المصدر: وكالات
الثلاثاء 17 كانون الاول 2024 13:26:47
قالت شبكة "سي إن إن" أن الرجل الذي ظهر في تقرير للمراسلة كلاريسا وارد، قبل أيام، على أنه معتقل منسي في أحد سجون نظام الأسد المخلوع، كان في الواقع ضابط مخابرات سابق في النظام السوري، اختبأ بذلك الشكل.
وبعد موجة انتقادات للتقرير بوصفه "مفبركاً" ومسرحية تحاول جذب الأنظار إلى الشبكة، من قِبل وارد، تبين أن لا علاقة بالمراسلة بالفبركة بل كانت تصور فقط ما يجري أمامها، حيث ادعى الرجل الذي وُجد في زنزانة مغلقة أنه معتقل منذ ثلاثة شهور وتم نسيانه خلال فوضى تحرير السجون في سوريا خلال الأسبوع الجاري.
ونقلت "سي إن إن" في بيان عن سكان محليين تأكيدات بأنه ضابط يدعى سلامة محمد سلامة، وهو ملازم في مديرية المخابرات الجوية التابعة لنظام الأسد، وليس معتقلاً. فيما كان ناشطون وصحافيون سوريون مستغربين من ملابسه النظيفة وعدم تأثره بالضوء عند خروجه من ظلام السجن، وغيرها من التفاصيل التي أدت لاتهام الشبكة بالتزوير في البداية.
وأوضحت "سي إن إن" أنها عثرت على الرجل أثناء تتبعها خيطاً للوصول إلى الصحافي الأميركي المفقود في سوريا، أوستن تايس. وفي تقرير مصور، صادفت وارد وفريقها، برفقة حارس من مسلحي الفصائل السورية، وجود زنزانة في سجن بدمشق كانت مغلقة من الخارج. فقام الحارس بإطلاق النار على القفل بمسدسه لفتحه، وعُثِر على الرجل وحيداً داخل الزنزانة، تحت بطانية.
وعندما خرج إلى الهواء الطلق، بدا الرجل في حالة ارتباك. وعندما سأله المقاتل من الفصائل السورية الذي أطلق سراحه عن اسمه، عرّف الرجل نفسه بأنه عادل غربال من مدينة حمص بوسط سوريا. وادعى أنه كان محتجزاً في زنزانة لمدة ثلاثة أشهر، مضيفاً أنه السجن الثالث الذي احتُجِز فيه. وقال الرجل أيضاً إنه لم يكن يعلم بسقوط نظام بشار الأسد. وكان محتجزاً في سجن يديره جهاز المخابرات الجوية السورية حتى انهيار نظام الأسد.
وحصلت "سي إن إن" على صورة تظهر الهوية الحقيقية للرجل، وقدم أحد سكان حي البياضة في حمص أيضاً صوراً أخرى للرجل نفسه خلال تأديته لخدمته العسكرية، فيما يبدو أنه في مكتب حكومي. وأظهر برنامج التعرف على الوجه تطابقا بنسبة تزيد عن 99% مع الرجل الذي التقت به "سي إن إن" في زنزانة سجن دمشق. وتُظهِر الصورة الرجل جالساً على مكتب، ويبدو فيها أنه يرتدي الزي العسكري. ولم تنشر الشبكة تلك الصور للحفاظ على سرية المصدر.
ومع مواصلة "سي إن إن" البحث عن معلومات عن السجين المفرج عنه بعد التقرير الأصلي، قال العديد من سكان حمص إن الرجل هو سلامة، الملقب أيضا باسم "أبو حمزة". وقالوا أنه كان يدير نقاط تفتيش إدارة المخابرات الجوية في المدينة، وأشاروا إلى سوء سمعته في الابتزاز والمضايقة.
ومن غير الواضح بعد كيف أو لماذا انتهى الأمر بسلامة في سجن دمشق، ولم تتمكن "سي إن إن" من إعادة الاتصال به مرة أخرى. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، كانت منصة "تأكد" السورية للتحقق من الأخبار الكاذبة، أول من حدد هوية الرجل باسم سلامة. وقالت أنه سُجن لمدة تقل عن شهر بسبب نزاع حول "تقاسم الأرباح من أموال تم ابتزازها مع ضابط أعلى رتبة"، لكن "سي إن إن" لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من هذا الادعاء.