مساعدات مالية إيرانية للبنان بالدولار... "قوم روح نام وسير حلام"!

كتب أنطوان الفتى في وكالة أخبار اليوم:

"ممتاز ما أُعلِن عنه أمس، من تقدّم ملموس في مفاوضات فيينا النووية مع إيران خلال الأيام الماضية، رغم وجود أمور يجب العمل عليها، في المرحلة القادمة.

وبموازاة إعلان مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، أن أطراف "خطة العمل الشاملة المشتركة" (الإتفاق النووي) أكدت أن اتفاقاً أصبح في المتناول، لا بدّ من بَدْء السؤال عن مصير المليارات الإيرانيّة التي ستُحرَّر بعد الإتّفاق الجديد، وعن جدوى تحريرها، طالما أن جزءاً مهمّاً منها سيذهب لتقوية القدرات والأنشطة العسكرية الإيرانيّة المنتشرة في المنطقة.

 مساعدات؟

فضلاً عن أن إيران، التي تقترب من التحرُّر من العقوبات، مالياً وإقتصادياً وسياسياً، تترك خلفها الكثير من المُحاصَرين، ماليّاً وإقتصادياً وسياسيّاً، بسبب سياساتها واستراتيجياتها، سواء في لبنان، أو على صعيد المنطقة عموماً.

فهل ستنظر طهران الى أوضاع ضحاياها الإقليمية، وتضخّ لها ولو القليل من دولاراتها "المُحرَّرَة" مستقبلاً، في مساعدات وهبات، تعويضاً عن نتائج سياساتها التي أغرقت الكثيرين بالحصار، أم ان الأموال الإيرانيّة ثابتة على وجهة واحدة، وهي تسليح الأذرُع، للتمدُّد الإضافي في الساحات العربيّة عموماً، واللبنانية خصوصاً؟

حصار

شدّد مصدر مُواكِب للمفاوضات النووية في فيينا على أن "سياسات الدول الكبرى لا تهتمّ بحياة ومستقبل الشعوب. فاتّفاق عام 2015 النووي مع إيران، دُفِع ثمنه بتسويات مُلتبِسَة في الدول الضّعيفة، مثل لبنان، أثبتت عقمها في وقت لاحق. فيما أدّى فشله (اتّفاق عام 2015 النووي) على أكثر من مستوى، الى محاصرة شعوب تلك الدّول".

وأكد في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" أنه "طالما أن إيران ثابتة في السياسات نفسها، فإن نتائج الإفراج عن أموالها لن يُترجَم إلا بمزيد من الإنفاق على سياساتها العسكرية، بموازاة تمييعها البحث في الكثير من الأمور العالقة معها، الى وقت لاحق. وهذا طبيعي طالما أن ما يهمّ المجتمع الدولي في الأساس، ليس الشّعوب والدول الضّعيفة في المنطقة، بل الحصول على ضمانات إيرانيّة حول عَدَم المساس بإسرائيل".

 بِصَمْت

ولفت المصدر الى أن "مفاوضات فيينا تطوّرت بصَمْت، في نقاط عدّة، خلال أيام التّصعيد العسكري الأخير في قطاع غزة. وهو ما يعني التوصُّل الى خيوط اتّفاق، حول نقاط حسّاسة تهمّ إسرائيل، تحت النّار".

وأضاف:"كان يُمكن لإسرائيل أن تتجنّب كلّ هذا التّصعيد والعنف في غزة. فضرب مخازن الأسلحة والأنفاق التابعة للفصائل الفلسطينية، ما كان يحتاج الى إراقة الدّماء بهذا الشّكل. ولكن المقصود في الأساس، كان تظهير القدرات الصّاروخيّة الفلسطينية، وانعكاساتها، واستثمار ذلك على أكثر من صعيد، ولا سيّما على طاولة فيينا".

رخصة

 وأشار المصدر الى أن "لا مبرّر فعلياً للحفاظ على إسرائيل، وعلى تفوُّقها في المنطقة، بلا تظهير خطر يهدّدها، وعدوّ يحضّر للنّيل منها، دائماً".

وختم:"كلّ صاروخ يُطلَق باتّجاه إسرائيل، هو رخصة لها لتقوم بمزيد من التدمير، ولتطالب بالحماية الدولية، وبالحصول على أقوى وأفضل أنواع الأسلحة. وحجّة تل أبيب في كلّ ذلك، هو غياب الجانب الفلسطيني المُفاوِض، بين جهة فلسطينيّة ضعيفة، وغير قادرة على جمع الفلسطينيّين، وأخرى مدعومة من إيران، ولا تعترف بإسرائيل أصلاً حتى تفاوضها. وهذه هي الظّروف الأفضل لتل أبيب، لتبرّر العنف العسكري الذي تمارسه ضدّ الفلسطينيّين".