المصدر: وكالات
الأربعاء 23 تموز 2025 16:11:58
التقى الرئيس العماد جوزف عون ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، في قصر القضيبية اليوم الأربعاء، بحضور ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
وعقد ملك البحرين وعون جلسة مباحثات ثنائية مع بحضور عدد من كبار المسؤولين من الجانبين.
وأكد ملك البحرين على "عمق العلاقات التاريخية الوطيدة التي تجمع بين مملكة البحرين والجمهورية اللبنانية الشقيقة، والتي تشهد تطوراً ملحوظاً، ونمواً مستمراً على المستويات كافة".
وبحث الجانبان مجريات الأحداث في المنطقة والتطورات الاقليمية والدولية موضع الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر بشأنها، كما جرى بحث المستجدات على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة تجاهها.
من جانبه، ثمّن عون وفق "وكالة الأنباء البحرينية"، "بكل التقدير مواقف البحرين العربية الأصيلة والمشرفة بقيادة الملك تجاه لبنان وشعبه وحرصها على وحدة لبنان وضمان أمنه واستقراره، مؤكدًا تطلع بلاده لتوثيق علاقات التعاون الطيبة مع المملكة لما فيه خير وصالح شعبيهما الشقيقين".
بعد ذلك، عقدت جلسة المباحثات الموسعة بين ملك البحرين وعون بحضور كبار المسؤولين في البلدين.
وقال ملك البحرين متوجهاً إلى عون: "يسرّنا أن تتزامن زيارتكم الكريمة مع الذكرى الثالثة والخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا الشقيقين، واستئناف التمثيل الدبلوماسي لمملكة البحرين في لبنان".
وأضاف: "وبهذه المناسبة، نُعلن بكل اعتزاز عن قرارنا بإقامة بعثة دبلوماسية بحرينية دائمة في بيروت، متطلعين إلى أن تكون هذه المباحثات محطة جديدة لتعاون ثنائي مثمر في شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك".
وأكد ملك البحرين "أهمية تفعيل اللجنة البحرينية- اللبنانية المشتركة لتنفيذ مذكرات التفاهم والاتفاقات المبرمة، واستكشاف المزيد من الفرص الواعدة التي تخدم مصالح البلدين الشقيقين وتعود عليهما بالخير والنفع. وهو أمر نحرص عليه دائمًا على صعيد العلاقات الثنائية".
وقال: "ولطالما استقبلت البحرين الوافدين من أهل لبنان والمحبين لها، وحرصت على أن تكون إقامتهم فيها محل ترحيب واهتمام، تقديراً للخدمات التي قدموها ولا يزالون يقدمونها لبلادنا. كما يهمنا، في المقابل، ألا تستمر معاناة لبنان باستقبال من يستغل أجواء الحرية والانفتاح فيها، وبدلاً من أن يَمتن لضيافتها، يسيء إليها ويكلفها أغلى الأثمان، وهو ما نرفضه ونرجو عدم تكراره".
كما توجه ملك البحرين إلى عون قائلاً: "إن مملكة البحرين تحرص دائماً على الوقوف إلى جانب الجمهورية اللبنانية الشقيقة، ولا سيّما في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة، إذ نؤكد على دعمنا الكامل للمساعي اللبنانية الهادفة إلى تعزيز السيادة والوحدة الوطنية . كما نجدد تأييدنا التام لجهود فخامتكم والحكومة اللبنانية، بما يضمن مصلحة الشعب اللبناني، ويعيد للبنان مكانته الريادية في محيطه العربي والدولي".
وتابع: "إننا على ثقة بأن لبنان، بقيادتكم الحكيمة، سينهض من جديد ليعود، كما عهدناه دائماً، موطناً للوحدة والسلام والتعايش الإنساني، وليبقى هذا البلد الجميل منارةً للمشرق العربي، وبوابةً للاستقرار الإقليمي المنشود".
كلام عون...
بدوره، قال عون متوجهاً لملك البحرين: "ندرك أن بعض البلدان لا تقاس بمدى جغرافيتها، بل بمساحات الخير والحكمة في قلوب شعوبها وحكامها"، مضيفاً: "فأنا اليوم رسمياً في البحرين، لكن أنا اليوم فعلياً في محيط من المحبة للبنان، وهي محبة متبادلة رسمياً وفعلياً، منذ كان لبنان، وكانت البحرين".
وأضاف: "تعلّمون صاحب الجلالة بلا شك، بأن كل مواطن بحريني في بيروت كما كل لبناني هو سفيرٌ قلبيٌ لكم في لبنان... لكننا نتوق لعودة سفارتكم كاملة لتزين رايتكم عاصمتنا".
وقال عون: "وتعلّمون طبعاً، بأننا نتبادل دوماً أغلى ما عندنا وهو إنسانُنا وثروتنا البشرية، ومع ذلك نطمح ونطمع من أخوتكم، باستئناف التبادل التجاري الكامل بيننا، كما تعاونِنا في شتى المجالات، لما فيه خير شعبينا ومصالح بلدينا".
واستعرض الجانبان مسار العلاقات الأخوية الوثيقة، وسبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات، بما يحقق تطلعات البلدين ويخدم مصالحهما المتبادلة، وأكدا الحرص المستمر على تنمية العلاقات البحرينية اللبنانية، والتطلع إلى دفعها للأمام بما يعود بالخير والنماء على البلدين والشعبين.
وأشار البيان المشترك الى تكثيف الاتصالات والزيارات المتبادلة، وتفعيل الاتفاقات ومذكرات التفاهم، مع التأكيد على مواصلة التنسيق في كل ما من شأنه تجنيب المنطقة زعزعة الأمن والاستقرار.
وأضاف: "البحرين تؤكد ثبات موقفها في دعم سيادة لبنان واستقراره ووحدته، ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية، وتشيد بجهود الرئيس عون والحكومة في المضي قدماً بالإصلاحين السياسي والاقتصاد، مشيرًا الى أنّ مملكة البحرين تساند لبنان في استعادة دوره الحيوي غير القابل للتبديل أو الاستبدال، وتدعو إلى انسحاب إسرائيل الكامل وتنفيذ القرار 1701، وبسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها.
وشدّد على أهمية دعوة قمة البحرين 2024 إلى عقد مؤتمر دولي لمعالجة القضية الفلسطينية، وتعزيز الجهود الرامية إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة.
وبعد ظهر اليوم، عاد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ووزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي والوفد المرافق الى بيروت، بعد ان قام بزيارة الى مملكة البحرين استمرت يومين، التقى خلالها الملك حمد بن عيسى آل خليفة وعدد من كبار المسؤولين البحرينيين.