لفت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى اغتيال قاسم سليماني الى انه خلافاً لما يدّعيه "العدو" فإن المقاتلين ما زالوا يقاتلون عند الحدود عند الشريط الشائك معتبرا ان تضحيات هؤلاء لن يكون لها إلا النتائج المحمودة التي ستعود بالخير على كل المنطقة.

واشار الى ان قاسم سليماني الشهيد يلاحقونه حتى ضريحه ونراه في كل ساحاتنا ووجوه مقاتلينا مؤكدا ان سليماني "حاضر في المعركة بقوة" على الرغم من مقتله.

وأشاد بمحوره بالقول: "في تجربة محور المقاومة لا يوجد عبيد بل يوجد فقط السادة الشرفاء ومحور المقاومة يلتقي على رؤية استراتيجية واضحة حيث الأعداء والأصدقاء محددون والأهداف واضحة وفي محور المقاومة لا يملي أحد على أحد شيئاً وكلٌ يتخذ القرار بما ينسجم مع الرؤية الإستراتيجية ومصلحة بلده".

وزعم ان إيران لا تفرض شروطها علينا وتجربة "محور المقاومة" كسرت نظرية التبعية للدولة التي تقدم الدعم   مشيرا الى ان إيران لم تطلب من الحوثيين فتح جبهة في البحر الأحمر ولا من حزب الله في جنوب لبنان.

وقال:" من نتائج عملية طوفان الأقصى إعادة احياء القضية الفلسطينية بعد أن كانت تُنسى وتُصفّى وفرض البحث من جديد في كل أنحاء العالم عن حلول، من نتائج طوفان الأقصى ارتفاع مستوى التأييد للمقاومة وخيار المقاومة داخل الشعب الفلسطيني وعلى مستوى الأمة، من نتائج عملية طوفان الأقصى وما بعدها سقوط صورة إسرائيل في العالم التي عمل عليها الاعلام الغربي ولهذه النتيجة تأثير كبير على معادلات الصراع في المنطقة".

واذ رأى نصرالله ان ما جرى خلال الأشهر الثلاثة الماضية وجّه ضربة قاصمة لمسار التطبيع، قال:" أمام هول ما جرى في غزة فانقلب السحر على الساحر، فاستطلاعات الرأي الأميركية تفيد بأن أكثر من 50 بالمئة من الشباب الأميركي يقول إنه يجب تفكيك دولة إسرائيل وإعادة كل أرض فلسطين للشعب الفلسطيني".

وكشف ان المقاومة في لبنان عندما فتحت هذه الجبهة لم تكن مردوعة وهي اليوم أكثر جرأة واستعدادًا للاقدام .

ورأى ان اسرائيل ستزول في حال فقدت أمنها لأن صلتها بالأرض منافقة و"ان شاء الله" لن تستطيع تحقيق أهداف الحرب على غزة.

وذكر نصرالله ان أرض فلسطين من البحر إلى النهر هي فقط وفقط للشعب الفلسطيني وقال:" إن كنت ضعيفا فلا يحميك العالم ولا يبكي عليك وان كنت قويا تفرض قوتك على العالم" مشيرا الى ان ما حصل في غزة أثبت أن النظام الدولي والمؤسسات الدولية والمجتمع الدولي ليس قادرًا على حماية أي شعب وهذا عبرة لنا جميعًا.

أضاف:" طوفان الأقصى وضع "إسرائيل" على طريق الزوال أما العروش العربية فلتحفظ نفسها."

ولفت نصرالله الى اننا فتحنا الجبهة في جنوب لبنان إسنادا لقطاع غزة مع مراعاة المصالح الوطنية مؤكدا ان الحرب مع لبنان مُكلفة وباهظة وتُهدد وجود إسرائيل.

وقال ان فتح "حزب الله" الجبهة في الجنوب منع الحرب على لبنان معتبرا ان مسارعة دخول جبهة لبنان إلى المعركة أفقدت الجيش الإسرائيلي عنصر المفاجأة وأوصلت رسالة مفادها أن المقاومة شجاعة وليست مردوعة أو لها أي حسابات في الدفاع عن بلدها.

أضاف:"الحرب على لبنان منعها أمران، الأول الإسراع بفتح الجبهة من قبل المقاومة، الثاني هو قوة المقاومة وشجاعتها وثباتها في لبنان".

ووصف اغتيال القيداي في حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية بالخطير جدا وقال:" نقاتل على الجبهة حتى اللحظة بحسابات مضبوطة وفي حال شن الاحتلال عدوانا علينا سيكون قتالنا مفتوحا بلا سقوف وحدود وقواعد وضوابط".

أضاف:"عندما وعدنا بالرد على أي اغتيال إسرائيلي لم يكن هناك حرب ولكن مع ذلك قتل العاروري سنردّ عليه".

وتابع نصرالله:" لسنا خائفين من الحرب مع إسرائيل ومن يفكّر في الحرب معنا سيندم فالحرب معنا مكلفة جداً جداً لان مقتضى المصلحة الوطنية اللبنانية هي أن نذهب في الحرب الى النهاية".

وتوجّه نصرالله للإسرائيليين بالقول:" جريمة إغتيال العاروري أمس لن تمرّ من دون عقاب وبيننا وبينكم الميدان والأيام والليالي  ".