مشاعر المرشد مرتجعة مع الشكر...والمطلوب تحرير لبنان من قبضته

في رسالة شفوية وجهها إلى الشعب اللبناني قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ، " إننا لسنا منفصلين عنكم. نحن معكم. نحن وأنتم واحد، نتشارك معكم في آلامكم ومعاناتكم وأوجاعكم. نحن نتألم معكم ونشعر بنفس مشاعركم .ألمكم هو ألمنا، ومعاناتكم هي معاناتنا، ونحن لسنا منفصلين عنكم."

يحار المرء بسماعه مواقف المرشد الايراني ايضحك ام يبكي. كلام قد يجوز قبوله لو كانت ايران دولة كسائر الدول تحترم سيادة لبنان وقراره الحر ومؤسساته الدستورية ولا تدعم الدويلة على حساب الدولة وتتسبب بحرب مع اسرائيل بذريعة اسناد غزة، في ما حقيقة الامر انها لا ترى في لبنان سوى ورقة تُفاوض عبرها على ملفها النووي مع واشنطن وتسعى لتحصيل مكتسبات في عواصم نفوذها الاربعة الممتدة من لبنان الى سوريا والعراق واليمن ، وهي تتطلع راهنا الى تسوية تشمل الساحات هذه كلها ولا تقتصر على لبنان علّها تنال مبتغاها.

الدويلة التي تدعمها الجمهورية الاسلامية وتمدها بالمأكل والمشرب والسلاح والمال لم يبق منها الا الاثار، بعدما ضربتها اسرائيل في العمق وقضت على صفها القيادي الاول وهجرت بيئتها وسوّت مناطق سطوتها بالارض وما زالت، وهي اليوم تتباكى عليها ويدعي مرشدها مشاركتها الالم والمشاعر والمعاناة. دويلة اقحمت الدولة في اتون حرب كان تفاديها اكيدا لو انها انصاعت للشرعية الدولية وقراراتها ودعوات قوى المعارضة المتكررة لتطبيق القرار 1701 منذ اكثر من عقد ونصف من الزمن، حتى بات ما كان يصنّف من قبلها خيانة وعمالة، مطلباً اقصى غايتها اليوم تحقيقه، لكنّ الاوان فات،  والخشية ، كل الخشية بحسب ما تقول مصادر معارضة لـ"المركزية" من ان يصبح مصير لبنان مشابهاً لحال ما تبقى من دولة فلسطين اثرالنكبة عام 1948، حينما كان العرب يرفضون كل ما تطرحه وتقدمه اسرائيل انذاك، فتتوغل اكثر وتقضم المزيد من الاراضي ليقبلوا به لاحقا ،فترفضه من جانبها وصولا الى ما وصلت اليه الامور اليوم وما تبقى من فتات دولة فلسطين.

المصادر تضيف ان ايران التي تستغل نصف شعب لبنان ممن اقنعتهم بعقيدة المقاومة الاسلامية، والاسلامية تحديدا، التي تستثني النصف الثاني من هذا الشعب تمضي في توظيفه حتى آخر طفل في الجنوب والبقاع والضاحية وآخر منزل ما زال قائما، وتفاوض باسم هؤلاء خدمة لمصلحتها العليا في الاقليم بدليل ان من يفاوض اسرائيل راهنا هو حزب الله عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري وليس اي لبناني آخر، وهي لهذا الغرض تحديدا تعرقل انتخاب رئيس جمهورية، لأن اي رئيس وطني سيادي سيفاوض باسم شعب لبنان بكل مكوناته وطوائفه وتحت راية الدولة والقانون. اما ذريعة امن نواب الحزب التي يرفعها اليوم الرئيس نبيه بري لعدم الدعوة الى عقد جلسة انتخاب فلم تعد تنطلي على احد خصوصا ان اللبنانيين يعاينون يوميا وجود نواب الحزب في البرلمان يعقدون اجتماعات ومؤتمرات ،حتى ان بعضهم يبيت ليلته فيه، كما اعلن احد المسؤولين السياسيين.

بات الخلاف عميقا جدا حول مفاهيم بناء الدولة بين حزب الله ومن يتبعه وسائر اللبنانيين المؤمنين بعد بامكان اعادة بنائها، تردف المصادر، فإما تكف ايران يدها عنه ويعود هؤلاء الى لبنانيتهم الحقة بعيدا من الشعارات الزائفة الايرانية المنبع، فيقبلون بالحل الشامل الهادف الى احلال السلام في لبنان واحترام الدولة ودستورها، وليس فقط بوقف اطلاق النار بهدف العودة الى ما قبل 8 تشرين، اي سطوة الدويلة على الدولة، وتخوين كل من يناهض منطقهم ورغباتهم، علما ان الوقائع الدامغة اثبتت من يقدم الولاء للخارج ويجاهر به ويشاطر المعلومات مع دبلوماسية ايران عبر البايجر وغيره ومن يرفض تفتيش حقائبه في المطار ، وبين من يرضخ للدولة وقوانينها ويلتزم دستورها، والا، فإن هؤلاء امام خيارين، مشروع الترانسفير الى دولة اخرى او المضي في الانتحار كرمى لعيون المرشد، لأن مشروع السلام آت لا محال، بالنار او بالحوار، آتٍ آتٍ.