مهام استراتيجية.. كيف قاد الطبطبائي عملية ترميم صفوف حزب الله قبل اغتياله؟

كشفت معلومات استخباراتية عربية وإسرائيلية أن هيثم علي الطبطبائي، قائد أركان ميليشيا حزب الله الذي قُتل مؤخرًا في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، كان يتولى قيادة مهمة حيوية لتعويض النقص في مقاتلي الميليشيا الذين سقطوا خلال الحرب، إلى جانب الإشراف على تأمين الصواريخ والأسلحة عبر شبكات تهريب برية وبحرية.

وأفاد مسؤولون عرب وإسرائيليون بأن جهود الطبطبائي ساعدت ميليشيا حزب الله بشكل كبير في تعويض أكثر من 2500 مقاتل فقدهم الحزب خلال الحرب.

وقال المسؤولون العرب إن الطبطبائي، قبل مقتله، كان يسعى لترسيخ نظام تدريب لقادة الوحدات البدلاء، لضمان استمرار عمل المقاتلين دون توقف في حال فقدان قادتهم، كما حدث في خريف العام الماضي.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن معلومات استخباراتية عربية وإسرائيلية تكشف أن ميليشيا حزب الله المدعومة من إيران تعيد تخزين صواريخ ومدفعيات وصواريخ مضادة للدبابات، حيث تصل بعض هذه الأسلحة عبر الموانئ البحرية ومسارات تهريب ضعيفة لكنها ما تزال فعّالة عبر سوريا، بينما يتم تصنيع بعضها محليًا على يد الحزب نفسه. بإشراف الطبطبائي.

وقال يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق: "إن اغتيال الطبطبائي رسالة إلى جميع قادة حزب الله والحكومة اللبنانية. لقد وعدوا بنزع سلاح حزب الله، لكنهم لم يفعلوا. عليهم أن يفهموا أنه إن لم يفعلوا، فإن إسرائيل ستفعل". 

وأضاف: "كان الطبطبائي العقل المدبر وراء العملية بأكملها، إذ أشرف على عمليات التهريب من سوريا، وإعادة بناء المنشآت في لبنان، وتدريب مجندين جدد، وكل هذه الجهود كانت تحت قيادته وسيطرته المباشرة".

وأعلنت إسرائيل ومن بعدها ميليشيا "حزب الله" نجاح الضربة التي نفذها الجيش الإسرائيلي الأحد وأسفرت عن مقتل الرجل الثاني في الحزب هيثم الطبطبائي. 

وأعلن "حزب الله" أن الغارة الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 4 من كوادره، قتلوا برفقة الطبطبائي، في الضربة التي هزت الضاحية الجنوبية لبيروت.

الطبطبائي ليس مجرد قيادي، بل هو العقل العسكري وراء قوات النخبة وشارك في إعادة بناء القدرات العسكرية للحزب إلى جانب القيادي محمد حيدر.

كما قاد سابقاً قوة "الرضوان" التي شاركت في عمليات داخل سوريا، ويُعرف بأصوله الإيرانية؛ فالطبطبائي من والد إيراني وأم لبنانية ويقيم في لبنان منذ الولادة.