من ضربات اليمن الى القرار ١٧٠١... المخاض العسير

عاد المشهد الاقليمي الى الواجهة ليستكمل رسم خارطة الشرق الاوسط الجديد بدءًا من غزة وصولًا الى اليمن مرورًا بلبنان وسوريا. فبعد أن أطلق الرئيس الاميركي دونالد ترامب أكبر عملية عسكرية أميركية في الشرق الأوسط منذ عودته إلى البيت الأبيض على الحوثيين، انهار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي بدأ سريانه في 19 كانون الثاني الماضي بعد شنّ غارات جوية موسّعة على القطاع.

هذا التطور دفع بالحوثيين للتنديد بعودة الحرب الى القطاع وهددوا بـ"استئناف عملياتهم ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وقبالة ساحل اليمن"، الامر الذي ينذر بإمكانية عودة عقارب الساعة الى الوراء وما نتج من تطورات درماتيكية استباحت كل الساحات بما فيها الساحة اللبنانية.

رسالتان تحملهما إذًا التطورات في البحر الاحمر والتي أتت بالتزامن مع تصنيف واشنطن للحوثيين كمنظمة إرهابية، الاولى موجّهة للحوثيين أنفسهم لردع العمليات ضد السفن وبالتالي تأمين حركة الملاحة، والثانية موجّهة لإيران مباشرةً مفادها أن الولايات المتحدة الاميركية لن تتردد في استعمال العنف من أجل إضعاف نفوذ إيران وبالتالي الوصول الى تسوية دبلوماسية في الاتفاق النووي.

من جهة أخرى، يرى مراقبون أن ضرب الحوثي لاسيّما بعد التطورات الاخيرة يمثل ضغطًا أميركيًا ودوليًا إضافيًا على حزب الله لتسليم سلاحه وبالتالي استكمال تطبيق القرار 1701 على كامل الاراضي اللبنانية والمرتبط مباشرةً بالمساعدات المالية لإعادة الاعمار.

وفي هذا السياق، يؤكد مصدر سياسي مطلع على التطورات عبر Kataeb.org أن هناك قرارًا دوليًا واضح المعالم بتفكيك أذرع إيران في المنطقة، بدأ بحركة حماس انتقل الى حزب الله واليوم أتى دور الحوثيين للقضاء على قدرتهم العسكرية، وبالتالي محاصرة إيران من كل الجهات وسحب كل أوراق تفاوض من يدها لتطويعها من أجل القبول بالشروط الاميركية إما شنّ ضربة عسكرية عليها.

وأعرب المصدر عن اعتقاده أن حماس ذاهبة باتجاه الانسحاب من غزة سياسيًا وعسكريًا، أما حزب الله فسيدخل بسبات عميق لسنوات طويلة لمحاولة ترميم قدراته، مشيرًا الى أن إيران تدرك خطورة الوضع وهي تميل للتفاوض خصوصأ بعد خسارة الساحة السورية، ومع ضرب الحوثي تكون قد سقطت آخر ورقة تفاوض بيدها.