مفاجآت صادمة عن إعدام المصارع الإيراني أفكاري

يوما بعد آخر تتكشف مفاجآت جديدة وصادمة في قضية إعدام إيران للمصارع نويد أفكاري الذي أدين بقتل موظف حكومي خلال تظاهرات ضد الحكومة في جنوب البلاد عام 2018.

كشفت رسالة بعث بها والدا أفكاري إلى رئيس منظمة السجون الإيرانية، محمد مهدي حاج محمدي، احتجا خلالها على رفض السلطات القضائية والمسؤولين في سجن شيراز التحقيق في شكواهما حول عمليات التعذيب التي طالت أبناءهما، بحسب ما نقله موقع قناة “إيران إنترناشيونال”.

وطالب الأبوين في وقت سابق بإنهاء السجن الانفرادي والتحقيق في عمليات التعذيب التي طالت أبناءهما في السجن. 

الرسالة الأخيرة

كما أشار حسين أفكاري (الوالد) وبهية نامجو (الوالدة)، خلال رسالتها الأخيرة إلى التأخير ورفض المسؤولين تسجيل ومتابعة شكاواهم السابقة، مطالبين بتقديم من قاموا بضرب أبنائهما وإهانتهما.

ولفتا في رسالتهما إلى أنه منذ أيلول الماضي، وتزامنا مع نقل أبنائهما: نويد، وحبيب، ووحيد أفكاري، إلى الزنزانة الانفرادية، حيث تعرضوا هناك للضرب والإهانة، فقد واجهت شكواهم بهذا الخصوص تعللا وتأخرا عدة مرات من قبل المسؤولين.

حبس انفرادي

واحتج الأبوان على انتهاك القانون من قبل السلطات القضائية الإيرانية، وقالا: “نطالب بإنهاء الحبس الانفرادي فورًا ونقل أبنائنا إلى العنبر العام وبالتالي تسجيل الشكوى ومتابعتها”.

إلى ذلك، طالب الأبوان بتقديم الأشخاص الذين أصدروا أوامر بفرض الحبس الانفرادي على أبنائهما وتعذيبهم في السجن.

وأضافا أن الشكاوى السابقة ضد الرئيس السابق لحرس سجن عادل آباد في شيراز، عباس خادم الحسيني، لم يتم التحقيق فيها على الرغم من تقارير الطب الشرعي ومقاطع الفيديو الخاصة بالتعذيب في السجن، وأن مسؤولي السجن يرفضون تسجيل الشكاوى.

النظام القضائي هو المسؤول

من جانبه، قال روح الله رضائي دانا، رئيس سجن شيراز المركزي حول استمرار احتجاز أبناء أسرة أفكاري في الحبس الانفرادي: “لا تقع على عاتقي أية مسؤولية بهذا الخصوص، والنظام القضائي هو من قرر حبسهم في الزنزانة الانفرادية”.

كما انتقد الأبوان عدم رد المسؤولين القضائيين، ومفتشي السجن على اتصالاتهما الهاتفية لمتابعة التعذيب والحبس الانفرادي المفروض على ولديهما.

وكتب الأبوان، حسين أفكاري، وبهية نامجو، في رسالتهما أيضًا: “لم يذكروا لنا حتى سبب التعذيب وفرض الحبس الانفرادي على أبنائنا”.

لا رد!

يشار إلى أن الأبوين كانا قد بعثا في يلول الماضي برسائل مماثلة إلى المسؤولين القضائيين والتي عبرا خلالها عن مطالبهما، ولكن لم يتلقيا ردا من قبل المسؤولين.

هذا وكان حسن يونسي، محامي المصارع نويد أفكاري، قد كتب على “تويتر” أن القضاء في شيراز، جنوبي إيران، أبلغ أسرة أفكاري بأن حكم الإعدام الصادر بحق ابنهم تم تنفيذه، صباح يوم السبت 12 أيلول الماضي.

يذكر أن نويد وشقيقيه اعتقلا بعد مشاركتهم في مظاهرة بطهران في آب 2018، وأجبر الثلاثة تحت التعذيب على الإدلاء باعترافات قسرية بتورطهم في مقتل ضابط أمن.

ثم حكم لاحقاً على نويد البالغ من العمر 27 عامًا بالإعدام. ليعدم فجأة في الساعات الأولى من يوم الاثنين 12 ايلول على الرغم من الضغوط الدولية على إيران لتخفيف العقوبة.

رهن الاعتقال

ولا يزال وحيد وحبيب أفكري رهن الاعتقال ويواجهان أحكامًا بالسجن لمدة 54 عامًا وستة أشهر و27 عامًا وثلاثة أشهر على التوالي بالإضافة إلى 74 جلدة.

وكانت قضية أفكاري شغلت الشارع الإيراني ومئات الناشطين على مدى أسابيع، وغصّت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل تناشد السلطات الإيرانية عدم تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق المصارع الشاب، لا سيّما بعد أن أفادت معلومات صحافية نشرت في الخارج، أن إدانة أفكاري تمّت بناء على اعترافات انتزعت تحت التعذيب.