معرض رشيد كرامي الدولي قد يكون رافعة لتحويل طرابلس

قدّم هاني الشاعراني، الرئيس الجديد لمجلس الإدارة والمدير العام لمعرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس، استراتيجيته ورؤيته لإحياء هذا الموقع التراثي الذي صنّفته اليونسكو ضمن لائحة التراث العالمي.

تولّى الشاعراني منصبه في 5 آب 2025، بعد مسيرة أكاديمية امتدت من 2014 إلى 2025 كمدير لكلية إدارة الأعمال في الجامعة العربية في بيروت، وإدارته بين 2023 و2025 لحرم الجامعة في طرابلس. في حوار مع لوريان لو جور، أوضح أن المعرض الذي صمّمه المعماري البرازيلي أوسكار نيماير في ستينيات القرن الماضي بهدف جعله مركزاً إقليمياً للمعارض والتجارة والثقافة، ظلّ مشروعاً منقوصاً بعدما علّقت الحرب الأهلية أعمال إنجازه. ومنذ ذلك الحين استُخدم بشكل متقطّع في معارض وأنشطة محدودة، من دون رؤية شاملة تحوّله إلى رافعة اقتصادية وثقافية.

أربعة محاور للنهوض
يرى الشاعراني أن المعرض اليوم يقف بين رمزية تراثية وتحديات قاسية، إذ إنّ أجزاءً كبيرة منه متداعية وتحتاج إلى إعادة تأهيل. ويعرض خطته على أربعة محاور رئيسية:

تحويل جزء من المعرض إلى حاضنة للابتكار وريادة الأعمال عبر مساحات عمل مشتركة ومختبرات مخصّصة للشباب والشركات الناشئة.
إنشاء متحف للفن الحديث والمعاصر ومساحات لإحياء الأنشطة الثقافية والفنية.

إعادة تأهيل الأجنحة القائمة لاحتضان المعارض والمؤتمرات والاحتفالات، مع إعادة افتتاح الفندق القائم لجعل الموقع مقصداً للزوار ورجال الأعمال.

الحفاظ على إرث نيماير المعماري ودمج المعرض في الحياة اليومية للمدينة عبر تحويله إلى متنزه مفتوح لأهل طرابلس.

ويشدد الشاعراني على أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب الدعم الدولي من اليونسكو والجهات المانحة، مع إشراك الغرف التجارية والجامعات والمجتمع المدني في التخطيط والتنفيذ.

أولويات عاجلة
أولى الخطوات، بحسب الشاعراني، تكمن في وضع خطة استراتيجية جامعة تشمل جميع المعنيين محلياً ودولياً، تواكبها حملة إعلامية لإعادة تثبيت صورة المعرض كوجهة مستقبلية. كما يولي أهمية لإشراك الشباب والجامعات في صياغة المشروع وضمان تمويل أولي من خلال شراكات عملية.

دعم حكومي متجدد
الاهتمام الحكومي المستجد بالمعرض، وفق الشاعراني، مردّه إلى أن الموقع ليس مجرد بقايا معمارية من الماضي، بل يشكّل رافعة اقتصادية محتملة. فالمساحة الواسعة، والموقع الاستراتيجي بين مرفأ طرابلس ومطار القليعات، إضافة إلى قيمته التراثية، تجعله مؤهلاً ليكون وجهة استثمارية واعدة تخلق فرص عمل وتعيد الحياة الاقتصادية والثقافية إلى مدينة عانت من التهميش.

نحو رؤية تكاملية لطرابلس والشمال
ويعتبر الشاعراني أن إعادة إحياء المعرض لا يمكن أن تتم بمعزل عن مرفأ طرابلس ومطار القليعات. فهذه المثلثات الثلاثة – المعرض، المرفأ والمطار – قادرة على إعادة وضع طرابلس على خريطة الاقتصاد والثقافة والسياحة في لبنان، وتحويلها إلى مركز محوري يساهم في إعادة التوازن للتنمية الوطنية.