مع اقتراب انتهاء تشرين... خلّي صحتِك تكون بالأوّل!

 يكاد شهر تشرين الأول يلامس النهاية، وتكاد حكايا النساء اللواتي واجهن او ما زلن يواجهن سرطان الثدي لا تنتهي. فمن هنا او هناك، جروح لم يضمدها الزمن، وذكريات عن كل الالم الذي حصل، والذي لا يغيب عن البال حتى يعيد تداعياته النفسية والجسدية على من تتذكره، هذا عدا عن الآثار التي بقيت محفورة في جسد كل من قست عليها الايام ووضعتها امام واقع مرير اسمه: مرض السرطان.

 

اليان: كان خوفي على اولادي واولادي خوفهم عليّ

تتحدث اليان التي قضت سنتين في العلاج عن مرحلة صعبة مرت بها هي وعائلتها، وتقول لـ kataeb.org:   "عرفت اني مريضة بسرطان الثدي قبل عيد رأس السنة بيوم، وكانت أسوأ سنة في حياتي. وليلة العيد، كنت انظر الى عائلتي، هم يضحكون ويتأملون بمستقبل افضل وانا كنت ارى اياماً سوداء سوف اعانيها وسوف يعانونها معي. كان خوفي على اولادي كيف سيتقبلون مرضي وكيف سيواجهون هذا الكابوس الذي انزلته عليهم. شعور كبير بالذنب رافقني، وليلة العيد كانت ليلة تشاؤم واستنكار. وبعد ايام عدة، تجرأت وطرحت على اولادي فكرة: ماذا لو متّ قريباً؟ ولكنهم اجابوني بالنكات كعادتهم. وحينها قلت لهم اني اعاني من سرطان ثدي وستكون ايامي المقبلة صعبة جداً. وتفاجأت بأن اولادي كان خوفهم عليّ، لكنهم بادروني بمعنويات مرتفعة جداً. وهكذا قضى العام المرير، و"تنذكر وما تنعاد."

 

سارة: اسوأ ما مررت به

على الصعيد النفسي، عاشت سارة لحظات استنزفت قواها الجسدية والنفسية، واذ تسترجع ذكرياتها بكل قوة وجرأة، تؤكد ان ما مرت به كان اسوأ ما عاشته في حياتها كلها. ومع ايمان كبير وتفاؤل اكبر، تخبر تجربتها قائلة: " منذ اشهر، طلب لي الطبيب 12 جلسة من العلاج الكيميائي، على ان اقوم شهرياً بواحدة منها، وذلك بعد ما غافلني هذا المرض  الذي ضرب رحمي، وعاد الي منذ قرابة 20 سنة. العودة الى العلاجات كانت صعبة ومؤلمة، سيما ان اولادي هاجروا وبقيت وحدي في المنزل، مما كان يزيد "همتي" صعوبة وجسدي تعباً. هذا عدا عن اني كنت أخضع شهرياً لفحص pcr  عند كل مرة ادخل فيها المستشفى للقيام بالعلاج. واليوم الرحلة لم تنته بعد، الا ان اوجاعي تضاءلت وعدد الجلسات انخفض حتى النصف ويمكن "تمسحت" او يمكن ان وضع البلد كان يخفف القليل من تشاؤمي، واليوم انا انتظر بفارغ الصبر انتهاء هذه السنة التي كانت مرة على جميع اللبنانيين. وبالصلاة كل شيء ممكن.

 

د.جردي: لا تتأخري

يدعو الإختصاصي في الجراحة النسائية والتوليد والعقم  د. امين جردي كل امرأة الا تتأخر في حال لاحظت اي من اعراض سرطان الثدي وهي:

١-تغير في شكل أو حجم الثدي أو في لون الجلد

٢-وجود ورم في الثدي أو تحت الإبطين

٣-تغير في شكل الحلمة أو لون الجلد المحيط بها

٤- إفرازات من الحلمة (مع أو بدون دم)

وهو  يعتبر ان هذه الدلالات بشأنها ان تكشف المرض وهو في مرحلته الاولى، ويخفف بشكل كبير من تطور فترة علاجها، اذ ان  نسبة الشفاء تصل إلى 80-90% في حال الكشف المبكر والمراحل الأولى للسرطان كما ان ذلك يخفف على المرأة الاستئصال الكامل لثديها وربما تفادي العلاج الكيميائي في حال كان الورم صغيراً وبطيء النمو.

ويشدد د.جردي على ان الوقاية تبدأ في المنزل، عبر الفحض الذاتي كل شهر، غير ان هذا الفحص وحده لا يكون كافياً، في حال شكت المرأة بأي عارض، وعليها زيارة طبيبها بشكل دوري، فضلاً عن  القيام بالصورة السنوية (الصوتية أو الشعاعية وفي بعض الحالات المغناطيسية) بخاصة لمن هنّ فوق سن الأربعين.