المصدر: المدن
السبت 31 أيار 2025 20:53:29
أكدت مصادر محلية في الساحل السوري لـ"المدن" أن اللواء 107، الذي استُهدف في الغارات الجوية الإسرائيلية ليلة أمس الجمعة، كان خاضعاً لسيطرة "لواء درع الساحل".
ورجحت المصادر، أن الغارات الاسرائيلة كانت موجهة ضد الميليشيات التي يقودها مقداد فتيحة، أحد أبرز قادة فلول النظام السابق، سيما بعد أن أعلن عن تعاونه مع "جبهة المقاومة الإسلامية – أولي البأس" المدعومة من ايران، ولفتت الى أن مستودعات الصواريخ المستهدفة كانت تابعة للميليشيات الايرانية قبل سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
غارات على مواقع عسكرية غرب سوريا
وشنت طائرات إسرائيلية، غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية سورية في الساحل الغربي، في أول تصعيد من نوعه منذ نحو شهر، وأسفرت الضربات عن خسائر مادية واستشهاد مدني في محافظة طرطوس.
وبحسب معلومات متقاطعة من مصادر محلية، فإن القصف تركز على اللواء 107 في قرية زاما، وموقع عسكري في قرية الشاميلة، وثكنة عسكرية قرب مساكن الإسمنت في طرطوس (البلاطة)، وموقع في منطقة معامل الوهيب، ومعظم هذه الأماكن تشهد انتشاراً واسعاً لمقاتلي "لواء درع الساحل"، وفق المصادر المحلية.
استهدفنا صواريخ بحرية
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي أن "الغارات الجوية استهدفت مستودعات أسلحة في منطقة اللاذقية كانت تحتوي على صواريخ أرض-بحر تمثل تهديداً لحرية الملاحة البحرية الإسرائيلية والدولية"، كما أشار البيان إلى تدمير "مستودعات لصواريخ أرض-جو كانت قيد الإعداد"، من دون ذكر المزيد من التفاصيل حول المواقع المستهدفة.
يذكر أن إيران أنشأت منذ عام 2017، عبر الحرس الثوري وفيلق القدس، سلسلة من معامل تصنيع وتطوير الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى داخل الأراضي السورية، خصوصاً في محافظات طرطوس، واللاذقية، وحمص، لتقليل الاعتماد على خطوط الإمداد الخارجية ولتأمين وجودها قرب الساحل السوري.
وكانت منطقة معامل الوهيب من أبرز النقاط التي استُخدمت لتخزين أو تطوير قطع صاروخية ضمن منشآت تحت الأرض، وجرى تمويهها كمناطق صناعية مدنية.
وقد رُصد نشاط مرتبط بـ"الحرس الثوري الإيراني" و"حزب الله اللبناني" في هذه المواقع، وتم استهداف بعضها مراراً خلال السنوات الماضية بغارات إسرائيلية.
من هو لواء درع الساحل؟
يُشار إلى أن "لواء درع الساحل، تأسس" في شباط/ فبراير 2025، على يد مقداد لؤي فتيحة، المعروف بلقب "أبو جعفر"، وهو ضابط سابق في الحرس الجمهوري خلال عهد المخلوع بشار الأسد.
وارتبط اسم فتيحة، المنحدر من مدينة جبلة، بارتكاب انتهاكات واسعة خلال الثورة السورية، وظهر في صور ومقاطع مصورة وهو يمثل بجثث مدنيين ويحمل رؤوساً مقطوعة، وفقاً لتوثيقات نشطاء ومواقع سورية.
وبعد سقوط النظام، أسس فتيحة مليشيا مسلحة، ووجّه سلاحه هذه المرة نحو الدولة السورية الجديدة، مستهدفاً قوات الأمن الداخلي ووزارة الدفاع، لا سيما في اللاذقية وطرطوس، وأعلن فتيحة عبر فيديو منشور على صفحته عن "التمرد على الحكومة السورية"، لافتاً إلى التحالف مع تشكيل جديد يُدعى "جبهة المقاومة الإسلامية – أولي البأس"، مدعوماً من أطراف روسية، على حد تعبيره.
ونفذت قواته بالتعاون مع فلول الحرس الجمهوري السابق هجمات منسقة استهدفت، عناصر الشرطة وقوات الأمن الداخلي، وموظفي وزارة الدفاع، ومدنيين من محافظات إدلب وحلب،
وأسفرت تلك العمليات عن مقتل نحو 75 عنصراً أمنياً، وأسر ما يزيد عن 200، إضافة إلى عشرات الإصابات بين المدنيين، بينهم صحافيون.
وباشرت الحكومة السورية لاحقاً عملية مضادة لاستعادة هذه المواقع، بدعم من وحدات وزارة الدفاع والأمن العام، وتمكنت من احتواء التقدم جزئياً.
وظهر فتيحة أخيراً في فيديو يرتدي فيه لباساً أمنياً، وهدد بـ"تفجير الطرقات وإعدام الأسرى" إن لم تنسحب الدولة من قرى الساحل، كما هدد فيه بشن سلسلة اعتقالات وهجمات إذا لم تُفرج الحكومة عن معتقلي فصيله.