مفاوضات "فيلادلفيا": سكان رفح الى خان يونس، جدار تحت الأرض، وسيطرة اسرائيلية تكنولوجية

أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي الخميس بأن مصر وإسرائيل تقتربان من التوصل إلى تفاهمات بشأن عمل القوات الإسرائيلية عسكرياً في رفح ومحور "فيلادلفيا" ووجودها هناك، وأشارت إلى أن هذه التفاهمات ستؤدي إلى نقل جزء من سكان قطاع غزة إلى مناطق أخرى.

وقالت الإذاعة إن دولة عربية خليجية لم تسمها أبدت موافقها على تمويل إقامة جدار تحت الأرض بين الأراضي الفلسطينية المحتلة ومصر بهدف منع حفر أنفاق هناك، واشترطت مساهمتها بموافقة مصر.

وتحدثت عن أهم ما جاء في بنود التفاهمات التي يتم صوغها، وقالت إن "إسرائيل تعهدت أمام مصر، وفق التقديرات، بأنها لن تعمل في منطقة رفح طالما لا تسمح لسكان غزة الموجودين هناك والذين يبلغ عددهم ربما أكثر من مليون شخص بإخلاء المكان".

ويعني ذلك وفقاً لإذاعة الجيش أن "إسرائيل ستعمل في البداية على إخلاء السكان الغزيين منطقة رفح، من أجل تقليل احتمالات ومخاطر نزوح الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية، لأنه في نهاية المطاف هنا تكمن المخاوف المصرية الأساسية، وهي تدفق عدد كبير من الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية".

وأردفت الإذاعة: "أما الخيار الثاني المطروح والذي قد يبدو مقبولاً أكثر من قبل الإسرائيليين، فهو خانيونس، بمعنى أن يقوم الجيش الإسرائيلي بعد إنهاء عمليته البرية المكثفة التي يقوم بها هناك، بإجلاء السكان مجدداً إلى خانيونس، وبسبب قربها الجغرافي من رفح، فإن هذا الخيار يبدو أكثر واقعية".

وعن دور الجيش الإسرائيلي في هذه المنطقة، قالت الإذاعة: "إن كان هناك من يعتقد بأن الجيش الإسرائيلي سيقيم مواقع عسكرية في المكان وأن قواته ستوجد على طول محور فيلادلفي في السنوات القريبة، إلى جانب القوات المصرية، لتتأكد من عدم وجود عمليات تهريب ولا أنفاق، فإن هذا الأمر على ما يبدو لن يحدث، ولكن سيكون لإسرائيل تأثير هناك، ولن تكون مصر وحدها التي تسيطر على المعابر المختلفة، وإنما ستكون هناك أيضاً سيطرة إسرائيلية في هذا الجانب، من خلال الوسائل التكنولوجية".

سعي للسيطرة
وفي السياق، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً الخميس سلطت فيه الضوء على سعي إسرائيل إلى السيطرة على محور "فيلادلفي" الحدودي بين مصر وغزة، وأشارت إلى أنه هدف يصر عليه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، رغم أنه قد يكون محفوفاً بالمخاطر السياسية في علاقات إسرائيل بمصر التي ترفض الفكرة.

وأشارت الصحيفة إلى ان مسؤولين ومعلقين مصريين وإسرائيليين تبادلوا الاتهامات هذا الشهر بشأن المسؤولية عن تهريب الأسلحة إلى حماس في غزة، ما يكشف عن تصدعات متزايدة في العلاقة التي كانت حجر الأساس للاستقرار في منطقة مضطربة.

وأضافت: "ستكون إعادة السيطرة الإسرائيلية على المنطقة الحدودية أمراً حاسماً لخلق وضع استراتيجي جديد في غزة حيث تكون حماس غير قادرة على مهاجمة إسرائيل مرة أخرى"، وفق ما نقلت الصحيفة عن الباحث في جامعة رايخمان مايكل ميلشتاين.

ويعتقد ميلشتاين أنه يجب السيطرة على هذا الممر بما في ذلك معبر رفح الحدودي، "وإلا فهذا يعني أنه إذا كان هناك وقف لإطلاق النار أو حتى تسوية أوسع في غزة، وستظل الحدود بأكملها مفتوحة، فإن حماس ستحصل بسرعة كبيرة على كل ما تحتاجه وتعيد تشكيل نفسها".

وقالت الصحيفة الأميركية إنه "لطالما دافعت مصر عن حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وتعمل كمحاور رئيسي بين إسرائيل والسلطات الفلسطينية، ولم تكن العلاقات بين تل أبيب والقاهرة دافئة دائماً، لكنهما طورا شراكة أمنية وثيقة في السنوات الأخيرة وكانا يسعيان إلى تعميق العلاقات الاقتصادية والطاقة".