إذاً، في ظل كل ما يرد في القوانين المنشأة سلفاً، سواء ما يتعلق بقانون النقد والتسليف أو قانون إنشاء الهيئة المصرفية العليا أو المحكمة المصرفية الخاصة أو إنشاء لجنة الرقابة على المصارف، ما الداعي لوجود قانون يستحوذ على كل الصلاحيات المتوافرة أصلاً في هذه القوانين؟ لا يمكن تفسير ذلك، سوى بأن مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف يسعيان إلى الاستعفاء من المسؤولية في التعامل مع الأزمة ومع مسألة توزيع الخسائر. قذف المشكلة من مصرف لبنان ولجنة الرقابة إلى الحكومة يعني مزيداً من الاستعفاء لأن الحكومة ستحيلها بأيّ شكل من الأشكال، لدى وصول المشروع إلى مجلس النواب. فالاحتمال الأكبر هو أن يسقط كما سقط مشروع توزيع الخسائر في عام 2020 أيام حكومة الرئيس حسان دياب. أصلاً، لا داعي لإعداد هذا المشروع ما دام أن هناك قوانين تلحظ كيفية التعامل مع الخسائر.