من الاردن الى الامارات: زعزعة تحمل بصمات ايرانية؟

قالت الحكومة الأردنية، الأحد، إن حادثة إطلاق النار في منطقة الرابية قرب سفارة إسرائيل في العاصمة عمّان "اعتداء إرهابي"، مشددة على أن "استقرار الأردن وأمنه خط أحمر، ولن يسمح لأي كان بالعبث به". جاء ذلك في بيان للمتحدث باسم الحكومة محمد المومني، تعليقا على حادثة إطلاق شخص "خارج على القانون" النار على دورية تابعة للأمن العام حيث أصاب 3 من عناصره، قبل أن يتم الاشتباك معه وقتله... وأكد المومني أن "المساس بأمن الوطن والاعتداء على رجال الأمن العام سيقابل بحزم لا هوادة فيه وقوة القانون، وسينال أي مجرم يحاول القيام بذلك القصاص العادل". ولفت إلى أن "الاعتداءات التي جرت من خارج على القانون ومن أصحاب سجلات جرمية ومخدرات على قوات الأمن من نشامى الأمن العام، مرفوضة ومدانة من كل أردني شريف". وأضاف أن "قوة الأردن ومنعته واستقراره هي الأساس الصلب لإسناد قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية". وأوضح المومني أن "التحقيقات مستمرة حول الحدث الإرهابي الآثم، لمعرفة كافة التفاصيل والارتباطات وإجراء المقتضيات الأمنية والقانونية بموجبها".

في موازاة هذا التطور الذي شهدته الاردن، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزارة الخارجية الأحد أن أجهزة الاستخبارات والأمن في الإمارات تمكّنت من تحديد هوية جثة تسفي كوغان، أحد ممثلي حركة حباد اليهودية في الإمارات، الذي فقدت أثاره منذ يوم الخميس. وذكر البيان أن "القنصلية الإسرائيلية في أبوظبي على اتصال مع العائلة منذ بداية الحدث وتستمر في مرافقتها في هذه اللحظات الصعبة، وتم إبلاغ عائلته في البلاد". ولفت البيان إلى أن "قتل تسفي كوغان  حادث إرهابي معاد للسامية وشنيع". وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت صباح الأحد، إن "السلطات في الإمارات تجري حاليًا فحوصات بعد العثور على جثة أثناء بحثها عن مبعوث حاباد الحاخام تسفي كوغان". واشارت هيئة البث الإسرائيلية الى ان الاشتباه بأن الخلية التي شاركت في اختطاف الحاخام في الإمارات هي خلية من أوزبكستان نفذت العملية بتوجيه من إيران. واليوم، افادت وكالة أنباء الإمارات بأن المشتبه بهم الثلاثة في مقتل الحاخام يحملون الجنسية الأوزبكية.

بعد سرد هذه المعطيات، تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" ان الاردن ينبّه منذ اشهر من مخططات تحمل بصمات ايرانية لزعزعة امنه واستقراره تحت ستار "دعم القضية الفلسطينية وطوفان الاقصى"، عبر التظاهرات واعمال الشغب التي عاشتها البلاد منذ 7 تشرين الاول 2023. وقد اكدت قياداته مرارا، في العلن تارة وفي الكواليس طورا من خلال المباحثات بينها وبين اركان المجتمع الدولي وايضا طهران، انها لن تسمح بهذا السيناريو وستمنع انتقال النار التي تحرق المنطقة، الى اراضيها، وستتصدى لكل مشاريع ايران، وان على الاخيرة، الانضباط.

غير ان الجمهورية الاسلامية لا يبدو انها تعير اهتماما الى هذه التنبيهات، بدليل ما حصل قرب عمّان. لكن الاخطر، تتابع المصادر، هو انها  على ما يبدو تتجه نحو التحرك في ميادين جديدة، منها الامارات، في تطور "كبير" اذا صحّ ان لايران علاقة به (عنينا تصفية الحاخام)، ستكون له تداعيات وخيمة على خيار "اتفاق بكين" وقرار تطبيع العلاقات الخليجية – العربية مع ايران. وبحسب المصادر، طهران تلعب بالنار، ويجب ان ترتدع قبل فوات الاوان.. فهل تفعل؟