياً، خصوصاً لمن أصابته الخسارة في الصميم، أهالي الضحايا الذين سقطوا في ذلك اليوم المشؤوم".

وتابع: "سبق والتزمت أمام اللبنانيين بتحقيق العدالة وبمحاسبة كل من يثبت التحقيق تورطه، وأكرر التزامي اليوم، وأؤكد أن لا أحد فوق سقف القانون مهما علا شأنه، وليذهب القضاء إلى النهاية في التحقيق والمحاكمات، حتى تبيان الحقائق وتحقيق العدالة المنشودة".

واعتبر عون ان "لبنان يمر اليوم بأصعب أوقاته، معدل غير مسبوق للفقر، جائحة كوفيد 19، نقص حاد في الأدوية، ناهيك عن العبء الثقيل للنزوح السوري، والحصار المفروض حولنا والذي يحرم لبنان من مداه الحيوي، لذا لم يعد بإمكانه انتظار الحلول الإقليمية ولا الكبرى".

واردف قائلاً: بعد مضي عام على فاجعة الرابع من آب 2020، لا تزال التداعيات المدمرة تنعكس على جميع المستويات الانسانية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والتربوية، فتُفاقم الأزمات التي تعصف بوطننا... إنّ إعادة التشغيل الكامل لمرفأ بيروت، الشريان الحيوي للاقتصاد اللبناني هو ضرورة ملحّة، ولبنان الذي يضع في قمة أولوياته تأهيل وتطوير هذا المرفق يرحب بأي جهد دولي في هذا الإطار".

وقال: لا شك انّ لبنان بحاجة الى كل مساعدة ومساندة من المجتمع الدولي بعد تحديد الاحتياجات والأولويات؛ مساعدات انسانية واجتماعية وصحية شعبنا بأمس الحاجة اليها، مساعدات تساهم في استمرار الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطنون.

واوضح ان البلاد غرقت  لأشهر خلت في أزمة سياسية طغت فيها للأسف تفاصيل التشكيل على البرنامج اي مشروع إنقاذي للحكومة اليوم نحن في مرحلة جديدة وآمل تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات والتحضير للانتخابات النيابية بالتوازي مع بناء الثقة مع شركائنا الدوليين والتواصل مع صندوق النقد الدولي.

وتابع:  لا بد من التأكيد أن المبلغ العائد لحقوق السحب الخاصة والذي سيستفيد منه لبنان من صندوق النقد الدولي في أيلول المقبل يجب استعماله بتأنٍّ وتوظيفه بأفضل طريقة لمواجهة الانهيار وبدء الاصلاحات.

السيسي للشعب اللبناني: لبنان قادر بعزيمة أبنائه على النهوض من كبوته

وشارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عبر الفيديو كونفرانس، في المؤتمر الدولي لدعم الشعب اللبناني ، والذي يعقد بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس وجه رسالة للشعب اللبناني الشقيق، بأن لبنان الذي كان دائما منارة للثقافة والفن والفكر، ورافدا مهما من روافد الإبداع العربي، ما زال قادرا بعزيمة أبنائه على النهوض من الكبوة الحالية، والعودة مجدداً ليكون مزدهراً وفريداً كما نحب أن نراه.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لفت إلى أن الازمة الاقتصادية في لبنان تتفاقم بفعل الفراغ السياسي الذي يعيشه البلد، مشددا على أن مصر تطلب من جديد ملء هذا الفراغ وتصحيحه لمنع دخول لبنان في دوامة سيقع فيها الجميع، ويستحق اللبنانيون قيام حكومة مسؤولة تضع في أولوياتها مصالح البلد.

المدير العام لمنظمة الصحة الدولية أشار في كلمته خلال مؤتمر دعم لبنان وشعبه الى الجهود التي تبذلها المنظمة مع مجموعة من المنظمات الدولية والمحلية لمنع انهيار النظام الصحي في لبنان خصوصاً ان نصف الشعب اللبناني يعيش تحت خط الفقر ويحظى برعاية صحية ضعيفة.

مديرة صندوق النقد الدولي كشفت ان لبنان سيحصل على ما قيمته 860 مليون دولار من احتياطيات حقوق السحب الخاصة لكن المهم أن يستخدمهم بحكمة.

وأكدت ان احتياطيات حقوق السحب الخاصة لن تحل مشكلات لبنان الهيكلية طويلة الأمد ويجب تمكين الحكومة من إصلاح الاقتصاد المتعثر.

وزير شؤون السياسة الخارجية الدانماركية دعا في كلمته امام مؤتمر دعم بيروت المسؤولين اللبنانيين الى تحمّل مسؤولياتهم في مواجهة الأزمة التي تعيشها البلاد، وتشكيل حكومة قادرة على اجراء الإصلاحات اللازمة وتحقيق الاستقرار

المديرة العامة لصندوق النقد الدولي اعتبرت انه منذ اجتماعنا الاول تمت اعادة بناء اجزاء من العاصمة وكان هناك أمل أن تستتبع هذه المأساة بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، معربة عن أسفها لأن هذا الامر لم يحدث. واشارت الى ان لبنان سيحصل على مساعدة بقيمة 860 مليون دولار لتلبية الحاجات الملحة للشعب.

رئيس البنك الدولي قال: "نحن معاً من اجل مساعدة لبنان للخروج من الأزمة الانسانية التي يعيشها، واللبنانيون يعانون من "انهيار مقصود" لأن مسبب هذه الازمة هو تعاطي العديد من الحكومات السابقة وداعميها. ان لبنان بحاجة الى حكومة تشدد على الشفافية وحقوق الانسان ونظام محاسبة يطاول كافة المؤسسات".

رئيس الوزراء العراقي اعتبر في كلمته ان مأساة انفجار مرفأ بيروت وحّدت اللبنانيين، وأكد ان بلاده تجدد التزامها تقديم كل مساعدة سريعة مطلوبة من غذائية ونفطية، وسيواصل العراق بذل الجهود من خلال تقديم المساعدات الطبية والغذائية والوقود لتشغيل محطات الطاقة الكهربائية.

العاهل الأردني ​عبد الله الثاني​ قال "إنه لا يمكن الانتظار ورؤية اللبنانيين يقتربون من الهاوية"، منوها بضرورة تقديم المساعدات الإنسانية، وضرورة وجوب "مساعدة دولية منسقة".

وخلال مؤتمر دعم لبنان، اعتبر العاهل الأردني أن "الأزمة في لبنان تتفاقم يوما بعد يوم على أكثر من صعيد، وخصوصا في الأمور الحياتية الأساسية، وأنه من لا بد من مساعدة دولية منسّقة تتخطى الحدود الجغرافية للبنان لتصل الى المنطقة بأكملها، ويجب أن تنعكس المساعدات إيجابا على الشعب اللبناني، وأن توزع بعدالة، وان يكون هناك تنسيق يسمح لنا بتجسيد المساعدات عمليا وتلبية الحاجات بشكل أسرع واكثر فاعلية".

وتابع: "لا يمكن لنا الانتظار ورؤية اللبنانيين يقتربون من الهاوية، ويجب ان نقدم المساعدات الإنسانية والصحية والغذائية، ولا يجب ان ننسى ايضاً ان اللبنانيين يستضيفون ايضاً لاجئين يعيشون بدورهم في ظروف صعبة".

وشدد العاهل الأردني على أهمية المؤسسات اللبنانية والدعوة إلى الاستقرار فيها ودعم القوى الأمنية، ما يسمح بتأمين الحاجات للبنانيين في هذا الوضع الصعب.

وتابع قائلا: "آمل في أن تتمكن الدول من توحيد جهودها لإرسال رسالة إلى اللبنانيين أنهم في القلب والوجدان وليسوا منسيين في هذا الظرف العصيب".

رئيس وزراء كندا أعرب عن التزام بلاده بكافة الوسائل لمساعدة الشعب اللبناني في مواجهة مأساة انفجار المرفأ.

وأعلن أن كندا سوف تمنح لبنان اضافة إلى المساعدات السابقة، مساعدة بقيمة 20 مليون دولار عبر الصندوق المالي الذي أنشأه البنك الدولي بالتعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي.

وزير التنمية الأسترالي اعلن عن استمرار بلاده في تقديم الدعم للبنان. ودعا الى قيام حكومة جديدة لتنفيذ الإصلاحات اللازمة، وأكد على الروابط القوية التي تربط البلدين، مشيراً الى وجود اكثر من 230 الف استرالي من أصول لبنانية، إضافة الى إقامة نحو 20 الف استرالي في لبنان.

وزير خارجية بريطانيا أعلن ان بلاده طالبت بتحقيق شفاف في الانفجار، وانه بعد عام على وقوعه لم تتحقق العدالة، والشعب يستحق افضل من ذلك، وعلى الحكومة المستقيلة ان تلتزم بوعدها لتصل التحقيقات الى نهايتها ويتحمل المذنبون المسؤولية، واكد الاستمرار في مساعدة الجيش اللبناني والقوى الامنية.

وزير خارجية اسبانيا دعا كل الفرقاء الى دعم رئيس الحكومة المكلف للإسراع في التشكيل، لأنه فور الإعلان عنها، سيزيد المجتمع الدولي التزاماته وتعزز الحكومة محادثاتها مع صندوق النقد الدولي لتنفيذ برنامج إصلاحات يجعل الاقتصاد مستقراً. واعلن الاستمرار في الدعم الاسباني في المجالات كافة.

وزير خارجية كرواتيا رأى انه يجب العمل في لبنان على فرض إصلاحات جدية، مؤكداً استمرار بلاده في تقديم المساعدة للشعب اللبناني، كما حصل بعد الانفجار في الرابع من آب 2020 واعلن عن تعاون بلاده مع برنامج الأمم المتحدة للانماء في تأهيل منطقة الكرنتينا التي عانت بفعل الانفجار.

 وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي في الامارات شددت على أهمية وقوف المجتمع الدولي الى جانب لبنان وعلى وجوب ان يقوم اللبنانيون بدورهم للخروج من هذه الازمة وان يستعيد لبنان ثقة المجتمع الدولي ويُبعد نفسه عن صراعات المنطقة. وأبدت التزام بلادها في تأمين المساعدات للشعب اللبناني.

الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزي بوريل أشار إلى أن الاتحاد ما زال بانتظار نتائج التحقيقيات في انفجار مرفأ بيروت ومعرفة أسباب هذه الكارثة.

وزيرة خارجية النروج شددت بدورها على ان انفجار بيروت حصل فيما لبنان يجتاز ازمة عميقة، ومنذ حوالي السنة لا يزال من دون حكومة ومن دون التوصل الى معرفة ما هو سبب الانفجار.

واكدت ان النروج شريك اساسي في مساعدة الشعب اللبناني وكشفت ان بلادها ارسلت اكثر من 50 مليون يورو العام الماضي كمساعدة.

وزيرة خارجية هولندا اشارت الى ان التغيير الحقيقي في الوضع الراهن هو بيد القادة السياسيين اللبنانيين، فلبنان يحتاج اكثر من اي وقت مضى الى حكومة طال انتظارها تكون قادرة على اتخاذ كافة الاصلاحات الضرورية ومحاربة الفساد، وقادرة على وضع مصلحة لبنان العليا فوق المصلحة الشخصية.

وزير خارجية المانيا قال ان بلاده ستضيف 40 مليون يورو على قيمة المساعدات التي قُدّمت في آب الماضي، وكشف ان مبلغ 30 مليون يورو ذهبت كمساعدات انسانية، بالاضافة الى ما قدمته المانيا عبر اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية لمواجهة لبنان لوباء كورونا وكمساعدات طبية.

وزير خارجية اليونان اوضح ان بلاده وقفت الى جانب الشعب اللبناني فور وقوع المأساة من خلال تقديم مساعدات عينية ومساهمات في اعادة الاعمار. وشدد بدوره على وجوب الاسراع بتشكيل حكومة فاعلة من اجل الحفاظ على الاستقرار وتعمل على اعادة النمو.

وزير خارجية ايطاليا اكد ان بلاده ستواصل دعمها من اجل استعادة لبنان لحيويته، مشددا على دور ايطاليا الفاعل في مجال تنسيق المساعدات الدولية، وخصوصاً الانسانية، حيث قدمت نحو 8 مليون يورو لهذه المساعدات وحدها.

وزيرة الدولة السويسرية استعرضت المساعدات التي قدمتها سويسرا للبنان مؤكدة على أن دعم سويسرا للشعب اللبناني مستمر. وأعلنت عن نية بلادها منح 20 مليون فرنك سويسري في العام الحالي للاشخاص الاكثر حاجة عبر منظمات الامم المتحدة، والمجتمع المدني والمساعدات المباشرة.

وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية استعرض ما قدمته دولة قطر للبنان في الفترة الماضية وأكد على استمرار بلاده في دعم لبنان والشعب اللبناني

 نائب رئيس البنك الاوروبي لإعادة الاعمار والانماء أشار  إلى المساعدة التي يقدمها البنك للبنان في مجالات عدة، وأكد الحاجة الى تشكيل حكومة قادرة على تحقيق الإصلاحات بدعم من البنك الدولي ما يسمح بالنهوض الاقتصادي وإعادة اعمار البلاد.

وزير الخارجية السعودي في مؤتمر باريس اكد أن المملكة عبّرت دوماً عن كامل تضامنها مع الشعب اللبناني لا سيما منذ اتفاق الطائف الذي وضع حدا للحرب الاهلية وعودة السلم الى لبنان وقدمت مساعدات بأكثر من مليار دولار للبنان خلال السنوات الماضية.

كما تحدّث خلال مؤتمر دعم لبنان وشعبه جورج شقير من المجتمع المدني عن تأثير الانفجار على الوضع وعن التحركات التي يقوم بها المجتمع لمواجهة تداعيات الانفجار. كما تحدثت ماريتا افرام، شاكرة كل الذين دعموا ويدعمون منظمات المجتمع المدني للوقوف في وجه التحديات والأزمات التي يعاني منها لبنان.

 والقى الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي كلمة الجامعة، عارضا للأوضاع الصعبة التي يعيشها لبنان على اكثر من صعيد. ودعا الى "إقامة حكومة اختصاصيين وتكنوقراط، مع صلاحيات واضحة ودعم شعبي لتنفيذ الإصلاحات"، لافتا الى ان "الجامعة ترغب في ان تبصر الحكومة الجديدة النور في اسرع وقت ممكن، بعد وقت طويل من المماطلة".

واتهم زكي "الطبقة السياسية وبعض القادة" ب"الاهتمام بمصالحهم الخاصة اكثر من اهتمامهم برفاهية بلادهم ومصير شعبهم"، وحثهم على "تحمل مسؤولياتهم والتواصل مع بعضهم بنية طيبة لكسر الحلقة الخبيثة، كونها الفرصة الأخيرة ربما قبل الوصول الى مرحلة عدم الاستقرار وفوضى المؤسسات".
واعلن ان الجامعة "تحث الأمم المتحدة والمشاركين على محاولة مساعدة اللبنانيين على منع انهيار قطاعين أساسيين هما التربية والصحة".
الصين
واعرب السفير الصيني كيان مينجيان عن ترحيب بلاده "بتكليف رئيس الجمهورية النائب نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة"، وعن املها في "عمل كل الأطراف اللبنانية بروحية طيبة وتعزيز الحوار لتشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن".
وإذ عرض للمساعدات التي قدمتها الصين الى لبنان، ابدى استعداد بلاده "لتعزيز التعاون بين البلدين في المجالات كافة، ومنها المجالات الصحية وإعادة الاعمار والاستقرار الأمني والحفاظ على الهدوء على الحدود". ودعا الى "دعم قوات اليونيفيل للحفاظ على الاستقرار على الحدود"، والأطراف المعنية الى "مراقبة تطبيق قرارات الأمم المتحدة والتوقف عن خرق السيادة اللبنانية والاعمال التي تهدد الاستقرار في المنطقة".
روسيا
ثم تحدث القائم بالاعمال في السفارة الروسية في فرنسا الكسندر زيزيولين الذي رحب بكل المساعدات الدولية للبنان، ولكنه شدد على "أهمية قيام حكومة قادرة على اتخاذ قرارات مناسبة لتخطي الازمات، وتحظى بدعم كل الفئات اللبنانية".
واعرب عن "دعم روسيا لمساعدة لبنان على الصعد كافة مع احترام سيادته وسلامة أراضيه".
الختام
وفي الختام، لفتت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة الى أهمية هذا الحدث، والى "وقوف المجتمع الدولي الى جانب الشعب اللبناني".
وعرض وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان للعمل الذي قامت به فرنسا "لتأمين المساعدة الدولية للبنان، وللجهود الكبيرة التي قامت بها الأمم المتحدة لوضع هذه المساعدات موضع التنفيذ والتطبيق الفعلي ولايصالها الى مستحقيها بفاعلية، في بلد يعاني من كل أنواع الصعوبات".
ولفت الى ان "المساعدات وصلت الى اكثر من 370 مليون يورو، والى اكثر من 357 مليون دولار تم رصدها للعام المقبل، وهذه التقديمات ستساهم في تأمين الحاجات الاساسية للبنانيين". كما لفت الى ان "المساعدات المباشرة التي يتم تأمينها للشعب اللبناني ليست، بأي حال من الأحوال، بديلة عن مسؤوليات السلطات اللبنانية التي يجب عليها اتخاذ الخطوات اللازمة لتخطي الازمات، ومنها اولا تشكيل حكومة فاعلة وقابلة للحياة والبدء بمفاوضات لتطبيق برنامج صندوق النقد الدولي ووضع الإصلاحات الاولية موضع التنفيذ لاصلاح القطاع المصرفي وقطاع الطاقة وغيرها".
وأشار الى ان "فرنسا والاتحاد الأوروبي قد مارسا ضغوطا لكي يلتزم المسؤولون في لبنان بما تعهدوا به في هذا المجال، ولكن على السلطات اللبنانية ان تسمح للبنانيين بالتعبير عن انفسهم بطريقة ديمقراطية في الانتخابات المقبلة عام 2022، وعلى الحكومة المقبلة ضمان اجراء هذه الانتخابات بشفافية".
وتوجه الى المسؤولين اللبنانيين بالقول: "ان مستقبل لبنان في خطر".