المصدر: الأنباء الكويتية
الكاتب: عامر زين الدين
الاثنين 10 آذار 2025 01:19:24
تلقي الأحداث المتسارعة في سورية بثقلها على الواقع الدرزي العام، وتنعكس نتائجها في شكل مباشر على الطائفة في لبنان. وستكون محطتا إحياء ذكرى كمال جنبلاط الأحد المقبل، والإفطار الرمضاني الجامع في دار الطائفة بدعوة من مشيخة العقل 21 الجاري، كفيلتان بتظهير المواقف السياسية والروحية، بالنظر إلى انخراطها بين البلدين.
وبمعزل عن الانقسامات التي أبرزتها التطورات السورية الأخيرة، لفتت التصريحات اللبنانية الدرزية إلى الفجوة العميقة بين مسؤوليها، والتباينات الواضحة إزاء تقدير مآلاتها على واقع ومستقبل الطائفة.
وبينما تنتظر القيادات الروحية في «جبل العرب» ومحافظة السويداء تحديدا ملامح المسار الذي ستنتهي عليه تلك التطورات، علمت «الأنباء» ان رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط أجرى سلسلة اتصالات بعدد من المرجعيات والمسؤولين، واستثنى منها الرئيس الروحي للطائفة في السويداء حكمت الهجري، معلنا عن زيارة مرتقبة له للرئيس السوري أحمد الشرع.
النائب السابق طلال ارسلان أجرى بدوره اتصالات مع المراجع المعنية، داعيا بحسب بيان للحزب «الديموقراطي»، إلى «تعزيز الوحدة الدرزية ومواجهة التحديات المشتركة وتثبيت الهوية العربية». في حين ان الوزير السابق وئام وهاب شدد، وفقا لمنشور له عبر حسابه على منصة «إكس» وبشكل مناقض تماما لجنبلاط وارسلان، على «عدم الثقة بالسلطة»، داعيا الدروز إلى «التمسك بالسلاح أمام المجازر الحاصلة».
وزير سابق حذر عبر «الأنباء» من تداعيات الاختلافات في الرأي الحاصلة لبنانيا في مقاربتها للواقع الدرزي في سورية، ومن نتائجها السلبية على مستوى الطائفة ككل. واعتبر ان من شأنها إضعاف دور الطائفة بشكل عام. ودعا «إلى ضرورة مقاربة موحدة تضع الحسابات الشخصية جانبا، والتطلع إلى ما يعزز الوحدة، لتجاوز الفترة الدقيقة التي تمر بها الطائفة مرحليا، وإعادة تثبيت الارتباط الوثيق بين أبناء المجتمع التوحيدي».
وكشف الوزير السابق ان «الأيام والأسابيع المقبلة، ستشهد تطورات تكاد تكون أكبر بكثير، ويفترض التعاطي معها بمنطق المقياس الواقعي لمجرى الأحداث، التي تنبئ بمراحل جديدة تساق اليها طوعا أو جبرا، وتتصل بالخريطة الجغرافية».
وكان رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب تيمور جنبلاط بدأ قبل فترة جولات مع عدد من نواب كتلة «اللقاء الديموقراطي» على مراجع روحية في الطائفة الدرزية، لوضعها امام المخاطر المتأتية جراء «المشاريع التقسيمية المعلنة» بحسب الجغرافية الإسرائيلية، على مسافة أسبوع من إحياء الذكرى الـ48 لاغتيال جده كمال جنبلاط. وتحدثت مصادر قيادية في «التقدمي»، عن اتخاذ وليد جنبلاط في المناسبة «مواقف جديدة وبارزة جدا، تتناول الواقعين السياسي العام والشخصي المتعلق بالزعامة الجنبلاطية الأحد المقبل».