موضوع النازحين برودة متجددة و"مكانك راوح "

لا يزال ملف النازحين السوريين يراوح مكانه، ويرتفع منسوب إثارته في بعض المحطات السياسية، والمواقف من هذه الجهة وتلك، لكن ما يلبث ويعود إلى الاستكانة، لجملة ظروف واعتبارات. لا بل ثمة برودة تخيم على هذا الملف الأساسي والحيوي، الذي يعتبر الأبرز جيوسياسياً وجغرافياً واجتماعياً وانسانياً وأمنياً بالنسبة للبنان الذي يعاني الأمرين جراء هذا الكم من الأزمات التي لا تحصى ولا تعد . وثمة معلومات بأن موضوع النازحين السوريين بحث خلال زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو، ولقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنما بشكل عام، أي موضوع الذين غادروا سوريا منذ بداية الحرب وهؤلاء موضع عناية واهتمام من المفوضية الأوروبية، إلى دول الانتشار التي حضنتهم تحديداً كندا وأستراليا وألمانيا . إنما على مستوى المنطقة حيث النازحون السوريون في لبنان وقبرص وتركيا، فهم مدار اهتمام المفوضية الأوروبية، وينقل أنه في آخر المداولات مع مسؤول المفوضية للعلاقات الخارجية جوزيب بوريل، فموقفه لازال عينه أي الاهتمام بهؤلاء النازحين على المستويات الإنسانية والطبية والمالية والتربوية وكل ما يتصل بحياتهم، لكن يجب أن يبقوا حيث هم إلى حين أن تنضج الظروف في سوريا، ما يلزم وقتاً طويلاً لإعادة بناء البنى التحتية وسواها . ما يعني ان ليس من أي إيجابيات وخصوصاً على الساحة اللبنانية، ويسجل أنه تم ضبط موضوع المحال التجارية للنازحين من قبل الخطوات التي قام بها الأمن العام، وصولاً إلى محاولات ضبط الحدود ووقف التهريب وأمور كثيرة والإقامة غير الشرعية، فهذه العناوين كانت موضع مراجعة في زيارة اللواء الياس البيسري لبروكسيل ولقائه بكبار المسؤولين، والأمر نفسه بالتواصل والتنسيق مع سوريا والحكومة . إنما العودة على المستوى الطوعي أو الشاملة، فيلزمها قرار سياسي كبير غير متوفر حالياً، وله جملة خصوصيات وظروف وأمور مختلفة ومعقدة، تبقي قضية النازحين تدور في حلقة مفرغة.

مصادر مواكبة لهذا الملف على خط بيروت - دمشق، تشير الى أن اللقاءات مستمرة بين اللجنتين الأمنية من الجيشين اللبناني والسوري، وصولاً إلى التواصل مع الأمن العام والمعنيين بالعلاقة بين البلدين. لكن يمكن القول ان ليس هناك من أي جديد، فالأمم المتحدة على موقفها من موضوع النازحين ولا تريد عودتهم، والمسألة لها اعتبارات دولية وحسابات سياسية والجميع يتنصل من هذا الملف ويرميه على الآخر، وبمعنى أوضح، التواصل بين الحكومتين اللبنانية والسورية من خلال زيارة بعض الوفود والوزراء، لم يصل إلى أي نتيجة.
 
ووفق المعلومات المستقاة من أكثر من جهة، انّ موضوع النازحين سيبقى يراوح مكانه، وليس من أي جديد أو تطورات تشي بعودتهم قريباً، بل المسألة بحاجة لوقت طويل وإلى قرار سياسي وتوافق أميركي- روسي، إذ كان هناك تواصل في هذا الإطار بين الطرفين، إلا أن حرب روسيا وأوكرانيا جمدت هذا الملف، لكن ثمة تنسيق غير مباشر وفق جهات دولية وإقليمية متابعة للملف تجري بين واشنطن وموسكو، حول الموضوع السوري وإعادة تحريكه بشكل جدي، لن يكون قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، أي مع الإدارة الجديدة، لذا فهؤلاء النازحين سيبقون في لبنان، كما في الدول المجاورة. وعلم أن زيارة وفد الجمهورية القوية لوزير العمل مصطفى بيرم منذ أيام، كان لبحث موضوع النازحين وفق مصدر قواتي بمعنى انه جرى عرض انتشار هؤلاء في بعض المناطق، ومنهم من يعمل بطرق غير شرعية وسوى ذلك، وتمنوا على الوزير ضبط موضوع النازحين أسوة بالجاليات العربية الأخرى، الذين يتواجدون في لبنان كالمصريين والسودانيين وغيرهم، وهذا ما تم بحثه، ونقل بأن الوزير بيرم كان متجاوباً مع طرح القوات.