موسم الأعياد يعيد الحياة إلى شوارع لبنان.. وانتعاش تجاري

يترقّب لبنان موسم الأعياد في جميع المناطق ليشمل عيد الميلاد ورأس السنة بكلّ حماس، بعد وقف إطلاق النار ما بين إسرائيل وحزب الله. ولا يسعنا التكلم عن الأعياد من دون أن نذكر الأولاد وهداياهم. فهل هناك إقبال على شراء الألعاب للأولاد بعد كل هذه الصراعات التي عشناها؟ خصوصا ان موسم الاعياد في كانون الاول يشكل ٢٣ في المئة من نسبة التشغيل العام خلال السنة .


لا يختلف اثنان على أنّ البترون هي الاولى من حيث الزينة الرائعة في عيد الميلاد، لذلك لُقّبت بـ"عاصمة الميلاد" 3 مرّات على التوالي، بعد تنافسها مع باقي المناطق اللبنانية. ومع اقتراب الأعياد، تتحوّل دائمًا إلى لوحةٍ مزخرفةٍ بألوان العيد التي تطغي ساحاتها الرئيسية واحياءها وأزقتها. وتُجدّد نفسها في كل عامٍ من مثل هذه الأيام لتكون الأفضل.

 

وفي في جولةٍ قامت بها الدّيار في شوارع البترون الضيقة، بسياراتها الصغيرة التي تسير على الكهرباء، يستقبلك سائقها بأحلى استقبال ويرشدك على المعالم الأثرية وتاريخها. عن يمينك تسمع الموسيقى الميلادية وعن يسارك الناس "الدّبيكة". وعند وصولك لساحة البترون، منهم من يتصوّر مع بابا نويل ومنهم من يتصّور مع الدباديب الكبيرة وشخصيات معروفة من الرسوم المتحرّكة.

أصوات الكنائس والقداديس تعمّ المكان، وأفضل ما في الموضوع أنّ جميع الطوائف تحتفل مع بعضها البعض، وتعيش هذا الزمن بحبٍ وسلامٍ في زمنٍ صعبٍ عاشه اللبنانيون منذ حوالى الخمس سنوات.كما أنّه يتم تنظيم نشاطات مجانية مختلفة ترضي الكبار والصغار بعد تنظيمٍ تم تحضيره بالتعاون مع البلدية ولجنة مهرجانات البترون على مدى أيامٍ.


أمّا الزحمة التي تشهدها المنطقة، تتطلب تحديدًا في هذا الموسم من زوارها أن يمارسوا هواية السير على الأقدام سيّما في شوارعها الضّيقة. وكل شارع من شوارع البترون يستوقفك لأخذ صورةٍ تذكاريةٍ مميزة


على امتداد الساحة، تتوزّع بسطات الخشب بينها ما يعرض أعمالًا حرفيةً ولوحات فنية ومونة لبنانية على أنواعها، بما فيها المربيات والكشك والدبس والعسل. بالإضافة إلى الأكسسوارات والحلي وأشغال الحياكة والصوف. ولا نستطيع أن ننسى طبعًا أكشاك الأكل والمشاوي والحلوى.


وما ميّز البترون هذا العام عن باقي الأعوام، استديوهات التصوير الخاصة، التي تستقبل العائلات لالتقاط الصور التذكارية أمام خلفيات زُيّنت بأرقى الزينات. تتراوح فاتورة جلسة التصوير الواحدة ما بين الـ50 والـ100 دولار. إذا تم تصوير الطفل أمام خلفية واحدة مع 7 صور رقمية و3 صور مظهّرة، تُحتسب بـ60 دولارا، ومع 5 صور رقمية و3 صور مظهرة 50. وفي حال قرّر الوالدان أن يتصورا مع ابنهما، ترتفع الفاتورة لتصبح 90 دولارا. ولو زدنا خلفيتين بدل الواحدة، تُحتسب بـ100 دولار أميركي للجلسة الواحدة (نصف ساعة).

وفي حديثٍ خاصٍ، تقول ريتا وهي تبيع الأحجار الكبيرة المنحوتة على اليد، إنّ العام هذا هو بمثابة استعادة أملنا بالحياة. فنحن اولى الناس المؤمنين بأنّ الحياة ستسمرّ. وتتابع: نبيع جميع أنواع صور القديسين والصلبان وتماثيل للمسيح والمغارة، ورغم أنّها منحوتة على اليد إلّا أنّها تناسب جميع الطبقات لأنّ الأسعار مدروسة. تبدأ بـ12 دولارا وصولًا للـ350 دولارا. ولحسن الحظ أنّنا نربح أكثر ممّا توّقعناه حتّى الساعة.
 
 
 
نمو في المبيعات

وفي هذا الشأن، يشير البائع انطوان سيف، في حديث خاص للدّيار، بأنّ المبيعات في محله في الكسليك، حققت نمواً قدره 40% تقريبًا خلال هذا الشهر مقارنةً بالسنوات السابقة.

وما زاد من حجم الطلب على الألعاب المعروضة في المحلات التجارية، وقف الحرب من جهة وجعل اللبنانيين ممتنّين للوضع السليم اليوم، والأسعار المدروسة في محلاتنا فنحن نبيع بسعر الجملة.


ورغم أنّ الوضع المادّي ليس بأفضل حاله لدى الناس، إلّا أنّ سيف أبدى إعجابه واستغرابه بما نحن عليه اليوم، واصفًا المشهد بالممتاز. وأكد أنّ هناك حسومات على الأسعار من أجل جذب الزبائن وتحقيق أكبر قدر ممكن من المبيعات، خصوصًا أنّ هذه العطلة تعتبر من أهم المواسم لدينا.

وأكّد أنّ حركة البيع والشراء في السوق نشطة للغاية، الأمر الذي يحقق استمرارًا في النّمو، ما يساهم في تعزيز قدرة المحلات التجارية والشركات من أجل التوسع وتطوير ذاتها.