المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الأحد 15 تشرين الثاني 2020 18:14:25
لا شك أن فيروس "كورونا" يصيب الجميع دون استثناء، إلا ان تداعياته الكبرى ستكون على جيل الشباب. وفي هذا الاطار، رفعت رئيسة وزراء بريطانيا السابقة تيريزا ماي الصوت امام مجلس الوزراء البريطاني قائلة: "ان الحضر والجلوس في البيوت والادمان على العاب الـ games ومشاهدة التلفاز والخلويات والكمبيوتر تقتل الاجساد وتوجد جيل خامل لا يقوى على مقاومة الشياطين ولا الدفاع عن نفسه فيذهب لقمة سائغة لتلك العصابات". فكيف تنظر المدارس الى الاقفال العام الذي يفرضه تفشي وباء "كورونا" مجدداً؟
الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار قال لـ"المركزية": "أدعو المواطنين للتجاوب بمرونة مسؤولة مع التدابير التي اتخذتها الدولة لمكافحة وباء "كورونا" والوقاية منه، واتمنى على المدارس الالتزام بالتوجيهات التي اعطيت والافادة من هذا الوقت لتأمين التعليم عن بعد. ونظرا لمطالبات المدارس الكثيفة والمعلمين، أناشد رئيس الحكومة ووزراء الداخلية والصحة والتربية ان يأخذوا بعين الاعتبار دعم التعليم عن بعد، من خلال السماح، كما ينص البند الخامس من التوجيهات التي اعطيت، ان يكون هناك حضور للمعلمين والموظفين الاداريين في المدرسة لمتابعة تسيير الاعمال"، لافتاً الى "أن هناك بعض المعلمين ليست لديهم تسهيلات في منازلهم تسمح لهم بالتعليم اونلاين بسبب الكهرباء او الانترنت او بسبب الواقع الاجتماعي في المنزل والعائلة، لذلك نتمنى ان يكون هناك سماح لنحو 40 في المئة من المعلمين للحضور الى المدرسة ضمن احترام كل القواعد الوقائية والاجراءات المطلوبة والتباعد الاجتماعي الذي سيكون حكماً متوفراً، بسبب عدم تواجد كل افراد الاسرة التربوية. وكل ذلك من اجل تسهيل عملية التعليم عن بعد خلال هذين الاسبوعين".
أضاف عازار: "أناشد أيضاً السماح لـ25 في المئة من الجهاز الاداري التواجد حضورياً في المدارس، وهو عدد لا يتجاوز السبعة اشخاص، لمتابعة التعليم والنظر في طلبات الاهل والمراجعات، ضمن احترام قواعد التباعد الاجتماعي".
وتابع: "أما المناشدة الاخيرة، فتتعلق بالتلامذة ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين لا يستطيعون التعلم عن بعد، يحتاجون الى دوام حضوري، وهذه الخدمة لا تقدمها كل المدارس، انما عدد محدود منها. لذلك، اتمنى ان يُسمَح لهم بالحضور الى مدارسهم مع معلمتهم الخاصة، وعددهم لن يتجاوز الخمسة في الصف الواحد اي انهم يحترمون التباعد الاجتماعي، اسوة بقطاعات كثيرة أخرى سُمِح لها بالتواجد ضمن عدد محدد في نطاق عملها".
وختم: "هذه مناشدة من القلب ولخير التلامذة، إذ يكفينا تلاعبا بمصير العام الدراسي، يوما نفتح وآخر نغلق ابوابنا. هل نريد انتاج جيل جاهل؟ يكفي كم تأخرنا لبدء العام الدراسي. يكفي ان المنهج التربوي قد تمّ تخفيفه. يكفي كم ان المدارس مهددة بالتوقف في المستقبل. فلنعط نَفَسا لهذه المؤسسات التربوية كي تتمكن من القيام بعملها ولتساهم الدولة من جهتها في هذه التوعية التربوية التعليمية كي نحضّر معا لجيل جديد قادر على تحمّل المسؤوليات".