منجّمون يحتلّون الشاشات العربية.. افصلوا التنجيم عن المخابرات

أثارت التوقّعات التي أطلقها المنجّمون على الفضائيات العربية بداية عام 2022، والتي تراوحت بين السياسة والاقتصاد والأطباق الطائرة، جدلا وسخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأصبحت فقرات التنجيم منذ سنوات، طقسا من طقوس الاحتفال بمناسبة رأس السنة الميلادية على الفضائيات العربية. وكان لبنان السبّاق لاعتماد هذا الطقس.

ومع دخول العام 2022، تهافت المنجمون على طرح توقعاتهم للعام الجديد، والتي حملت الكثير من الأمور المثيرة؛ فزعمت ماغي فرح أن “لبنان ذاهب للانفجار”.

وتوقع العراف اللبناني ميشال حايك وفاة العديد من الساسة اللبنانيين، وحدوث محاولة اغتيال في لبنان بطائرات الدرونز على غرار المحاولة التي طالت رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في نوفمبر الماضي.

وكانت لتوقعات المنجم اللبناني مايك فغالي نصيب الأسد من السخرية خاصة أنه سبق أن كذبت توقعاته والتي غالبا ما تكون سياسية. وبحسب فغالي، فإن عام 2022 سيشهد نهاية إسرائيل وزوالها. وزعم فغالي أن عام 2022 أن سوريا ستصبح أقوى اقتصاد بالعالم، وإن الناس ستأتي إليها من كل دول العالم للعمل والسياحة.

كما كانت المنجمة ليلى عبد اللطيف عرضة أيضا للسخرية بسبب توقعاتها الفاشلة سابقا. وكتب حساب:

ليلى عبداللطيف تتوقع اغتيال شخصية عراقية بارزة! كذب المنجّمون ولو صدقوا! الشخصية إما مقتدى الصدر يقتل المالكي وإما المالكي يغتال الصدر وإما إيران تغتال الاثنين. وراحة العراق في مقتلهم جميعا.

ولا تُنافس التلفزيونات اللبنانية بعضها البعض في فقرات التنجيم. إذ أصبح لكلّ تلفزيون عرافه الخاص الذي يمتلك بدروه زبائنه الذين يقتنعون بتنبؤاته. وقالت صحافية لبنانية:

وسخر معلقون من التناقض الذي يشوب الجمهور فمن جهة ينتقد العرافين ومن جهة ينتظر توقعاتهم. وكتب مغرد:

– ماما: يلعنن شو كذابين كلن منجمين تفه – كمان ماما: بسرعة حاطين دعايات من ميشال حايك قلوب عا ليلى عبداللطيف تا نشوف الله يستر.

يذكر أن مغردين ذهبوا للتأكيد على أن مصدر هذه التوقعات قد يكون ملفقا أو على صلة بالاستخبارات، التي تسرّب وتروج عبرهم لبعض المعلومات، لاسيما ما يتعلق بالأوضاع الداخلية لبعض الدول، والأزمات الاقتصادية، والاغتيالات والعمليات الإرهابية.

وكان مسلسل “الساحر” تطرق إلى هذه الظاهرة. وأدى الممثل السوري عابد فهد  في المسلسل دور متنبّئ، يقدم توقعاته للناس مع الإضاءة على مصادر التوقعات التي ترتبط بأجهزة استخبارات محلية أو إقليمية. وقال حساب في هذا السياق:

ميشال حايك وليلى عبداللطيف ما بيتنبأوا، ببساطة هما أداة من أدوات السلطة لتحضرنا نفسيا ليلى جايي، لأنو العقل مبرمج بس يسمع الخبر تهون عليه الصاعقة بس توقع ع راسو

في سياق آخر، أكد معلقون على ضروة ”فصل السياسة عن التنجيم” كما ”فصل الدين عن الدولة”. وقال مغرد:

من بعد ما أتحفونا مبارح القنوات بكل انواع المنجمين, و يلي قعدوا يحللوا اقتصاد و سياسة محلية و عالمية و كونية يمكن فصل المشعوذين عن السياسة بنفس أهمية فصل الدين عن الدولة مش بريئة حركات استضافة المشعوذين، اغلبهم لهم ارتباطات سياسية أمنية مالية، و الإعلام جزء من منظومة الفساد