المصدر: Kataeb.org
الكاتب: جولي مجدلاني
الأربعاء 23 تموز 2025 09:43:53
بعد أن طفا على كل الملفات وتصدر عناوين اللقاءات والمقالات، غاب ملف عن النفط عن النقاشات السياسية والاقتصادية بين المسؤولين وكأنه دخل في غيبوبة عميقة بانتظار ما ستؤول إليه الأمور في الاقليم والداخل. فما سبب دخول الملف "الكوما" وهل الأمر مرتبط بالإصلاحات وبترسيم الحدود مع قبرص وسوريا؟
المتخصصة في شؤون الطاقة لوري هايتايان أشارت في حديث عبر Kataeb.org الى أن وزارة الطاقة والحكومة ككل تعتبران أن أمامهما سنة للعمل حتى إجراء الانتخابات النيابية، فوضعتا ملف الطاقة خصوصًا الكهرباء والمياه أولوية لاسيما في ظل ما يشهده لبنان من جفاف، وبالتالي ملف النفط ليس من ضمن الأولويات اليوم سيّما وأن الانجاز فيه يحتاج إلى الوقت.
وتابعت: "إن عدم ملء الشواغر في الهيئة الناظمة لقطاع البترول مؤشر على أن الاهتمام منصبّ على الكهرباء أكثر من النفط والغاز، بالرغم من أن وزير الطاقة عقد لقاءات مع شركة "توتال" و"إيني" وتحدث بالملف مع القطريين خلال زيارته الدوحة وهم شركاء في البلوك 9."
ولفتت إلى أن الأهمية تكمن في القدرة على استقطاب الشركات للاستثمار في لبنان، فجولة التراخيص الثالثة تأجلت مرات عدة وهي اليوم مفتوحة حتى تشرين الثاني 2025 وخلال الفترة السابقة لم تتقدم أي شركة أجنبية لأن الوضع لم يكن مثيرًا للاهتمام بالنسبة للمستثمرين إن كان في قطاع النفط أو في أي قطاع آخر، موضحة أن التلكؤ بالإصلاحات، عدم التوقيع على اتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي يعتبر دليلًا على جدية الإصلاحات، الوضع السياسي وعدم الاستقرار الأمني والتهديدات الإسرائيلية جزء منها مؤشرات أدت إلى تراجع حماسة الشركات الأجنبية إلى جانب غياب الرؤية الاقتصادية الاستثمارية.
وأضافت: "تسارع الأمور في سوريا أدى الى جذب الأنظار باتجاهها مقارنة مع البطء اللبناني ما دفع المستثمرين الأجانب إلى التراجع عن الاستثمار في لبنان إلى جانب المشاكل السياسية والأمنية والاقتصادية. ولا نعلم اليوم مدى تأثير أحداث السويداء على العلاقات التي كانت تحاول الدولة السورية بناءها مع المستثمرين الأجانب".
وعمّا إذا كان ملف النفط مرتبطًا بترسيم الحدود مع سوريا وقبرص، قالت: "بدأ العمل في البلوك 4 عندما كان لدينا مشاكل حدودية، بعد ترسيم الحدود مع الإسرائيليين بدأ العمل في البلوك 9 وبالتالي هذا لا يدل على أن سبب عدم استثمار الشركات هو غياب ترسيم الحدود مع سوريا وقبرص، إنما هناك أمور جوهرية أساسية إصلاحية أهم تجعل الشركات غير مهتمة بلبنان".
وأردفت قائلةً إن ترسيم الحدود مع قبرص وسوريا أساسي ومرتبط إلى حد ما بملف التنقيب عن النفط والغاز، مضيفة: "من غير المتوقع أن يواجه لبنان إشكاليات بترسيم الحدود مع هاتين الدولتين والانتهاء منه بأسرع وقت ممكن، المفاوضات مع قبرص تطورت وشكلت لجنة تفاوض وكان من المفترض أن تصل لجنة قبرصية إلى لبنان لاستكمال المناقشات، قبرص كانت راضية بالترسيم اللبناني عام 2007 حتى لو لم نقرّه في البرلمان، وبالتالي من المفترض تطبيق القوانين العالمية البحرية والانتهاء من الملف، يبقى الترسيم مع سوريا، لا إشكاليات تقنية فيه بقدر وجود نية سياسية على التعاون في هذا الملف، ولكن لا نعلم ما إذا كان الموفد الاميركي توم باراك سيعمل على تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين والسوريين."
وإذ استغربت تأخر شركة توتال بإصدار تقريرها عن نتائج أعمال الحفر بالبلوك رقم 9 والتي انتهت منها في تشرين الأول 2023، لفتت إلى أن لدى توتال حق التنقيب في البلوك 9 ولكن البلوك ملك الدولة اللبنانية ويعطيها الحق بالحصول على المعلومات الموجودة بالتقرير.