"مكالمة هاتفية" فجّرت الوضع في مجمع الشفاء الطبي مجددا... منطقة قتال خطيرة!

طلب الجيش الإسرائيلي، الإثنين، من جميع المدنيين المتواجدين في حي الرمال ومجمع الشفاء الطبي ومحيطه بالمغادرة فورا باعتبارها "منطقة قتال خطيرة"، وفق المتحدث باسم الجيش ومنشورات ألقيت من طائرة مسيرة على منطقتي الرمال والنصر.

وعلى حسابه بمنصة "أكس" كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي درعي، "نداء الى كل المتواجدين والنازحين في حي الرمال وفي مستشفى الشفاء ومحيطه: من أجل الحفاظ على أمنكم - عليكم اخلاء المنطقة بشكل فوري غرباً ومن ثم عبر شارع الرشيد (البحر) جنوباً إلى المنطقة الإنسانية في المواصي" على بعد نحو 30 كلم من غزة جنوبًا".

وسجلت عمليات قصف وإطلاق نار اعتبارا من فجر الإثنين في محيط وعند أطراف مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، وفق ما أفاد شهود ومصادر فلسطينية، لوكالة "فرانس برس"، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي أنه ينفّذ عملية في أكبر مستشفيات القطاع.

وهي المرة الثانية التي ينفذ خلالها الجيش الإسرائيلي عملية في هذا المستشفى، منذ اندلاع الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة حماس المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى.

وأشار الجيش الإسرائيلي في بيان إلى أن جنوداًً "يُنفّذون عملية دقيقة في منطقة مستشفى الشفاء"، مضيفاً أن العملية تستند إلى معلومات تُشير إلى استخدام المستشفى من جانب مسؤولين كبار من حماس. 

وأشار الجيش إلى أنه خلال العملية التي تتم بالتعاون مع جهاز الشاباك، تعرّضت القوات لإطلاق النار من داخل مجمع الشفاء الطبي حيث ردت القوات بنيرانها مؤكداً مواصلة العمل "داخل منطقة مستشفى الشفاء". 

وتحدثت وزارة الصحة في قطاع غزة عن "نشوب حريق على بوابة مجمع الشفاء الطبي ووجود حالات اختناق بين النساء والأطفال النازحين بالمستشفى"، مؤكدة "سقوط عدد من الشهداء والجرحى مع عدم القدرة على إنقاذ أحد من المصابين بسبب كثافة النيران واستهداف كل من يقترب من النوافذ في جريمة أخرى ضد المؤسسات الصحية". 

ودان المكتب الإعلامي التابع لحكومة حماس في غزّة العملية، قائلًا إن "اقتحام مجمّع الشفاء الطبّي بالدبّابات والطائرات المسيّرة والأسلحة، وإطلاق النار في داخله، هو جريمة حرب". 

وقال إن المستشفى يتعرّض "للقصف"، مشيراً إلى أن "عشرات آلاف النازحين" موجودون في أنحاء المجمع الطبي. 

ونشر الجيش الإسرائيلي ما قال إنه مقتطف من مكالمة بين قائد مديرية التنسيق والارتباط ومسؤول في وزارة الصحة في غزة، يؤكد فيها المسؤول الإسرائيلي رصد "نشاطات عسكرية في المستشفيات... ونحن حذّرنا منها في السابق". ونفت الفصائل الفلسطينية الإثنين استخدام المستشفيات لأغراض عسكرية. 

وأعلن الجيش الإسرائيلي السيطرة على مجمع الشفاء الطبي، ومحاصرة المرضى وجميع من تواجد من النازحين، حيث يتم مطالبتهم بالخروج من الأقسام المختلفة، فيما تم اعتقال العشرات كانوا داخل المجمع الطبي.

وسبق لإسرائيل أن اتهمت حماس باستخدام المنشآت الطبية غطاء لعملياتها، وهو ما تنفيه الحركة.

وتعرضت إسرائيل لانتقادات لاذعة العام الماضي عندما داهمت قواتها المستشفى لأول مرة وكشفت أنفاقا قريبة قالت إن حماس تستخدمها كمراكز للقيادة والتحكم، وفق وكالة "رويترز".

ويعدّ المستشفى الموجود في مدينة غزة أحد المرافق الصحية القليلة المتبقية في القطاع المحاصر، ولطالما اتهم الجيش الإسرائيلي حماس باستخدامه قاعدة لمقاتليه.

وتنفي حماس ومسؤولو المستشفى هذه الاتهامات.

والمستشفى محور اتهامات من الجانبين بارتكاب جرائم حرب، ويتهم الفلسطينيون إسرائيل باستهداف المستشفيات وتقول إسرائيل إن هذه المواقع تستخدم لإيواء مسلحين.