المصدر: وكالة أخبار اليوم
الأربعاء 14 تشرين الأول 2020 17:23:28
لماذا انتظر فريق "الثنائي الشيعي" اليوم الذي تبدأ فيه المفاوضات غير المباشرة حول الحدود الجنوبية، بوساطة أميركية ورعاية دولية، ليقول كلمته "الرسمية" حول الوفد اللبناني المُفاوِض، في بيان، وليس عبر أصوات في فريقه، أو تدور في فلكه؟
وهل أخرج هذا الفريق تلك الورقة من يده ليتمكّن من التحرّك في العرقلة، في وقت لاحق، بما لا يُحرِج رئيس مجلس النواب نبيه بري تحديداً، الذي كان عوقِبَ قبل أسابيع عبر الوزير السابق علي حسن خليل، ربما لعَدَم إطلاقه سراح اتّفاق الإطار منذ تموز الفائت؟
غريب
في أي حال، بدا شديد الغرابة، ما ورد في البيان الذي صدر عن قيادتَي "أمل" و"حزب الله"، حول أن تشكيلة الوفد اللبناني مُخالِفَة لاتّفاق الإطار ولمضمون تفاهُم نيسان... وأنه يضرّ بموقف لبنان وبمصلحته العليا، وأنه يشكل تجاوُزاً لكلّ عناصر القوة التي للبنان، وضربة قوية لدوره ومقاومته وموقعه العربي، وأنه تسليم بالمنطق الإسرائيلي الذي يريد أي شكل من أشكال التطبيع.
فمن يتّهم "الثنائي الشيعي" بالتسليم بالمنطق الإسرائيلي؟ وهل من اللّائق، لـ "حزب الله" قبل "أمل"، أن يوافق على أدبيات نصّ مماثل، يصوّب على رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي ضحّى بعهده الرئاسي، وبماضيه قبل مستقبله السياسي، حفظاً لالتزاماته معه ("الحزب")، وذلك من باب الوفد اللّبناني المُفاوِض؟ أو هل ان "الحزب" يقلق من واقع أن إبرام أي اتّفاق حدودي جنوبي، ولو كان غير مباشر، سيسمح لرئيس الجمهورية بالتحرُّر من مسألة ربط مستقبل سلاحه ("حزب الله") بالحلّ الإقليمي، وهو ما يعني جلوس "الحزب" الإجباري مستقبلاً، على طاولة "الاستراتيجية الدّفاعية"؟
منطق؟
شدّد مصدر مُواكِب لملف التفاوُض غير المباشر حول الترسيم الحدودي الجنوبي على أن "البيان الذي صدر عن "الثنائي الشيعي" يخرج من إطار أي منطق، وهو يُشبه من بدأت بارتياد الأماكن العامة رغم أنها لا تزال تخاف من الناس. فـ "حزب الله" تحديداً أمضى سنوات في رفض كل الطروحات في هذا الإطار، ليجد نفسه الآن من ضمن الأفرقاء الذين وافقوا".
وأكد في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" أن "فريق "الثنائي الشيعي" يخاف من واقع أن ترسيم الحدود البحرية سيقود في نهاية الأمر الى ترسيم الحدود البرية. وهنا ستبدأ المشكلة الفعلية لأنهما سيرفضانه، إذ إنهما ليسا مستعدَّيْن لتقديم تنازلات بخصوص مزارع شبعا وباقي الأراضي المحتلّة. وهذا ما يدفعهما الى البدء بـ "خردقة" المسار التفاوُضي غير المباشر، منذ الآن".
وأضاف:"أي موافقة من قِبَلهما على الترسيم البرّي مستقبلاً سيُحرِج سوريا، سواء على مستوى تسوية ملفاتها في الأمم المتحدة، أو على صعيد مسار السلام والتطبيع بين دمشق وتل أبيب. كما أن أي قبول لـ "حزب الله" و"أمل" بالترسيم البرّي، يعني أن إيران أصبحت في وضع صعب جدّاً، على مستوى الصّراع في المنطقة".
كاردينال
وردّاً على سؤال حول أن "الاستراتيجية الدّفاعية" ستوضَع على الطاولة بعد بدء التفاوُض الحدودي غير المباشر جنوباً، لأنه يعني انتهاء معادلة أن حلّ مشكلة سلاح "حزب الله" ترتبط بالواقع الإقليمي، أجاب المصدر:"هنا لا بدّ من معرفة أن كهنوت الكاردينال هو الذي يُعطي اللّون الأرجواني لثيابه قيمته وهيبته، وليس العكس. ولذلك، السلاح هو الذي يقرّر، والشرعية تكمُن في رأس "البارودة".
وقال:"سلاح "حزب الله" هو الذي سيقرّر كل شيء، رغم أي اتّفاق حدودي مُحتَمَل مستقبلاً، وذلك الى أن يبرز ما هو أقوى منه، على مستوى السلاح أيضاً".
وختم:"هنا نعود الى كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 27 أيلول الفائت، ودعوته "حزب الله" الى أن لا يظنّ أنه أكبر من حجمه. فأي اتّكال على سلاح، سيرفع خيارات استجلاب أسلحة أقوى منه. ولا مجال لأي استخفاف في هذا الإطار".