في مهمة متعدّدة الاهداف، على صلة بتطورات الوضع في غزة، يصل الموفد الرئاسي الفرنسي جان- ايف لودريان الى بيروت مساء غد، لاجراء سلسلة من اللقاءات، تمتد حتى يوم الجمعة المقبل.
ويحمل لودريان الآتي من المملكة العربية السعودية الى بيروت، سلسلة دعوات ونصائح، مستفيداً من اعادة تقييم ما حصل منذ زيارته الأخيرة الى لبنان قبل أكثر من شهرين.
واستناداً الى مصادر فرنسية، فإن المفاوضات المقبلة حول مصير الأوضاع في غزة، ستشمل جنوب لبنان، وهذا الامر يستدعي انتخاب رئيس جديد للجمهورية ليكون لبنان جاهزاً للجلوس الى الطاولة.
وحسب المعلومات الفرنسية، فإن الجانب الاسرائيلي، وفي اطار تنفيذ القرار 1701، لنزع الذرائع من امام حزب الله، لان ما جرى في الميدان فرض ربطاً في وقائع الحرب، والاهداف البعيد، التكتيكية والاستراتيجية، في ضوء النزوع الدولي، الى المفاوضات حول ما بعد الحرب، سواء في ما خصَّ حل الدولتين، او إحياء القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن، في ما خص المبادرة العربية والسلام العادل والشامل.
وتتخطى مهمة لودريان النصائح بضرورة تجنب توسيع الحرب، الى ضرورة اعادة بناء المؤسسات، بدءاً من رئاسة الجمهورية الى تكليف رئيس جديد للحكومة الى تشكيل حكومة تضم كافة الاطراف المعنية والممثلة في المجلس النيابي، ليتمكن لبنان من الجلوس الى طاولة المفاوضات.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن زيارة لودريان تتصل بشقين الأول التأكيد على أهمية تجنيب لبنان الدخول في الحرب والثاني رئاسي واستطلاع إمكانية تحريك الملف الرئاسي في حين أن لقاءاته المرتقبة من شأنها أن تعطي الجواب عما إذا كان الأفرقاء على استعداد لأستئناف البحث بالملف والتوجه نحو الحل، مع العلم أن لودريان لا يحمل معه أي معطى جديد أو أسماء للتداول بها، في حين يبقى طرح الخيار الثالث مستندا للبحث انطلاقا مما طرحه الموفد القطري قبل تطورات غزة والجنوب.
وقالت هذه المصادر أن مهمة لودريان الجديدة ان جاز القول هي البداية وبناء على ما يسمعه يتمكن من تكوين فكرة عن مرحلة العمل المقبلة.
إلى ذلك، رأت المصادر أن الموفد الفرنسي لن يتدخل في موضوع قيادة الجيش لكنه قد يستفسر عما يجري وأكدت أن التمديد للعماد جوزف عون هو الخيار الذي يتمسك به البطريرك الماروني بعدما قال كلمته في هذا الملف.
وفي المعلومات أن الموفد القطري جاسم آل ثاني (أبو الفهد) زار بيروت، وأجرى جولة أفق، تم عاد الى الدوحة، على أن يواصل السفير القطري في لبنان اتصالاته، تمهيداً لاستئناف الوساطة القطرية حول الرئيس العتيد.
وتتزامن عودة لودريان مع تحرك رئاسي فرنسي في الشرق الأوسط، اذ يزور الرئيس ايمانويل ماكرون دولة الامارات العربية المتحدة، ومن غير المستبعد ان تشمل الجولة المملكة العربية السعودية وقطر.
وفي اطار التشاور الفرنسي- العربي، التقت وزيرة خارجية فرنسا كولونا نظيرها المصري سامح كريم، وكذلك السعودي الأمير فيصل بن فرحان، خلال المشاركة في المؤتمر الاتحاد من اجل المتوسط في برشلونة.
وفي اطار الحركة اللبنانية، التقى الرئيس نجيب ميقاتي في اسطنبول الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
ويعقد مجلس الوزراء جلسة الاربعاء المقبل، ويمكن عقد جلسة ايضاً الخميس للبحث في جدول اعمال، لا يشمل موضوع حسم وضع بقيادة الجيش.
وفهم ان موضوع التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون ليس سالكاً لتاريخه، لا عبر الحكومة لا عبر مجلس النواب.
كشفت مصادر سياسية مواكبة للاتصالات الجارية لحل مشكلة التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، ان عقدة رفض رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لهذا التمديد، تراوح مكانها ولم تؤد الاتصالات الجانبية لحلحلة هذه العقدة المتبقية، بل على عكس ذلك تماما، فقد زاد الاخير من وتيرة معارضته لخيار التمديد لبقاء العماد عون في منصبه، وتمسكه بطرحه الداعي لتسلم الضابط الاقل رتبة في التراتبية العسكرية لتسلم مهمات القيادة، لحين انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتعيين قائد للجيش، واصفا كل التبريرات والاسباب الداعية للتمديد، بأنها ليست واقعية ولا مقنعة للسير فيها.
واشارت المصادر إلى ان باسيل، أبلغ مقربين منه أنه سيستمر برفض التمديد لقائد الجيش، ولو بقي وحيدا، بالرغم من تأييد معظم الاطراف السياسيين لهذا الخيار، وتأييد البطريرك الماروني بشارة الراعي ايضا، واصفا علاقته وتحالفه مع حزب الله بانه ليس شاملا كل الملفات والقضايا، بل هو على القطعة كما وصفه، ولذلك فهو غير ملزم بالموافقه على التمديد لقائد الجيش، إذا سار الحزب بهذا الخيار اخيرا.