مقترحات بايدن الجديدة... "خذها أو اتركها"

بينما أبلغ مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى، الوسطاء في الدوحة، أن انسحاب الجيش بالكامل من محور فيلادلفيا، سيكون في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في قطاع غزة، كشف مصدر في الائتلاف الحكومي، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر قبل بضعة أسابيع، أنه لا يريد التوصل لاتفاق، ويستخدم عقدة المحور «حجة قوية وخدعة فعالة للتهرّب»، في حين يستعد الرئيس جو بايدن، لطرح مقترحات جديدة على تل أبيب وحركة «حماس» بصيغة «خذها أو اتركها».

وأمس، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول أميركي أن رئيس جهاز «الموساد» ديفيد برنياع، أكد للوسطاء، استعداد إسرائيل للانسحاب من فيلادلفيا، وذلك قبيل المؤتمر الصحافي لنتنياهو، الاثنين، والذي جدد فيه تمسكه بالبقاء في المحور الحدودي.
وأضاف المسؤول «نريد اتفاق التبادل أكثر من نتنياهو ورئيس حركة حماس يحيى السنوار وندفع لإنجازه بكل الطرق الممكنة»، مؤكداً «إذا استسلمنا لن يتعامل أحد مع هذه القضية بعد الآن وليس لدينا خيار آخر».

في المقابل، نقلت «هآرتس» عن مصدر في الائتلاف الحكومي، انه «عندما أصبح التوصل لاتفاق ممكناً شعر نتنياهو بالتوتر وفعل ما في وسعه لإفشاله».

وأضاف أن «بقاء الوزراء السياسي مرتبط ببقاء الحكومة، وبالتالي فإن هذا الوضع سيستمر. لن يفعل أي وزير أي شيء بما في ذلك الذين يعرفون أن نتنياهو يخرب الصفقة».

وفي واشنطن، قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، إن الصفقة المرتقبة «تتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق ذات الكثافة السكانية العالية... في المرحلة الأولى (6 أسابيع)... وهذا يشمل تلك المناطق على طول محور فيلادلفيا وما يحيط به».

وأضاف: «هذا الاقتراح وافقت عليه إسرائيل».

كما أكد مسؤولون أميركيون، أن واشنطن لن تنسحب من محادثات إنهاء الحرب.

وأضافوا أن إسرائيل قدمت العديد من التنازلات من أجل التوصل لصفقة تسمح بتبادل الأسرى مع «حماس» ووقف النار، حسب ما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال».

وأشاروا إلى أن الصفقة المعروضة حالياً على الطاولة تمنح الحركة معظم ما طالبت به.

إلا أنهم اعتبروا أن «حماس» لاتزال أقل استعداداً للموافقة على اتفاق «سد الثغرات».

ورغم ذلك، أكدوا أن معظم بنود مسودة الاتفاق تم الاتفاق عليها.

ورجحت قناة «كان» العبرية، أن يظهر بايدن في مؤتمر صحافي قريباً جداً، يعلن فيه تفاصيل المقترحات.

«خذها أو اتركها»

من جانبها، نقلت المراسلة السياسية لصحيفة «معاريف» آنا براسكي، عن مصادر سياسية إسرائيلية، أن المخطط الأميركي «سيلغي المفاوضات بين مراحل الصفقة ويتطلب من الأطراف الموافقة عليها جميعاً دفعة واحدة ويعني إنهاء القتال وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، ونقل المسؤولية عن محور فيلادلفيا إلى قوة خارجية، وتقديم ضمانات بعدم القضاء على مسؤولي حماس، وعلى رأسهم رئيس الحركة يحيى السنوار».

ونقلت عن المسؤولين أن الخطة الأميركية بصيغة «خذها أو اتركها»، «ستكون سيئة لإسرائيل وأسوأ من المخطط الحالي الذي رفضته حماس بالفعل».

عقائديو اليمين

وفي السياق، كُشف عن مساعٍ لمجموعة من عقائديي اليمين الذين يشجعون نتنياهو على تعقيد المفاوضات أكثر، ويطالبونه بخطوات بعيدة المدى للتصعيد العسكري، ومنها «العودة إلى سياسة الترحيل والتجويع».

ونشر تجمع للجنرالات المعروفين كونهم جزءاً من اليمين «منتدى الضباط والمقاتلين في الاحتياط»، أمس، ما سموه «خطة لهزيمة حماس»، يقترحون فيها «تغيير اتجاه الحرب ووقف خطط الانسحاب من غزة، والعودة إلى مشاريع الترحيل».

وفي حين يطالب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، نتنياهو، بإلغاء فكرة التفاوض مع «حماس» من أساسها، ذكرت صحيفة «التايمز» نقلاً عن أحد المصادر الدبلوماسية البريطانية أن بن غفير دعا إلى قتل السجناء الفلسطينيين.

وفي تحذير جديد لإسرائيل، أكدت «حماس» أن مصير الأسرى الأحياء مرهون بوقف الحرب.

وأكدت في فيديو نشر أمس، على موقعها الرسمي أنه في حال توقفت الحرب، «سيعود الأسرى أحياء.... وفي حال استمر العدوان فسيبقى مصيرهم مجهولاً».

واعتبرت أن «كل يوم يستمر فيه نتنياهو في الحكم فهذا قد يعني تابوتاً جديداً».