مع احتدام سباق الذكاء الاصطناعي.. "غوغل" تكشف عن "عصا سحرية" لصياغة المستندات

كشفت شركة "غوغل"، التابعة لـ"ألفابت"، اليوم، عن مجموعة من أدوات الذكاء الاصطناعي لخدماتها للبريد الإلكتروني والبرمجيات التعاونية والسحابية، وذلك قبل أيام من إعلان مشابه متوقع من جانب منافستها مايكروسوفت.


وفي تجدُّد للمنافسة بين عملاقي التكنولوجيا، حيث كشف كلّ منهما عن روبوت دردشة الشهر الماضي، أطلقت "ألفابت" وصف "العصا السحرية" على برنامجها الشهير "غوغل دوكس" الذي يمكنه صياغة مدوّنة تسويقية أو خطة تدريب أو غير ذلك من النصوص ثم مراجعة أسلوبه، وفقاً لتقدير المستخدمين، بحسب ما أكد مسؤول في الشركة للصحافيين.

وفي الوقت نفسه، أعلنت "مايكروسوفت" عن فعالية يوم الخميس حول مدى "الابتكار في الذكاء الاصطناعي التوليدي"، والتي من المتوقَّع أن تكشف خلالها عن معالج المستندات المنافس "وورد".

وقالت "ألفابت" أيضاً إنّ أداة الذكاء الاصطناعي الجديدة الخاصة بها ستكون قادرة على تلخيص موضوعات الرسائل في خدمة البريد الإلكتروني "جي ميل" وصياغة عروض بنظام الشرائح وتخصيص التواصل مع العملاء وتدوين ملاحظات الاجتماعات في إطار تحديثها لبرمجيات "غوغل ورك سبيس"، وهي مجموعة منتجات تضم مليارات المستخدمين على حسابات مجانية ومدفوعة.

وتعكس التطورات كيف حفّز روبوت الدردشة "تشات جي.بي.تي" سباقاً في وادي السيليكون لتغذية المنتجات بما يسمّى الذكاء الاصطناعي التوليدي، والذي يتعلم من بيانات سابقة كيفية إنشاء المحتوى من جديد تماما مثلما يفعل روبوت الدردشة.

وتستثمر "مايكروسوفت" و"ألفابت" ونظيراتهما مليارات الدولارات في بناء التكنولوجيا ونشرها على أمل أن تزيد عوائد خدماتها لتسريع الكتابة والمهام الإبداعية لموظفي المكاتب كثيرا على تكاليفها.

وقال توماس كوريان، الرئيس التنفيذي لـ"غوغل كلاود" في إيجاز صحافي: "هذه المرحلة التالية نمنح فيها العنصر البشري دعماً من أداة ذكاء صناعي متعاونة، والتي تعمل في الوقت الفعلي".

وتتيح "ألفابت" للمستخدمين التجريبين المعتمدين الوصول إلى ميّزات "ورك سبيس" الجديدة على أساس التناوب على مدار العام قبل إطلاق أوسع، مثلما فعلت هي و"مايكروسوفت" في الإصدار التدريجي لبرامج روبوت الدردشة.

ورفض كوريان الإفصاح عن تكلفة "ورك سبيس" في نسخته الأكثر تقدّماً للشركات أو الأفراد.

أدوات أخرى

كشفت "غوغل" أيضاً عن مجموعة من أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي لعملاء الحوسبة السحابية، على سبيل المثال النموذج اللغوي (بالم) وهو أحد أقوى نماذجها اللغوية الكبيرة التي تُنشئ نصوصاً تشبه التي ينشئها الإنسان.

وقالت "غوغل" إنّ العملاء يمكنهم ضبط نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها عبر بياناتهم الخاصة مع الاحتفاظ بملكية المعلومات والفوائد.

وتهدف "غوغل" إلى أن تُحدِث برامجها للذكاء الاصطناعي "تحوّلاً" في عمل موظّفي التسويق والمحامين والعلماء والمعلمين.

وأعلنت الشركة، التي تتّخذ من ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا مقرّاً، عن شراكة بين مختبر أبحاث الذكاء الاصطناعي رفيع المستوى "ميد جيرني" وبين "غوجل" لتوفير بنية تحتية سحابية بما في ذلك شرائح "تي.بي.يو".

وتجاوزت وتيرة الكشف عن برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي من "مايكروسوفت" حتى الآن نظيرتها من "ألفابت" التي تتخوّف من الضرر المجتمعي بالإضافة إلى تضرُّر سمعتها كمصدر موثوق للمعلومات.

وساهم خطأ ارتكبه روبوت الدردشة "بارد"، الخاص بـ"ألفابت"، في عرض توضيحي الشهر الماضي في انخفاض قيمتها السوقية مئة مليار دولار، ومع ذلك تولّت "مايكروسوفت" إجراء التدقيق بنفسها عندما صدر عن روبوت الدردشة الخاص بها "بينغ" عبارات حب أو تهديدات لمستخدمين بشكل تجريبي.

وقال كوريان إنّ "غوغل" لا تزال "ملتزمة بشدة بذكاء صناعي مسؤول"، إذ تضع ضوابط للعملاء وتراجع الاستخدام السليم لمنتجاتها. وأضافت "مايكروسوفت" أيضاً إجراءات وقائية إلى برنامج البحث الخاص بها.