المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: شربل مخلوف
الاثنين 11 تشرين الثاني 2024 17:55:41
شن رجل الأعمال سامر كبارة صهر رئيس مجلس النواب نبيه بري هجوما عنيفا على قائد الثورة الاسلامية في إيران علي الخامنئي عبر منصة "إكس"، حيث قال: " يا خامنئي، لقد تاجرت بأرواح اللبنانيين وممتلكاتهم وأرزاقهم، وأسلحتكم الفاشلة لم توقف مجازر العدو الصهيوني، ولم توقف تدمير الجنوب والضاحية وبعلبك، ولم تحمِ حتى من ناصرك. الجهاد في سبيل الله اجتهاد له توازناته العلمية والدينية والعسكرية ، والمقاومة هي في الاقتصاد والقدرة المالية والثقافة والإبداع! لبنان لن يكون سلعة تفاوض لبقاء نظام خارج التاريخ والحاضر والمستقبل. من يقاتل في الجنوب يقاتل دفاعًا عن أرضه وعرضه، يقاتل دفاعًا عن كرامته وكرامة شعبه وليس عن مشروعك الفارسي وكرامة الإيرانيين! لبنان يريد وقف إطلاق النار وتطبيق ١٧٠١ ، اما انت تريد انتصار مشروعك الفارسي كي تفاوض على بقاء ما تبقى منه على حساب دماء اللبنانيين. كف". !
ويأتي هذا الهجوم بعد تصريحات لخامنئي كان أعلن فيها ان "النضال المستمر اليوم بكل قوة في لبنان وغزة وفلسطين سيؤدي قطعاً إلى انتصار جبهة الحق وجبهة المقاومة، كما يُفهم ذلك من التطورات والوعد الإلهي" ، مضيفا: " حزب الله قوي. رغم ان البعض في لبنان وأماكن أخرى، يزعمون أن حزب الله قد ضعف، لكنهم مخطئون، وواهمون، فهو قوي، وهو يقاتل".
مواقف كبارة كانت لتفهم عادية وطبيعية لو انه فقط لم يكن صهر الرئيس بري ، لكن والحال هذه لا بد من التساؤل عن خلفيات وابعاد الهجوم على الخامنئي وما الرسائل التي اراد او أُريد ان يوصلها "الصهر".
يقول النائب غسان سكاف لـ "المركزية" أن بري هو الوحيد الذي يستطيع أن يوضح طبيعة المواقف التي أطلقها صهره سامر كبارة مؤخرا تجاه ايران ولكن كل ما نعرفه أن هناك انقساما داخل البيئة الشيعية بشكل خاص، وفي البلد بشكل عام بالنسبة إلى الحرب القائمة في لبنان، فحزب الله سلم الرئيس بري مهمة التفاوض على وقف إطلاق النار وبالتالي ما زال الحزب يتكلم ويقول أن الكلمة هي للميدان،هذا الكلام هو للحفاظ على بيئته وموقعه وقوته، ولكنه لا يعني أن الجميع داخل البيئة الشيعية يؤيدون ما يقوم به الحزب".
وعن مواقف كبارة يشير إلى أنه يعبر عن رأيه الشخصي. وهذا يدل على أن داخل البيئة الشيعية ليس من رأي واحد بل تعدد اراء والكثير من التجاذبات، لافتا إلى أن آلألة العسكرية لدى حزب الله استعادت اخيرا بعضا من قوتها من خلال إطلاق الصواريخ والمسيرات ولكن يجب عدم التقليل من حجم الضربات الإسرائيلية التي تعرضت لها الضاحية وصور والنبطية وبعلبك بالاضافة إلى جرف أكثر من 37 قرية جنوبية واحتلالها .
ويضيف: " رمزية هذه المدن تدل على أنها تمثل القدرات الاقتصادية للطائفة الشيعية وهذا ما يقسم هذه الطائفة بين مؤيد لما يقوم به حزب الله ومعارض لما يستمر الحزب في القيام به.ويضيف: المؤتمر الصحفي الذي عقده مسؤول الإعلام في الحزب محمد عفيف تضمن الكلام نفسه الذي قاله الشيخ نعيم قاسم لجمهور حزب الله لا بل هو نسخة طبق الأصل ، فقاسم تحدث عن إكمال المسار التصعيدي والاستمرار في الحرب غير آبه بما يحصل داخل الطائفة الشيعية ، فكلما زاد الدمار والخراب والقتل سنرى ردات فعل وذلك من خلال ظهور معارضين داخل الطائفة الشيعية".
ويختم: " لا نستغرب إصرار من هم في موقع المسؤولية في إيران على المضي في التضحية بالطائفة الشيعية في لبنان مقابل أهداف غير واضحة، وكما بات معلوما ايران ستقاتل حتى آخر شاب شيعي في لبنان، وما قاله كبارة في هذه المرحلة هو تعبير عن رأيه ويحتاج بالتالي الى الكثير من التمعن لمعرفة اهدافه".
أما عضو تكتل الجمهورية القوية النائب نزيه متى فيقول لا يمكن الجزم في طبيعة وابعاد المواقف التي أطلقها صهر دولة الرئيس بري تجاه القيادة الايرانية وما اذا كانت شخصية أو بناء على تعليمات أعطيت له ولا يمكن الجزم استتباعا بأن بري يحاول من خلال هذه المواقف أن يوجه رسائل مباشرة إلى إيران او يحاول الخروج من كنف المقاومة وخلع عباءتها تدريجيا .