"ميّاس" اللبنانية التي أبهرت أميركا.. من هي؟

من "آراب غوت تالنت" الى بريطانيا والولايات المتحدة، ليست المرة الأولى التي تبهر فيها فرقة "مياس" Mayya’s اللبنانية مشاهديها، لكن إيقاع النجاح في مسرح "أميركاز غوت تالنت" له مذاق استثنائي. فلم يسبق أن أبهر عرض راقص، لجنة التحكيم، على غرار ما حصل مساء الثلاثاء، ما دفع النجمة صوفيا فيرغارا للاعلان عن منحها الفرقة "الباز الذهبي" الذي يخوّلها الانتقال الى العرض المباشر من دون المرور في مرحلة اختيار المواهب الناجحة في الأداء للدخول الى المنافسات المباشرة. 


مساء الثلاثاء، كان إيقاعه مختلفاً على الجمهور الأميركي والمواطن اللبناني. ثمة إنجاز لبناني تحقق في الولايات المتحدة. إنجاز فني، يعبر عن الموهبة اللبنانية الخارجة من قيود الأزمات والإيقاع السياسي المتازم على الدوام. وقفت 31 راقصة لبنانية أمام لجنة التحكيم، وقدمن عرضاً مذهلاً وُصف بأنه "الرقص الإبداعي" الأجمل على الاطلاق. 

على إيقاع الموسيقى الشرقية، تحركت أطراف الراقصات لتنسج لوحة إبداعية لم تستطع عدسات الكاميرا التقاطها بكامل تفاصيلها. غير أن ما وصل الى المشاهدين على الشاشات، أثبت أن هناك رؤية جديدة، خاطها نديم شرفان، مصمم اللوحات الراقصة، بإتقان زاد تجربته إبهاراً. هي فكرة تعبيرية استثنائية وجريئة، تصور امرأة بألف يد، وهي فكرة مأخوذة من آلهة في الهند تدعى "شيفا". استوقفت الفكرة الممثلة العالمية، كاثرين زيتا جونز، في أحد تعليقاتها على اللوحة الراقصة.


وبعد الفوز ببرنامج "آراب غوت تالنت" في العام 2019، ومشاركة فرقة "مياس" في برنامج The Champions Britain's Got Talent، الذي لم تتأهل فيه الفرقة الى النهائيات، (هو برنامج يجمع المشتركين الذين نالوا لقب "Got Talent" في بلدان مختلفة)... خطا نديم شرفان بفرقته الى الحلم في "أميركاز غوت تالنت" في موسمه السابع عشر. هي أول فرقة رقص لبنانية وعربية تقف على هذا المسرح العالمي. في نيسان الماضي، أعلنت الفرقة عن هذه الخطوة، قائلة إنها تقدمت بالمشاركة "لنظهر مواهبنا ونوصل قدراتنا رغم كلّ الظروف التي يمرّ بها لبنان... لبنان نحن هنا لنخبر قصّتك".

أخبر نديم والراقصات الـ31، قصة لبنان. فالمليون دولار، وهي جائزة الفائزين بالبرنامج، ليست الهدف. بعد تقديم اللوحة الراقصة، أثنى أعضاء لجنة التحكيم على العرض، وعبّروا عن دهشتهم. قالت صوفيا فيرجارا: "هذا رائع! ما من كلمات تعبّر عن مشاعرنا إزاء ما رأيناه، هو أجمل وأبدع عرض راقص أراه في حياتي". أمّا هايدي كلوم فقالت: "عرضتم لنا جزءاً من ثقافتكم الجميلة جدًّا، كان عرضاً متألقاً، أحبكم جميعًا".

بدوره، عبّر هوي مانيل عن انبهاره بما رآه من أداء راقص متناغم وحرّ، مقترن بالجهد والوقت المبذول لتقديم هكذا عرض ساحر. ومن ناحيته أكّد سايمون كويل أنّ خطوة المشاركة في هذا البرنامج ستشكل نقطة تحوّل في مسيرة الفرقة على الصعد كافة. كذلك، قال المدرب سايمون كويل "إنها الرقصة الأجمل التي رآها في البرنامج على الإطلاق". 


من هي فرقة مياس؟
في العام 2019، خطت الفرقة المؤلفة من 31 صبية راقصة، تتراوح أعمارهن بين 13 و25 عاماً، خطوة جبارة لدى حصولها على لقب "آراب غوت تالنت". تأخذ اسمها من غزال عربي بقدّ ممشوق (ميّاس)، وهي كلمة مشتقة من كلمة "الماس"، وأريد لها خلال تسميتها أن تعبّر عن غموض المرأة العربية، حسب ما قال شرفان في تصريحات صحافية. 

يصر شرفان على أن تكون أعضاء الفرقة من النساء. في تصريح سابق، أكد أنه يوجه رسالة إلى المجتمعين العربي واللبناني، حيث لا تستطيع المرأة الإعلان عن مهنتها كراقصة محترفة من دون التعرّض للتنمّر. قال: "نحن نرقص للتعبير عن الفرح والحزن والغضب".

لم تخلُ مشاركة للفرقة من إطراء. وفي صورة نشرها الحساب الرسمي لبرنامج "Britain’s Got Talent" في "إنستغرام"، بعد مشاركة الفرقة في المسابقة، كُتب تعليق على العرض: "ساحر، وفاتن، وجميل.. هناك العديد من الصفات التي يستحقها أداء فرقة ميّاس الرائع".
مؤسس فرقة "مياس"، ومصمم لوحاتها وأزيائها نديم شرفان (يتحدر من بلدة قرطبا في جبيل في جبل لبنان)، يدمج في لوحاته الرقص الفولكلوري الآسيوي من الصيني إلى الهندي الـExotic على أنغام الموسيقى الشرقية. 

ويكرر شرفان أن الفرقة تخضع لتمارين مكثفة ومتعبة، "لأن أي لوحة هي نتاج جهد فريق عمل متكامل، فلا تُسلّط الأضواء على شخص دون آخر في الفرقة". ذلك أن الفريق "يندمج مع بعضه البعض كأنه جسد واحد، ما يتطلب دقّة وتمارين، وصبر الفتيات على الوقوف لساعات تحت الضغط للتكرار".

وشاركت الفرقة في احتفالات رسمية وفنية عالمية، كما قدمت عروضاً في دول أوروبية. 
اليوم، يُضاف ما تحقق الى إنجازات الفرقة. لعل ما قالته الفرقة في منشور في "إنستغرام" يؤكد هوية الحدث: "لبنان أنت أحلى بلد، منحبّك ومنوعدك ما خلصت هون".