مقاربة بري الرئاسية تبدّلت.. لكن لماذا انتظار وقف النار للانتخاب؟

هل طرأ جديد على الملف الرئاسي في الساعات الماضية؟ وهل تأثر هذا الاستحقاق بالتطورات العسكرية الخطيرة من جهة وباغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من جهة ثانية، فبات انجازه اسهل؟

السؤال مشروع، بحسب ما تقول مصادر سياسة مراقبة لـ"المركزية"، خاصة بعد التبدّل الكبير الذي يبدو اصاب مقاربة رئيس مجلس النواب نبيه بري للاستحقاق. فبعد ان زاره في عين التينة امس، قال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي: تحدثنا عن المسار الرئاسي وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت. اكد لي الرئيس بري خلال اللقاء انه فور حصول وقف اطلاق النار ستتم دعوة مجلس النواب الى انتخاب رئيس توافقي وليس رئيس تحد لاحد. وهذا الامر هو من الايجابيات التي يجب ان نستفيد منها في اسرع وقت من اجل استقامة المؤسسات الدستورية واكتمال عقدها وانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة".

عين التينة كانت حتى الامس القريب، تعتبر ان لا انتخاب قبل طاولة حوار يديرها رئيس المجلس، وكانت ايضا تتمسك (ومعها حزب الله)، بمرشحها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وترفض البحث في اية خيارات اخرى الا على "الطاولة" المزعومة.

لكن في الحديث عن دعوة الى الانتخاب بعد وقف النار من دون ذكر طاولة الحوار، وفي الاشارة الى مرشح لا يشكل تحديا لاحد، ثمة تراجع واضح في نبرة بري وتخفيض للسقوف العالية التي كان يضعها رئاسيا. 

في الموازاة، رأت الدائرة الإعلامية في حزب القوات اللبنانية في بيان امس أن "ما يجمع البلد بعد النكبة التي ألمّت به هو الدستور والمؤسسات، والخطوة الأولى في هذا الاتجاه والفورية تكمن في انتخاب رئيس للجمهورية وفاقًا لهذا الدستور، وأن يصار بعدها إلى تكليف رئيس حكومة وتشكيل حكومة تأخذ على عاتقها تطبيق الدستور والقرارات الدوليّة المتعلقة بلبنان"، 

بدورها، القوى المعارضة الاخرى تستعجل الانتخاب، وقد شرعت في اتصالات بين مكوناتها، وبينها وبري ايضا، من اجل حثه على فتح ابواب المجلس وانتخاب رئيس، لان هذا الانتخاب مدخل الى خلاص لبنان...

وما ستركز عليه هذه الاطراف في تواصلها مع رئيس المجلس، هو اهمية انجاز الانتخاب اليوم قبل الغد، لان ربطه بوقف النار، كما قال بري امس، خطأ. فكلما ملأنا الشواغر في جسم الدولة اسرع، كلما حصّنّا انفسنا في المواجهة العسكرية وفي الحل الدبلوماسي لها.. فهل يقتنع؟