تطالب اوساط سياسية مراقبة بضرورة وضع معايير ومواصفات لمن يمكن ان يُطلق عليه لقب "شهيد الوطن" كما هي حال شهداء الجيش، خاصة وان هؤلاء يتقاضون تقديمات اجتماعية مالية وصحية وغيرها. وتبدي بعض الاوساط خشية من ان يستغل البعض،  عنصر فائض القوة المتوافر راهنا، لإدخال الضحايا من مقاتليه في لائحة شهداء الوطن وان يسيء آخرون في هذا الموضوع بحيث يشوهون هدفه النبيل. وفي هذا الاطار طالب اهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت بإصدار تشريع لاعتبار هؤلاء شهداء الوطن كما هي حال شهداء الجيش. فما هي مواصفات الشهيد في التصنيف الوطني اللبناني ومن يحق له ان يدرج في هذه الخانة؟ 

العميد الركن الدكتور هشام جابر قال لـ"المركزية": "من يموت في الكوارث الطبيعية لا يعتبر شهيد الوطن بل ضحية، ويمكن للدولة أن تساعد عائلته من خلال الهيئة العليا للاغاثة او وزارة الشؤون وغيرها، اما شهيد الوطن فكلمة كبيرة، وتُرتّب على الدولة تعويضات للورثة وتعليم الاولاد وتتقاضى عائلته معاشه التقاعدي، وغيرها من التقديمات". 

أضاف: "شهداء الوطن هم شهداء القوات المسلحة الذين يقضون أثناء تأدية الواجب. ولا يعتبر العسكري شهيداً في حال قضى نتيجة حادث سير وهو خارج الخدمة، لكن في حال تدهورت سيارته او قتل برصاصة وهو في طريقه لتأدية واجب معين يُعتبر شهيد الوطن، وهذا لا خلاف عليه سواء اكان من الجيش او من قوى الامن الداخلي او الامن العام او كل القوى المسلحة".

ولفت جابر، الى "ان في مرحلة معينة، ولو معنوياً وليس ادارياً، تمّ اعتبار من قتلوا في الحرب شهداء الوطن، هذه الصفحة طويت، وكل من قتل دفاعاً عن منزله وقريته ايضاً، لكن اعتقد ان من مات مع المقاومة لا يعتبر شهيد الوطن". 

وأوضح "ان شهداء المرفأ يختلف وضعهم، فالبعض منهم كانوا في منازلهم وماتوا فهم من الضحايا، لكن رجال الاطفاء الذين كانوا يقومون بواجبهم في المرفأ هم شهداء الوطن"، لافتاً الى "ان لا يمكننا ان نقرر عشوائيا، الامر يحتاج الى عملية فرز كبيرة لنرى هذا الشخص ما الذي كان يفعله وقت انفجار المرفأ، هل كان ماراً بسيارته ام كان يؤدي واجبا معينا ام هو موظف في المرفأ او في الدفاع المدني، الامر يختلف بين شخص وآخر". 

وتابع : "في الجيش ثمة تراتبية حتى في الشهداء، هناك شهداء الواجب وشهداء ساحة الشرف، والفرق بينهما كبير. فشهيد الواجب هو من تعرض لحادث عرضي اثناء تأدية الواجب أكان يقوم بعملية امنية او مع العدو في الداخل او الخارج. أما شهيد ساحة الشرف فهو من مات اثناء قتال العدو كالعسكريين الذين قتلوا على يد الارهابيين في جرود عرسال مثلاً، ويعتبر بطلا ويحوز على تكريم وتعويض اكبر من شهيد الواجب". 

وختم: "يقتضي تشكيل لجنة نزيهة مؤلفة من نحو عشرة اشخاص كفوئين من عسكريين واختصاصيين في الشؤون الاجتماعية ومن الجمعيات ومن مختلف فئات الوطن، تضع مبادئ وشروط ومعايير شهيد الوطن، ويتم اعتمادها وتصنيف من يكون شهيد الوطن او شهيد ساحة الشرف او شهيد الواجب. وليس بالضرورة ان يكون عسكريا فقد يكون مثلاً موظفا في وزارة الصحة او في الدفاع المدني او الصليب الاحمر وقتل خلال اداء الواجب، فلماذا نميز بين مواطن وآخر. الواجب هو واجب، من يقوم بواجبه الوطني ويموت هو شهيد الوطن".