المصدر: اللواء
الكاتب: معروف الداعوق
الأربعاء 19 آذار 2025 08:00:34
ليست مصادفة ان تندلع الاشتباكات المسلحة على حدود لبنان الشرقية مع سوريا، ولاسيما في المناطق المقابلة لبلدة الهرمل،والتي تعتبر الشريان الحيوي الأساس للمعابر غير الشرعية لحزب الله، ومن خلالها كانت تهرب جميع الممنوعات، من الاسلحة على اختلافها، البضائع والمحروقات، المخدرات والاموال النقدية من ايران وغيرها، وتتمركز على جانبيها مواقع حزبية مسلحة لتأمين الحماية الامنية اللازمة، لمنع التعديات من اي كان وتسهيل انتقال البضائع المهربة بسلاسة، بل كانت متوقعة بعد سقوط نظام بشار الاسد وحدوث جملة تبدلات اساسية ابرزها:
- إغلاق معظم المعابر غير الشرعية،بعد سقوط نظام بشار الاسد منذ ما يقارب الثلاثة أشهر، بعد تمركز عناصر امنية تابعة للإدارة السورية الجديدة، في الجهة المقابلة للحدود اللبنانية من هذه المعابر، ما قلَّص إلى حدٍ كبير عمليات التهريب المعتادة سابقا، وانقطع معه شريان التواصل الاستراتيجي القائم، بين إيران والعراق وسوريا ولبنان، ما ألحق ضررا فادحا بالحزب، لاسيما مع الإجراءات والتدابير الامنية التي اتخذت على المعابر الشرعية اللبنانية.
- هروب عشرات الالاف من المليشيات الشيعية المختلطة،والموالين لايران وحزب الله مع عائلاتهم، من الداخل السوري،وبعض سكان المناطق المحاذية للحدود الشرقية، الى البقاع الشمالي، وتوزعوا على بلدات وقرى هذه المنطقة، وما يزالون حتى اليوم، واصبحوا يشكلون عاملا لعدم الاستقرار، يحركهم النظام الايراني، حسب مصالحه وخططه.
- صدور تهديدات متواصلة من رأس النظام الايراني وأركانه، تبشر بانتفاضة السوريين على النظام السوري الجديد المعادى لايران، والسعي لاعادة عقارب الساعة إلى الوراء، تمهيدا لنظام موال لطهران، يعيد وصل الشريان المنقطع معها عبر العراق كما كان يحصل سابقا.
كل هذه الوقائع والمتغيرات، شكلت عناصر مؤاتية لتفجير الاوضاع على الحدود الشرقية، وبعث أكثر من رسالة ايرانية لكل من لبنان والادارة السورية الحالية واهمها، إظهار مدى التاثير الايراني المتواصل بالمنطقة، بالرغم من تراجع قوة حزب الله بفعل الحرب الإسرائيلية ضده في لبنان وسقوط نظام بشار الاسد، والقدرة على توتير الاوضاع بين لبنان والادارة السورية الجديدة، ووجوب أخذ هذا الواقع بعين الاعتبار في مقاربة الملفات والقضايا المطروحة، ان بخصوص علاقة دمشق مع طهران، او في معالجة مشكلة سلاح حزب الله بالداخل اللبناني.
ما حصل يرتب مسؤولية مشتركة على الادارة السورية الجديدة، وعلى السلطة في لبنان، لنزع اللغم الايراني من على الحدود اللبنانية السورية المشتركة، ومنع تفجيره وتمدده لمناطق اخرى.