المصدر: المدن
الكاتب: وليد حسين
الأربعاء 18 حزيران 2025 14:40:33
منذ أكثر من عام، لا يزال الطلاب في الجامعات الخاصة ينتظرون الحصول على معادلة شهادتهم الجامعية، سواء للدخول إلى سوق العمل أو للانتقال إلى جامعات أخرى لاستكمال دراساتهم العليا. وقد تواصل عدد من الطلاب مع "المدن" لعرض هذه المشكلة التي تهدد مستقبلهم، خصوصاً أن بعضهم لم يتمكن من الحصول على وظيفة في بعض دول الخليج، بعدما قبلت ملفاتهم في المؤسسات التي قُبلوا لديها، لكن أحد الشروط هو الحصول على معادلة الشهادة الجامعية من وزارة التربية في لبنان.
تأخر كل أنواع المعادلات
وبحسب الطلاب، فإن إشكالية التأخير في الحصول على المعادلة لا تقتصر على طلاب الدكتوراه، المتأخرة طلباتهم منذ عامين وأكثر، بل تشمل أيضاً طلاب الإجازة (الليسانس). ما يشير إلى أن المشكلة متعلقة بلجنة المعادلات وليس بالشروط التي وضعت لحصول الطالب على المعادلة. فقد سبق وأن قررت وزارة التربية تطبيق شرط تقديم طالب الدكتوراه بحثين علميين منشورين في مجلة محكّمة ومفهرسة، وهذا أدى إلى تأخر الطلاب في تقديم طلبات المعادلة من ناحية، وأدى أيضاً إلى تأخير لجنة المعادلات في بت معاملات الطلاب الذين قدموا طلباتهم، بسبب مراجعة مدى انطباق الشروط الجديدة عليها. لكن تبين أن تأخير بت المعادلات لا يقتصر على طلاب الدكتوراه، بل يشمل طلاب الليسانس، المعفيين من شرط كتابة أبحاث والنشر في مجلات محكّمة.
يحدث التأخير عادة لدى طلاب الجامعات غير الحائزة على الرخص اللازمة لتدريس اختصاصات محددة. لكن أفاد طلاب من جامعات مرخّصة ومرموقة، مثل جامعة القديس يوسف، أنهم تقدموا منذ نحو عام بطلب الحصول على معادلة شهادة الماجستير(الليسانس). تقدموا بطلب المعادلة "أونلاين" على موقع الوزارة، ثم قدموا المعاملة الورقية باليد في الوزارة. ورغم مرور نحو عام، لا تزال حالة طلبهم على موقع الوزارة "قيد المراجعة". ولم يتمكنوا من معرفة أسباب التأخير رغم محاولاتهم الدائمة التواصل مع الوزارة عبر أرقامها.
معالجة مرتقبة من الوزارة
وشرح الطلاب أن زملاءهم الذين يواصلون دراستهم في الجامعة عينها غير مبالين بالمعادلة في الوقت الحالي، طالما أنهم غير ملزمين من قبل الجامعة بالحصول عليها. أما من قررالانتقال إلى جامعة أخرى فيواجه هذه المشكلة، لأن الجامعة الأخرى ترفض تسجيلهم قبل الحصول على المعادلة. وأفاد أحد الطلاب أنه حصل على عرض وظيفي في دولة خليجية لكنه فقده، لعدم تمكنه من الحصول على معادلة شهادته.
وزيرة التربية ريما كرامي أكدت أنها على اطلاع على هذه المشكلة، عازية سبب التأخير إلى عدم توافر فريق عمل إضافي لمراجعة شروط طلب المعادلات. لكن حالياً تُراجع المعاملات، سواء بشكل فردي (كل طلب على حدة) أو بشكل جماعي. ووعدت الطلاب بأنهم سيشعرون بالتغيير في القريب العاجل.
ولفتت كرامي إلى أنها عملت في المرحلة السابقة على تحديد الأولويات لمعرفة طبيعة المشاكل لوضع أسس للحلول المطلوبة. وقد تأخر العمل على ملف التعليم العالي بسبب المشاكل الكثيرة في التعليم الرسمي، التي كانت بحاجة لتدخل سريع لمعالجتها.
شروط جديدة للمعادلات
وشرحت كرامي أنه في ما يتعلق بالتعليم العالي ومعادلة الشهادات، سبق وأن وضعت الوزارة شروطاً من شأنها ضبط عملية منح المعادلات والتأكد من صحة صدور الشهادة. لكن لم يصار إلى زيادة عدد الموظفين للعمل على الشروط الجديدة فأدى الأمر إلى تأخر في إنجاز المعادلات.
وحول معادلات شهادة الدكتوراه أكدت كرامي أنها بصدد وضع أسس جديدة. فقد سبق وأن فرضت لجنة المعادلات شروط نشر الأبحاث في مجلات محكمة ما أدى إلى مشكلات مع الطلاب والجامعات، لا سيما في ظل عدم وجود مثل هذه المجلات في لبنان.
وأضافت كرامي أن شروط معادلة شهادات الدكتوراه قيد النقاش، وسيصار إلى وضع معايير علمية. لكن أحد التعديلات التي تعمل عليها هو أن القرارات التي ستصدر حول المتطلبات لن يكون لها أي مفعول رجعي على الطلاب السابقين. بل تشمل الطلاب الذين يتخرجون بعد صدور القرار.