المصدر: وكالة أخبار اليوم
الثلاثاء 30 آذار 2021 16:03:53
كتب شادي هيلانة في "أخبار اليوم":
بلهجة غير دبلوماسية وجه وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان كلامه الى الرئاسات الثلاثة، قال فيه : "اوقفوا عرقلة تأليف حكومة تخرج لبنان من ازمة انهياره"، وهو انذار للطبقة السياسية اللبنانية الحاكمة وغير الحاكمة، وكان الاخير قدّ اتهمهم بالفاسدين والسارقين والذين نهبوا الأموال من ضرائب الشعب الفرنسي وأموال الشعب اللبناني".
وفي ظل الإطار الإقليمي والمحلّي الصعب في لبنان، قامت فرنسا بمبادرة تأتي بحكومة تكنوقراط خارجة عن الاطر السياسية التي اثبتت فشلها، بهدف ضمان الثبات السياسي والإقتصادي وخصوصاً الأمني في ظلّ العاصفة التي تضرب المنطقة. حيث تمّ طلب تشكيل حكومة ذات مصداقية لإجراء الإصلاحات اللازمة ومحاربة الفساد. وهذا الطلب باللغة الديبلوماسية هو "إهانة صارخة للطبقة السياسية" واتهامها بأنها فاسدة.
جس نبض
في هذا الاطار، رأتّ مصادر دبلوماسية فرنسية انّ السياسيين في لبنان يلعبون "لعبة الموت"، وكانت باريس تدرك مسبقاً أنها ستكون "خطيرة"، وأنها لن تؤدّي إلى اعتراف أحد الأطراف بالجميل الفرنسي.
وقالت المصادر في حديثٍ الى وكالة "اخبار اليوم": "نمّت المبادرة الفرنسية عن رغبة في جسّ النبض وحاولت "الإليزيه" اقصى جهودها لتعميمها على مناطق النزاعات منذ طرحها من قبل الرئيس امانويل ماكرون عند زيارته الى لبنان.
وبما أنّ المبادرة كانت مفهومة – تابهت المصادر - ووافق عليها الجميع، لا بدّ من أنّ يساهم مرور الوقت في تسهيل تفسيرها، والاستخلاص من عبرها، حكمة تبدو غير موجودة بالنسبة إلى البعض".
دعوة صناع القرار
ولمّ تستبعد المصادر - التي رفضت الجزم قبل انّ تنضج الفكرة- مبدأ دعوة شخصيات الصف الاول من صانعي القرار في لبنان، وشخصيات من الصف الثاني في أحزابهم وتكتّلاتهم، الى اجتماع طارئ يعقد في المدى القصير بهدف تبريد الاجواء، كما تندرج دعوة ممثّلي المجتمع المدني في الحسابات الفرنسية الاستراتيجية.
بكلام آخر، اكدت المصادر إنّ دعوة هؤلاء تتعلّق بالرؤية الفرنسية لمستقبل لبنان، كما يجب، أو كما تشتهي فرنسا أن تراه يوماً ما.
وبلغة التشاؤم ختمت المصادر: "إذا فشل اللبنانيون في حوارهم، ستقع الحرب للأسف".