ميليشيات الجامعة اللبنانيّة: تهديدٌ وضربٌ واللّباس المفتوح ممنوع!

ما يحصل في عددٍ كبيرٍ من كليات الجامعة اللبنانيّة التي من المُفترض أن تكون صروحاً للعلم والمعرفة يتخطّى المنطق والعقل. تهديدٌ علني على مواقع التواصل الاجتماعي وتعنيفٌ وضربٌ وإيذاء واستقواء... هذه الممارسات هي بعضٌ من الاساليب "الميليشياوية" التي تحصل خلف جدران الكليات وعلى بعض الصفحات.

روى الطالب محمّد مراد على صفحته على "فيسبوك" كيف نجا من الموت بعدما تمّ التعرّض له من قبل بعض الطلاب في الجامعة: "أثناء وجودي في حرم الجامعة تم التعرّض لي من قبل موظف في الجامعة يدّعي صفة "مسؤول أمن المجمع". طلب منّي إبراز بطاقتي الجامعيّة، أبرزتها له،عندها طلبت منه أن يبرز لي بطاقته لاتأكّد من صفته، قال لي إنه يريد أن يأخذ البطاقة، فلم أقبل وقلت له انه يوجد في الجامعة مخابرات جيش وإدارة،هم وحدهم يحقّ لهم أخذ البطاقة... عندها هددني وقال لي "عطيني البطاقة أحسن ماتشوف شي ما بيعجبك".

وبالفعل، نفّذ هذا الطالب تهديده وضرب الشاب محمّد في الجامعة، وأرسل مجموعة من 7 شبان اعتدوا عليه وضربوه بمسدّساتهم وبعصي من الحديد، وأطلقوا أعيرة نارية في السماء، ولحسن حظّ محمد، فقد نجا في الموت، وأخبر ما حصل معه، ونشر صوراً تظهر إصابته البليغة.

وفي حوادث أخرى مشابهة، وصلت العديد من الشكاوى من طلاب الى موقع mtv أكدوا فيها أنّ بعض المجموعات التابعة لاحزاب في كليات في "اللبنانية" تعمل على منع الطالبات من ارتداء ملابس صيفيّة باعتبار أنها "غير مُحتشمة" وتُهدّد الفتيات بضربهّن في حال ظهر جزء من أجسادهنّ "فوق الركبة" أو لَبِسنَ "الحفر"! ليس هذا فقط، بل تمّ تهديد عدد من الشبان والشابات الذين يجلسون جنباً الى جنب في الجامعة من قِبل المجموعات ذاتها!
وأمام هذا الواقع، علت الصّرخة بين عدد من طلاب الجامعة اللبنانيّة اعتراضاً على هذه الممارسات، وفي غياب أي ردع أو محاسبة من قبل إدارة الجامعة الغائبة على النظر والسّمع، ودُعي الى اعتصامات إحتجاجاً على هذا الواقع وخوفاً على مصير وحياة الطلاّب.

باختصار، الجامعة اللبنانية باتت سائبة، تحكمها وتتحكّم بها عصابات حزبيّة تُهدّد بسلاحها وتفرض أمراً واقعاً على كلّ الطلاب الذين يأتون من مناطق وخلفيّات متعدّدة وينتمون لطوائف وأحزاب مختلفة.

"هذه حالة طالب الجامعة اللبنانية وهو ذاهب ليتعلم، لايعلم إن كانسيعود أدراجه إلى منزله سالما،أم سيصل إلى المستشفى مضرّجاًبدمائه، أم سيعود لأهله جثّة هامدة! فهل يستحقّ من يطلب العلم أن يتعرّض لخطر الموت؟" بهذه العبارة ختم الشاب محمّد منشوره. فهل من مسؤول ينقذ الطلاب قبل أن تتكرّر هذه الحوادث؟

نضع الصور المرفقة في عهدة القوى الامنية ووزارة التربية وإدارة الجامعة اللبنانيّة، حفاظاً على كرامة وسلامة كلّ طالب لبناني.