المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الجمعة 20 آذار 2020 14:26:45
استدعت "فضيحة" إخلاء سبيل عامر الفاخوري وإخراجه "معززا مكرما" من لبنان على متن طوافة اميركية، أقلّته امس من سفارة بلاده في عوكر الى الولايات المتحدة، اطلالة شخصية للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم. فبيانات الاستنكار التي اصدرها تباعا الحزب، فكتلة الوفاء للمقاومة، وعبارات الادانة والشجب (...) كلها، لم تنفع في تهدئة سخط جمهور "الاصفر" الضيق وجمهور المقاومة العريض، وبدت في رأيهما، غير كافية لتبرير ما حصل. الحزب محرج ووضعه لا يحسد عليه، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية": فالحكم اليوم حكمه، وكلمته هي الاقوى على الساحة المحلية: الرئيس الذي تمسّك به لعامين ونصف العام، جالس في قصر بعبدا، والحكومة التي يريد، موجودة في السراي وهي تضم مكونات 8 آذار فقط لا غير (ولا تنطلي محاولات اعلام الحزب اليوم، لاظهار ان الحكومة ليست حكومته، على أحد) أما المحكمة العسكرية فبدورها، تدور في فلكه، وأكثر...
انتظر "السيد" يومين، علّ موجة الغضب تهدأ، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي. الا ان الرياح سارت بما لا تشتهي سفنه، اذ هبّت عليه "العاصفة" من واشنطن مرة ثانية، مع توجيه الرئيس الاميركي دونالد ترامب شخصيا امس التحية الى الحكومة اللبنانية، شاكرا اياها على تعاونها لاعادة الفاخوري الى بلاده وعائلته. وعليه، سيضطرّ الى الظهور شخصيا على الناس، لوضع الامور – او محاولة وضعها - في نصاب يناسبه. لكن هل يستطيع الامين العام تبرئة ساحته وغسل يديه، مما جرى؟ وكيف؟ هل سيحاول البحث عن كبش محرقة يتم إلباسه تهمة التخاذل مع "الاميركي"؟ ومن يكون؟ المهمة ليست سهلة، تضيف المصادر. فموقف ترامب فضح كل شيء، ووضع مكونات الحكومة كلّها بالتساوي، في بيت اليك. ومجلس الوزراء للتوضيح، ليس "حسان دياب" وحيدا، او وزراء التيار الوطني او المردة فقط، بل هو الجميع، بمن فيهم وزراء حزب الله وحركة أمل.
وفي وقت توترت العلاقة بين مناصري طرفَي "تفاهم مار مخايل" بـ"قنبلة" الفاخوري، بعد ان كثر الحديث عن رضوخ رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل للضغوط الاميركية لاطلاق سراحه، تسأل المصادر عما سيقوله نصرالله في هذا الخصوص، وعما سيفعله لانقاذ التحالف بين الحزبين. مرة جديدة، مهمة نصرالله ليست سهلة اليوم. فالمطلوب منه تقديم رواية مفصلة بالوقائع والتواريخ والاسماء لإظهار من هم المسؤولون الحقيقيون عن اطلاق سراح "جزار الخيام"، وكل ما دون ذلك لن يفي بالغرض ولن يعطي النتائج التي يتوخاها الامين العام. في الاثناء، استقالة رئيس المحكمة العسكرية العميد الركن حسين عبدالله صباح اليوم "شكلية" - وتُظهر القضاء مغلوبا على امره- تماما كاستدعاء وزير الخارجية ناصيف حتي السفيرة الاميركية للاستماع اليها واعلان وزيرة الدفاع زينة عكر نيتها العمل "لإقرار تعديل لقانون العقوبات بما يحول دون تطبيق مرور الزمن على أعمال العدوان على لبنان ". فهذه الاجراءات المتأخرة، تشكّل، كما كلمة نصرالله المرتقبة، محاولة من قبل الجميع للتملص من مسؤولية اطلاق سراح الفاخوري، التي يتحمّلها في الواقع كلّهم و"كلن يعني كلن".