المصدر: الديار
الكاتب: ندى عبد الرزاق
الأربعاء 9 آب 2023 07:48:57
يحتل لبنان مراتب متقدمة على الصعيد العمليات الترميمية واسمه بات مدرجا على خريطة البلدان المشهورة في السياحة التجميلية. كما ان نسبة المغتربين اللبنانيين والسياح العرب والأجانب الذين يقصدونه لهذه الغاية تتضاعف يوما بعد يوم. وتحول لبنان الى مركز عالمي للتجميل في منطقة الشرق الأوسط بعد اختياره لمرتين متتاليتين لإقامة المؤتمرات الطبية الخاصة في جراحة التجميل وهذا لم يسبق ان شهدناه في أي من دول الجوار. وفاض ذكره الحسن بسبب كفاءة اطبائه بعد النجاحات الواسعة التي أبصرها هذا القطاع. كما يعد هذا المجال من أبرز المجالات التي تُدخل الفريش دولار الى البلد. وبالرغم من الاضطراب الاقتصادي الذي بدأ منذ أواخر العام 2019 وتداعيات ثورة 17 تشرين وما تلاها من احداث شديدة، الى جانب جائحة كورونا والضائقة المادية نتيجة الاقفال القسري الذي استمر لأشهر متتالية والازمة الاقتصادية الراهنة، فان العيادات الطبية التجميلية ظلت تشهد اقبالا كبيرا من قبل الرجال والنساء وأضحى هذا العمل أولوية من الأولويات بالنسبة الى كثير من الأشخاص لا بل اهم من المأكل والمشرب ومستلزمات الحياة الضرورية الأخرى.
واجهة التوّاقين للجمال
يعتبر لبنان قبلة الباحثين عن التغيير في مظهرهم حتى ان عمليات التجميل بدأت تأخذ مسلكاً اقتصاديا مهما في ظل الاقبال الضخم من قبل اللبنانيين/ات والأجانب والعرب بشكل غير مسبوق حتى ذاع صيت هذا القطاع واكتسب شهرة واسعة الشأن. وذلك مرتبط بسمعة الأطباء وذوقهم الرفيع في تحديد ونحت شكل الوجه وتصغير الخشم وشفط الدهون وعمليات شد الوجه بالخيوط الى جانب زراعة الشعر، وكل ذلك قائم على المعايير الطبيعية العالمية في الجراحات الترميمية. ولبنان يعد البلد الثاني بعد البرازيل عالميا من حيث العمليات التجميلية التي تجرى فيه.
من جانبها، قالت الدكتورة المتخصصة في الطب التجميلي غادة قصير لـ "الديار"،" يحتل المغتربون المركز الأول بالنسبة للسياحة التجميلية وهناك جنسيات أخرى من مختلف انحاء العالم مثل: اميركا، أوروبا والدول الخليجية والعربية. أضافت، "الى جانب المهارة التي يتمتع بها الأطباء في لبنان وهذا امر مفروغ منه، أيضا نعتمد في عملنا هذا على معايير دراسية رفيعة المستوى في ما يتعلق بالنواحي العلمية والاطلاع الشامل على كافة جوانب أي اجراء تجميلي مهما كان بسيطا. وهذا ليس محصورا بالمجال التجميلي وانما أيضا في القطاعات الطبية الأخرى على سبيل المثال قطاع طب الاسنان حيث يزور لبنان كثر لتنميق اسنانهم واجراء التعديلات او التحسينات اللازمة، مشيرة، الى عامل مهم يتمثل بالأسعار المقبولة مقارنة بالتسعيرة المرتفعة في بعض البلدان. فالمغترب يتحيّن الفرص ليأتي الى لبنان ويجري كل المهام الطبية التي يرغب القيام بها.
وأشارت قصير، "الى أعداد الأجانب الذين يقصدون لبنان لهذه الغاية، بحيث ان العراق يأتي في المقدمة، ثم تتبعه الكويت فالسعودية وغيرها من الدول العربية، لافتة الى ان ما جعل نسبة الوافدين تتراجع قليلا عما كنا نشهده من قبل في هذا المجال هو ان الأطباء اللبنانيين باتوا موجودين وربما مقيمين في دول الخليج وافريقيا واسيا والخارج لتقديم هذه الخدمة، وهذا ما قلّص من نسبة قدوم السياح والوافدين من دول الجوار.
زراعة الشعر
أوضحت قصير بالقول، "لا يعتبر لبنان من البلدان المتقدمة سياحيا في زراعة الشعر مقارنة بعدد المراكز المتوافرة في تركيا والتي تعد المصدر المزاحم لنا في هذا الصدد. والسبب لا يتعلق بالمهارة او الكفاءة وانما بسبب انخفاض التكلفة ورخص الأسعار. هذه العوامل جميعها تجعل تركيا متقدمة إضافة الى الخدمة السياحية الشاملة المتاحة فيها. ولكن، يمكن ان ننافسها في حال رفعنا المقاييس الادراكية العلمية وقد يشكل الابداع المعروف به الطبيب اللبناني عامل جذب للأجانب".
وشرحت قائلة، "ان زراعة الشعر تتطلب وقتا طويلا فقد تحتاج العملية الواحدة الى ما بين الـ 7 و14 ساعة، واليد العاملة المشرفة على هذا المجال مكلفة أكثر من أي بلد آخر وهذا سبب من الأسباب التي تؤثر في ازدهار هذا القطاع بالمقارنة مع القطاعات التجميلية الأخرى. لذلك لا يمكننا ان ننافس تركيا لجهة السعر المنخفض والتكلفة الزهيدة.
ابتكار جديد
وتحدثت قصير، "عن ألية جديدة في لبنان لزراعة الشعر بدون الخضوع لأي جراحة، بحيث ان انجازها يحتاج الى حوالى 30 دقيقة تقريبا. وتعتمد هذه التقنية على حقن الخلايا الجذعية وهي سانحة في دول الخليج. وألمحت بالقول، "ان غياب وكيل يعمل على متابعة هذا الجانب رفع درجة الحماس لدي لأكون اول من سلط الضوء على هذا المنحى الذي أصبح يشهد تهافتا كبيرا من عدة دول مثل: استراليا، أميركا والخليج العربي لان السعر مقبول كما ان هذه العملية لا تحتاج الى جراحة".
في الخلاصة، يعتبر لبنان من اغنى البلدان ثقافيا، وعلميا وطبيا لذلك سمي بـ "مستشفى الشرق الأوسط" و "سويسرا الشرق" لأنه يتميز بمستوى رفيع وذوق فريد في هذا المجال كما في الموضة والازياء ومجالات إبداعية اخرى. لذلك حلّق اسمه عاليا من خلال مصمميه الذين استطاعوا حجز مكان للبنان على الخارطة العالمية وخاصة الفنية وهذا ما جعل منه سببا كافيا لارتياده من قبل السيّاح بشكل عام، الى جانب الخدمة الممتازة والاسعار المعقولة والطبيعة الخلابة والاجواء الساحرة في الليل والنهار.