المصدر: المدن
الاثنين 9 أيلول 2024 15:12:57
نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أن الهجوم الإسرائيلي على ريف مدينة مصياف، غربيّ حماة، استهدف مركزاً كبيراً لإنتاج الأسلحة الكيماوية، فيما قالت وسائل إعلام عبرية إنه استهدف منشآت إيرانية، بما في ذلك قاعدة لإنتاج الصواريخ، وسط نفي إيراني.
ويُعد الهجوم هو الثاني من نوعه الذي يستهدف مركز الأبحاث العلمية السورية منذ مطلع 2024، والأعنف لجهة عدد القتلى خلال شهرين، منذ هجوم ريف حلب قبل شهرين. وأدى الهجوم إلى مقتل 16 شخصاً وإصابة أكثر من 30 آخرين، حسب خارجية النظام السوري.
أهداف الهجوم
وقال مصدران استخباريان إقليميان لـ"رويترز"، إن الهجوم الإسرائيلي استهدف مركزاً عسكرياً سورياً لإنتاج الأسلحة الكيماوية، يُعتقد أنه يضم فريقاً من خبراء عسكريين إيرانيين مشاركين في إنتاج الأسلحة. وأشار المصدران إلى أن الموقع جرى استهدافه في السابق عدة مرات.
من جهتها، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن الضربة الصاروخية الإسرائيلية على الأراضي السورية، استهدفت على الأرجح منشآت إيرانية، بما في ذلك قاعدة لإنتاج الصواريخ.
وقالت الصحيفة العبرية إن منطقة مصياف تُستخدم كقاعدة للقوات الإيرانية والميليشيات الموالية لإيران، مشيرةً إلى أنه في السنوات الأخيرة، تعرضت مراراً وتكراراً لهجمات نُسبت على نطاق واسع إلى إسرائيل.
وذكرت أن مركز البحوث العلمية والتطوير المعروف اختصاراً باسم "CERS" أو "SSRC"، تستخدمه القوات الإيرانية لإنتاج صواريخ أرض- أرض دقيقة. ولم يُعلق الجيش الإسرائيلي رسمياً حتى الآن على الهجوم المنسوب إليه.
5 مواقع مستهدفة
من جانبه، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن لـ"المدن"، إن الهجوم الإسرائيلي الواسع والعنيف على منطقة مصياف استهدف 5 مواقع، هي موقعان في قرية الزاوي، واحد على طريق مصياف- وادي العيون، موقع ضمن منطقة حير عباس، منطقة البحوث العلمية، وموقع في معامل الدفاع التابعة للنظام في قرية البيضا.
وعن طبيعة الأهداف، أوضح عبد الرحمن أن المواقع المستهدفة تستخدمها إيران لأجل تطوير صواريخ دقيقة متوسطة المدى، وطائرات مسيّرة، نافياً الأخبار التي تتحدث عن استهداف مركز لتطوير الأسلحة الكيماوية.
وأكد أن عدد القتلى ارتفع إلى 18 قتيلاً، بينهم 8 عسكريين سوريين، و6 أشخاص مجهولي الهوية لم يعرف ما إذا كانوا من جنسيات إيرانية حتى الآن، فضلاً عن وجود 32 جريحاً.
ويُعد الهجوم على مركز البحوث العلمية، هو الثاني من نوعه الذي يستهدف مراكز الأبحاث والتطوير السورية منذ 31 آذار/مارس الماضي، عندما استهدفت صواريخ إسرائيلية مركز البحوث في منطقة جمرايا، شمال غرب العاصمة دمشق.
حينها، قال مركز "ألما" الإسرائيلي للأبحاث إن الهجوم أدى الى تدمير أسلحة مخزنة وتوقف بعض المشاريع في منتصفها، مشيراً إلى أن البنية التحتية للمركز مسيطر عليها من قبل إيران. ودعا إسرائيل إلى مهاجمة وتدمير 18 موقعاً لمراكز الأبحاث في سوريا، لإلحاق الضرر بالأهداف الاستراتيجية لإيران، وتعطيل الممر الإيراني لتطوير وتصنيع الأسلحة المقدمة من طهران إلى الميلشيات الشيعية وحزب الله.
إيران تنفي
في الأثناء، نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أن يكون الهجوم الإسرائيلي على حماة وطرطوس، قد استهدف مقرات ومراكز تابعة لإيران. وقال كنعاني في مؤتمره الصحافي الاثنين، إن "استمرار عدوان الكيان الصهيوني على سوريا وغزة ولبنان مواصلة لسياساته المجنونة في توسيع الحرب في المنطقة".
بدورها، قالت خارجية النظام السوري في بيان، إن الهجوم يدل على سعي إسرائيل "لمزيد من التصعيد في المنطقة والدفع بها إلى منزلقات خطرة سيكون لها عواقب وخيمة لا يمكن توقعها"، مشيرةً إلى سقوط 16 قتيلاً وجرح 36 شخصاً.