المصدر: الراي الكويتية
الثلاثاء 8 تشرين الثاني 2022 01:00:56
بعد أيام من فوزه في انتخابات الكنيست بمساعدة اليمين المتطرف، قال رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، أمام الكنيست، الذي عقد جلسة لمناسبة الذكرى الـ27 لاغتيال رئيس الوزراء العمالي إسحق رابين، إنه ورغم عدم وجود اتفاق حتى الآن مع الفلسطينيين، «هناك إجماع واسع على أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على المنطقة بأكملها غرب الأردن، والقدس عاصمة إسرائيل موحدة وتحت سيادتها».
وأضاف زعيم حزب «الليكود»، أمس، «هناك إجماع واسع على ضرورة توسيع دائرة التطبيع مع الدول العربية، ويجب ألا نعطي لليانصيب الفلسطيني الحق في منعنا من عقد المزيد من اتفاقيات التطبيع، أولاً التطبيع مع المنطقة العربية، وبعد ذلك سيعود الجانب الفلسطيني إلى رشده من أجل اتفاق يمكننا التعايش معه».
وفي ما بدا وكأنه رسائل للداخل والخارج، القلقِ من احتمال رؤية زعيم حزب «القوة اليهودية» إيتمار بن غفير، في حكومة جديدة، حاول نتنياهو، إرسال إشارات طمأنة، قائلاً «إذا تخلت إسرائيل عن حكم القانون وفككت ديموقراطيتها وعادت إلى الوراء بوضعها جانباً رغبتها في السلام وعلاقاتها مع المجتمع الدولي، فإننا حينها سنتحول لدولة ضعيفة وسندفن حينها فكر رابين».
وأكد «لن نسمح بذلك»، داعياً خصومه للتعاون، ومضيفاً «الآن وقد انتهت الانتخابات، علينا أن نخرج من خنادقنا ونتعلم كيف نعمل معاً، لأن اختلاف الرؤى لن يختفي، ونحن لا نتفق في قضايا عدة، تتطلب منا التصرف بمسؤولية».
وتطرق نتنياهو إلى طهران وبرنامجها النووي، مشدداً على «أننا سنواصل منع إيران من التحول إلى قوة نووية».
وفي لندن، هنأ رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، نتنياهو بفوزه في الانتخابات، قائلاً إنه يتطلع إلى العمل معه.
وكتب على «تويتر»، أمس، «في مجالات مثل التجارة والأمن والتكنولوجيا، هناك الكثير جداً مما تقوم به دولتانا معاً، وأنا أتطلع إلى العمل مع رئيس الوزراء العائد».
إلى ذلك، أثارت تصريحات رئيس تحالف «الصهيونية الدينية» بتسليئيل سموتريتش، حول دور جهاز الأمن العام «الشاباك» في اغتيال رابين ردود فعل غاضبة داخل «معسكر اليمين» وخارجه.
واتهم سموتريتش، «الشاباك» بتشجيع المتشدد اليميني المعارض لاتفاقات أوسلو مع الفلسطينيين، ييغال عامير، على ارتكاب عملية الاغتيال، مستنداً إلى رواية أحد العملاء السريين، الأمر الذي تسبب بموجة من ردود الفعل الغاضبة.
ووصف مسؤول «الشاباك» الأسبق، أحد قادة «الليكود» اليميني، آفي ديختر تصريحات سموتريتش، بأنها «سخيفة وعارية من الصحة وتنطوي على خطورة بالغة».
واتهم رئيس تحالف «الصهيونية الدينية» بالسعي لتدمير «المؤسسة الأهم في إسرائيل (الشاباك)».
من جانبه، سعى بن غفير، السياسي اليميني المتطرف الذي يستعد لتولي منصب رفيع المستوى في الحكومة المقبلة، أمس، إلى طمأنة الأقليات في إسرائيل، بأنه سيحميهم، لكنه لم يشر إلى الفلسطينيين الذين يشعرون بشكل خاص بأن صعوده يشكل تهديداً لهم.
وبعد النجاح الذي حققه «الصهيونية الدينية» في انتخابات الثلاثاء الماضي، تحول الحزب الذي يقوده مستوطنون قوميون في الضفة الغربية، إلى أقوى حليف محتمل لنتنياهو في الائتلاف المرتقب.
وكتب بن غفير (46 عاماً) في مقال على الصفحة الأولى في صحيفة «إسرائيل هيوم»، الأوسع انتشاراً، «لقد نضجت، أصبحت معتدلاً، وأدركت أن الحياة أكثر تعقيداً».
وجاء المقال بعد يوم من إثارة زميل آخر لبن غفير، في قيادة الحزب، غضب يسار الوسط من خلال التلميح إلى أن الدولة كان لها دور في اغتيال رابين عام 1995.
وفي مقال بعنوان «رسالة إلى إخواني في اليسار»، لم يشر بن غفير إلى المحادثات التي ترعاها الولايات المتحدة حول إقامة دولة فلسطينية، والتي توقفت منذ أعوام، وأعلنت إدارة الرئيس جو بايدن السبت الماضي، أنها ترغب في إحيائها.
ويعارض «الصهيونية الدينية»، مثل الأحزاب اليمينية الأخرى، قيام الدولة الفلسطينية.
كما دعا بن غفير، إلى تفكيك السلطة الفلسطينية التي تحكم أجزاءً من الضفة، في خطوة من شأنها أن تعيد الفلسطينيين فعلياً إلى حكم إسرائيلي غير محدود، من دون حقوق وطنية.
وفي تركيز على القضايا الداخلية، كتب بن غفير، الذي يرغب في تولي مسؤولية الأمن الداخلي، إنه سيكافح الجريمة التي تعصف بعرب إسرائيل، الأقلية التي دعا إلى طردها سابقاً.
وأكد أنه والليبراليين «متفقون على 90 في المئة من القضايا»، مضيفاً أنه لن يسعى إلى فرض قانون ديني أو كبح حرية المعارضة.
وتابع «حتى لو لم يكن لدي حرص على المسيرة (فخر المثليين)، فسأضمن أقصى حماية للرجال والنساء في المسيرات».