ملفان هامان يتصدران الأسبوع المقبل: زيارة لودريان وأزمة النزوح السوري

على بُعد كيلومترات قليلة، بين مخيم عين الحلوة، حيث يدور حوار المدافع والنار، مؤذناً بعدم الاستقرار في هذه البقعة المضطربة مع سقوط 40 جريحاً، والمختارة وبعقلين وجبل الشوف، حيث تجددت المصالحة في الجبل، مع الزيارة التي قام بها البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي امس، واكد فيها على اهمية «اليوم التاريخي» قبل 22 سنة عندما حصلت مصالحة الجبل بين جنبلاط والبطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير.

وعلى سمع من الراعي الذي وصف جنبلاط بأنه يشكل موضوع امان عند اللبنانيين الذين ينتظرون مواقفه، مشددا على ان «لا مصالحة من دون مصارحة» رد جنبلاط بحضور نجله تيمور وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابو المنى، وحضور ممثل لدار الفتوى، هو القاضي الشيخ احمد الجوزو، وممثل للمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى القاضي الشيخ حسن عبد الله، بوصفه «مراقب من بعيد» بانتقاد واضح لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع من دون ان يسميه، لجهة ما نسمعه من نظريات ليس هناك أغبى أو أسخف، لكن أخطر ممن ينادون بالفراغ ولا يسهلون موضوع الانتخابات الرئاسية»، ولم يوفر جنبلاط ايضا رئيس التيار الوطني الحر، لجهة «النظريات حول مواصفات الرئيس» متهكماً من ذلك بقوله: «وكأن المطلوب أن يتعلم المجلس النيابي دروسا في النحت أو الخياطة».. مطالبا بالكف عن «وضع العراقيل لتغييب الانتخابات» مثمناً ترحيب البطريرك بالحوار.

وفي السياق، طالب جنبلاط وزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان، ورجل الترسيم آموس هوكشتاين بترسيم حقل بعبدا، في ما يتعلق بالاتفاق على انتخاب رئيس الجمهورية.

وقال جنبلاط: «كلاهما صرحا بتأييدهما لإنجاز الانتخابات الرئاسية، ممتاز، كيف؟ فهل يمكن ترسيم حقل بعبدا يا سيد هوكشتاين؟ وهل يمكن تسهيل الانتخابات يا سيد عبد اللهيان؟ وتحديد الصندوق السيادي الجديد مع الدول المعنية والقادة المحليين، سؤال مجددا من مراقب بعيد».

وبالفعل، وجِّهت الدعوات للقاء لودريان الثلثاء في السفارة الفرنسية في بيروت، بعد الحصول على الاجابات الخطية من الكتل والنواب التغييريين، الذين وصلتهم الرسالة الفرنسي، التي بعث بها لودريان، عبر السفارة الفرنسية للنواب.

وكشفت مصادر المعلومات ان المعارضة، على الرغم من ان بعض اطرافها امتنعت عن الاجابة على السؤالين اللذين وجههما لودريان حول الحوار ومواصفات الرئيس، ستحضر، من دون ان يكون اللقاء شاملا، بل ثنائيا، ولابلاغ الموفد الفرنسي شرطين الاول مع رئيس تسوية (وسطي) وثانياً عدم انتخاب مرشح الممانعة سليمان فرنجية.

والاثنين، يُعقد في باريس اجتماع، يضم الوسيط لودريان والمستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، وسفير المملكة في لبنان وليد بخاري.

وعلى هذا الغليان السياسي الامني، يصل الى بيروت الوسيط الفرنسي جان ايف لودريان ما لم يطرأ ما يؤخر الخطة المعلن عنها، ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن متابعة ما يسرب بشأن الحراك الرئاسي اعطت انطباعا أن الملف انتقل إلى مرحلة جديدة في حين أن الصورة تتضح أكثر بعد زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان- ايف لودريان إلى بيروت والحوار الذي يعقد.

ولفتت هذه المصادر إلى أنه ليس مؤكدا ماهية النتيجة التي تخرج منها اللقاءات المتصلة بهذا الملف، وأوضحت  أن الشهر الجاري يشهد تحريكا  واسع النطاق للاستحقاق الرئاسي  دون الحسم ما اذا كان يثمر حلا ام لا، ملاحظة أن ذلك يتظهر مع الوقت علما ان هذه الاجتماعات قد تضع خارطة طريق محددة.

وفي سياق آخر اعتبرت مصادر وزارية عبر  «اللواء» أن  ملف النازحين سيخضع للتشريح المفصل في مجلس الوزراء وإن حضور قائد الجيش والمعنيين يعني أن هذه الجلسة ستخرج بقرارات تنفيذية.